لم يكن مفاجئاً أن يفوز شاعر من "حمص" بلقب أمير الشعراء، إن كان لشاعريته التي عُرف بها هذا الأمير المتوّج "حسن بعيتي"، أو كونه شرب من نهر العاصي الذي شرب منه "ديك الجن الحمصي" و"نسيب عريضة" وآخرون، بمناسبة فوزه بالإمارة الشعرية موقع eHoms التقى الشاعر "حسن بعيتي" وكان هذا الحوار.

  • في البداية حدثنا عن مشاركتك في المسابقة وفوزك بلقبها؟
  • ** طبيعة المسابقة تجعل إجازة الشاعر في كل مرحلة مقسومة إلى قسمين 50% لتصويت الناس عبر الموبايل و50% لرأي لجنة الحكم، في كل مرحلة يقرأ الشاعر قصيدة جديدة تعرض من خلال برنامج أمير الشعراء على قناة أبو ظبي الفضائية.

    في إحدى مراحل المسابقة

    بالنسبة للمنافسة الشعرية أزعم أني كنت أستحق التأهل في كل مرحلة من مراحل المسابقة، وكان التصويت عبر الرسائل هو الغلاف الذي يحمي التفوق، و لم أتجاوز أحد بالتصويت إلا وكنت أتجاوزه شعرياً، لكن لا أخفي أني تلقيت دعما كبيراً من أصدقائي وأقربائي بالتصويت خصوصاً في الساعات الأخيرة قبل إعلان النتائج، حصلت في المرحلة الأولى وقد حصلت بالتصويت كنسبة مئوية على 37% في المرحلة الأولى و43% في الثانية 89 % في الثالثة.

  • كيف تصالحت مع تقييم الشعر عبر التصويت عبر الموبايل خصوصاً أن الشعر ليس كبقية الفنون يعتمد على العرض والصورة أو الحركة مثلا؟
  • خلال اللقاء مع eHoms

    ** لا أحد يتصالح مع هذا الموضوع، الشعر لا يستطيع تقريره المتلقي العادي، لكن لعبة التصويت عبر الموبايل كان لها فوائد عديدة، بأنها زادت من شهرة الشاعر المشارك حتى بين أبناء حيه وأهله وإشهار الشاعر هي أحد غاية البرنامج الأساسية لكني أؤكد لك أن التصويت بالنسبة لي كما أسلفت حماية للتفوق الشعري.

  • ماذا عن الإضافة التي شكلها لك الفوز بالجائزة؟ هل ستتغير علاقتك بالشعر؟
  • الشاعر "حسن بعيتي"

    ** لقب أمير الشعراء ليس كغيره من الجوائز، إنه تقريباً يشكل نهاية المطاف بالنسبة للمسابقات الأدبية، أما عن الجوائز بشكل عام فهي لا تعني في رأيي أكثر من محطة ينطلق منها الشاعر إلى محطة أخرى وغاية أبعد، ولكن تبقى الجائزة محطة مهمة وضرورية، أمير الشعراء قدمني لجمهور الشعر في كل مكان ومنحني فرصة الاحتكاك بشعراء مهمين في الوطن العربي، وفي النهاية توجني باللقب ولا أعتقد أن هناك إضافة أكبر من ذلك.

    بالنسبة لعلاقتي بالشعر لا يمكنني أن أصفها لك لا قبل الجائزة ولا بعدها، لا يمكن مثلا أن أحدد لك فترة زمنية أريد الكتابة فيه نهاية الأسبوع أو يوم العطلة، إن كل بيت من الشعر يكتبه الشاعر هو خلاصة لتجربة حياة، لكني أفكر في تكريس حضور الشعر في حياتي من خلال التفرغ للكتابة، معتمداً على الجائزة المالية التي حصلت عليها وخصوصا أني تلقيت وعدا من السيد وزير الثقافي بالانتقال من وظيفتي بالقطاع الصحي (الذي كنت أعمل به قبل المسابقة) إلى العمل في المجال الثقافي.

  • كيف كانت لجنة التحكيم في المسابقة؟ وماذا عن مستوى الشعراء المشاركين؟
  • ** كما هو معروف فإن أعضاء اللجنة هم من النقاد المهمين على الساحة العربية، وإلى حد بعيد جداً اتسموا بالموضوعية على الرغم من أنني شعرت أن لديهم ميل إلى تقديم القصيدة في القالب العمودي على حساب شعر التفعيلة، وأنا منذ أكثر من /4/ سنوات أكتب شعر التفعيلة، طبعاً لجنة الحكم تطبق سياسة البرنامج وربما الميل لتقديم القصيدة العمودية نابع عن طبيعة البرنامج الجماهيرية، فتلقي العمودي أسهل من تلقي شعر التفعيلة ولم يكن هناك وجهة نظر نقدية بهذا الموضوع أما بالنسبة للشعراء الزملاء فهم من أفضل الشعراء في الوطن العربي وليسوا الأفضل.

  • تميّز البرنامج بطريقة إلقاء الشعر والإخراج كنوع جديد من تقديم الشعر هل شكل ذلك صعوبة لك أثناء قراءة القصائد وهل كان هناك مجالا للارتجال؟
  • ** بالفعل كان هناك جمالية في الإلقاء وأنا كنت موفق إلى حد ما في هذا الموضوع على الرغم أني في كل مرحلة كنت أن باستطاعتي تقديم الأفضل ربما كان يحتاج الأمر إلى تدريب أكبر، فإلقاء النص يحتاج إلى خصائص صوتية والصوت المرتفع على الكرسي يجمع بين أن تعيش النص وتتكلف إيقاع الصوت، بالنسبة للارتجال كانت لعبة جيدة وارتجلت في بعض الأحيان، وكان ارتجالي ضمن الموضوع والارتجال عائد للتمرس أكثر منه للشاعرية.

  • ماهو رأيك بالمسابقات المحلية للشعر؟
  • ** هناك جوائز سورية مهمة مثل جوائز وزارة الثقافة جائزة "الماغوط" و"نزار قباني" وجائزة "المزرعة" وغيرها، لكن أتوقع أنه ينقصنا التسويق الجيد لهذه المسابقات، فالإعلام يلعب دورا كبير أنظر إلى أمير الشعراء إنه لوحة إعلامية باذخة تغري المتلقي العادي وليس متلقي الشعر فقط، أعتقد أن نجاح المسابقة كان له عدة أمور أبرزها طبيعة البرنامج والرهان في وجود رابح وخاسر هذه الفكرة تزيد من التشويق والإثارة.

  • هل تؤمن أن "حمص" مدينة الشعراء وهل لذلك أثر في إبداعك؟
  • ** "حمص" مدينة الشعر بامتياز، ربما لطبيعة الحياة فيها أثر في ذلك والاحتكاك الاجتماعي الموجود بـ"حمص" أكثر من باقي المدن، كذلك لوجود حالة شعرية دائمة وشعراء مهمين يخلق بيئة تنافسية فأنا مثلا أسمع الشعراء الذين قبلي وأعجب في قصائدهم ما يحفزني للكتابة وتطوير تجربتي.