لا يبدو "عمر حكمت خولي" راضيا عن ديوانه الشعري الأول، فهو بدأ وختم حديثه قائلاً: «هذا الديوان قد يكون الأسوأ في مسيرتي الشعرية لو عدت له يوما»، لكن الشعراء مسكنون دائما بالقلق، وكما الكبار منهم فإنهم لو عادوا إلى نتاجهم الأول لوجدوه لا يستحق القراءة، أما الآن فيحق لـ"حمص" أن تحتفل بالولادة الرسمية لشاعر ينضم لسلالة قديمة، لم تبدأ بـ"ديك الجن الحمصي" ولم تنتهي بـ"علاء الدين عبد المولى" أو "عبد القادر الحصني".

"عمر حكمت خولي" هذا الشاب الذي لم يكمل العشرين ربيعا، يزور القدر بديوانه الأول" عندما زرت القدر"( دار أكتب- القاهرة)، ويقرر الولوج بهذا اللعبة (إن صح التعبير) في عصر خف به بريق الشعر والشعراء، ولإلقاء الضوء على ثمرة "عمر" الأولى، موقع eHoms التقى الشاعر الذي تحدث عن هذا ديوانه الأول، وسبب اختياره لقصائد من عام واحد فقال: «كان عام /2008/ هو انطلاقاتي الحقيقية بالشعر، فقد بدأت بنشر قصائدي في الصحف السورية كـ"الثورة" و"البعث " والعربية كـ"الزمان" و"العرب اليوم"، وبعض المواقع الالكترونية، وكانت سنة غزيرة في الكتابة ففيها أجريت عددا من الأمسيات الشعرية في "حمص" و"دمشق" وأخيرا كان التحضير منذ بداية عام /2009/ لنشر هذا الديوان، الذي أعتبره بطاقة التعريف الأولى الخاصة بي ربما لو عدت له بعض فترة لو جدته غير جدير بالنشر لكني الآن أراه حلقة الوصول إلى القراء».

هو ليس إحياء للتاريخ، بل أحياء للواقع بالتاريخ فملكة مثل "جوليا دومنا" حكمت العالم وهي كانت راقصة في المعبد خرجت من "حمص"، تستحق أن يكتب لأجلها ملايين القصائد لتحفيز هذا الواقع وأبناءه

وعن تنوع الحالة الشعرية في قصائده التي بلغ عددها /25/ في الديوان قال الشاعر "خولي": «كتبت الموزون المقفى وكتبت شعر التفعيلة، وأنا بالأصل بدأت بالنثر غير الموزون، لم أكن أعير اهتماما بالغا للوزن كما الشعراء المبتدئين، كنت أشعر أنه يحُدّ من الفكرة، لكني بالصدفة كتبت مرة قصيدة موزونة، فوجدته أفضل وأجمل ووجدت أن من مقومات الشعر الموسيقا والوزن وليس الفكرة فقط، فلذلك جاء الديوان خليطا من كل الأجناس الشعرية التي كتبتها».

من امسية لعمر حكمت خولي بدمشق

وردا على سؤال حول عودته إلى أسماء ورموز تاريخية قديمة واستحضار أجوائهم مثل "أدونيس" و"جوليا دومنا" قال "عمر": «هو ليس إحياء للتاريخ، بل أحياء للواقع بالتاريخ فملكة مثل "جوليا دومنا" حكمت العالم وهي كانت راقصة في المعبد خرجت من "حمص"، تستحق أن يكتب لأجلها ملايين القصائد لتحفيز هذا الواقع وأبناءه».

  • تبدو ببعض القصائد أنك تكرر تجربة مشابهةّ الشاعر "نزار قباني" عندما تقول في قصيدة "رفعت الجلسة" /ذنبي أني زاولت العشق مجاهرة/ و/أني قد بحت بأسراي/، وكأنه ثوب لابد من لكل شاعر من ارتدائه؟؟
  • ** أولا هذه القصيدة ليس لها علاقة بتجربة الشاعر الكبير "نزار قباني" لأني كتبتها بإيحاء من تجربة واقعية، وثانيا أنا أتشرف بالطبع بمحاكاة كلمات هذا الراحل الكبير، والاستفادة من كل حرف دونه كما معظم الشعراء الشباب علينا الاستفادة من كل التجارب حتى التجارب الفاشلة منها.

    وحول دفاعه عن المرأة قصيدة "السيرة النسوية" حين كتب: /لا تقرئي فالعلم جرم لا تكتبي فالحبر ظلم/، قال: «تأثرت بقصيدة للشاعرة "سعاد الصباح" حول هذا الموضوع، كما هناك مشهد في مسلسل "أهل الراية" يتحدث عن فتاة محرومة من التعليم، استفزني للكتابة عن بعض المجتمعات المغلقة التي لا زلت تعامل الأنثى كأنها "ضلع قاصر" يحبون هذه التسمية ويحرمونها من أبسط حقوقها لذلك كان الدفاع عنها أحد قضاياي».

    وحول دخوله في مجال الشعر بتفرغ شبه تام في عصر ذهبت النجومية لغير الشعراء قال "الخولي": «أشعر أنه تحدٍ بالنسبة لي ، بالتأكيد الشريحة الأكبر من الناس هي التي لا تقرأ لكني العمل الجيد يتناقله الناس ويفرض نفسه، لكني بذات الوقت قلق جدا حيال ك لقصيدة أنتهي من كتباتها وحينها يبدأ مسلسل الشك ولا أقوم بنشر كلمة واحدة قبل أن أقرا كل كلمة فيها وأعيد قراءتها مئات المرات ولا أقوم بنشرها إلا بعد أن يقراها مجموعة من الأصدقاء ويعطوني أرائهم بها».

    من الجدير بالذكر أن "عمر حكمت خولي" ولد عام /1990/ في مدينة "حمص"، وحصل على الشهادة الثانوية عام /2008/، لكنه أجّل دراسته الجامعية للعام المقبل، عمل في الزراعة، وفي هيئة تحرير ملتقى الحكايا الأدبي حاز "عمر" عامي 2008/2009 على عدد من الجوائز منها جائزة المرتبة الأولى (في مسابقة عيد الأم للشعر صافيتا) عن قصيدة "بما أفديها"، والمرتبة الثانية في "ملتقى الفنيق الأدبي" بمناسبة (دمشق عاصمة الثقافة العربي لعام /2008/) عن قصيدة "نبض سورية". ومؤخرا صُنف "عمر حكمت خولي" ضمن الشعراء العشر الأوائل بع مشاركته في مسابقة "كاستيلوبديتو" في إيطاليا التي شارك بها عن طريق الانترنت، بقصيدة "جدتي" وقد شارك بهذه المسابقة حوالي /350/ شاعر شاب من مختلف أنحاء العالم.