«حين أكتب الشعر أعود إلى توازني وأجدد نشاط حياتي كالأم التي أنجبت مولوداً جديداً للحياة، هكذا أفرح بقصيدة جديدة أكتبها. فالشعر بالنسبة لي معادل موضوعي لاستمرار الحياة..». بهذه الكلمات القليلة عبّرت لنا الشاعرة "غروب عبد الرحمن" عن سبب محبتها للشعر حين التقاها موقع eHoms بتاريخ (14/3/ 2009).

وللتعرف أكثر على خلاصة تجربتها الشعرية ومشاركاتها أجرينا معها الحوار التالي:

*ماذا تحدثينا عن محاولاتك الأولى في كتابة الشعر وكيف نشأت هذه الموهبة لديك؟

**كانت المحاولات الأولى لكتابة الشعر خلال دراستي في المرحلة الإعدادية، لكن بدأت كتابة القصائد الفعلية حين كنت في الثالث الثانوي فبدأت بالشعر الموزون العمودي، ثم اتجهت بعدها إلى الشعر الحديث والذي زاد من محبتي له والدي -رحمه الله- الذي كان مدرساً للغة العربية، لمس موهبتي منذ الطفولة، وكان يحضر لي باستمرار كتب تتعلق بالشعر ويشجعني على حفظ الكثير من القصائد لشعراء كبار مثل المتنبي وأبو فراس الحمداني.. محاولاً من ذلك إكسابي ذخيرة شعرية مباشرة تساعدني فيما بعد على نظم الشعر..».

*ماذا عن القصيدة الأولى التي كتبتيها، وماذا تناولت؟

**أول قصيدة كتبتها بالمعنى الفعلي للقصيدة كانت بعنوان (قدر)، حملت في طياتها الكثير من معاني الثورة على حياة المجتمع، وعموماً غلب على معظم قصائدي التي كتبتها الطابع الإنساني والوجداني، حيث أن صور الظلم والحزن بكافة أشكالها تؤثر على كتاباتي الشعرية، كما تحرضني على الكتابة أيضا حالات الفرح والسعادة التي أراها أو أمر بها.

*وماذا عن تجربتك مع الشعر الحديث والشعر المحكي؟

**بعد سنتين من كتابة الشعر العمودي دخل الشعر الحديث بقوة في قصائدي، واعتقد أن قراءاتي الغزيرة لعدد من الشعراء المعاصرين وخاصة لمحمود درويش جذبتني لهذا النمط الشعري الذي تتلاءم معه المعاني الوجدانية الشفافة والمعاني العاطفية على اختلافها. ومن خلال الشعر الحديث كنت أميل إلى كتابة الشعر المحكي (باللغة العامية) فكتبت الكثير من القصائد القريبة إلى قالب الأغنية، ومن هذه القصائد اثنتان لحنهما الأستاذ "حسام زكريا" المدير السابق لـ"نادي دار الفنون"، وتم تقديمهما في مهرجان "حمص" الموسيقي عام /2007/ وهاتين الأغنيتين هما: (بعت الحكايا) و(رجع المطر).

من قصيدة في الشعر المحكي بعنوان (حبق) اقتطفت لنا الشاعرة " عبد الرحمن" الأبيات التالية:

متلك أنا نيسان وشوية ورق

متلك أنا حلمي على بوابه احترق

حبة ندي انفرطت على قطفة حبق

متلك أنا غيمة على ظلها انسرق

نيسان وصفرّ الورق

**شاركتي بالعديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية ماذا عنها؟

**أولى مشاركاتي كانت في "مهرجان الشعراء الشباب" الذي تنظمه رابطة الخريجين الجامعيين" بـ"حمص" واستمرت هذه المشاركات بشكل دوري لمدة سبع سنوات. كما شاركت في العديد من أمسيات فرع اتحاد الكتاب العرب في "حمص" وفي "اللاذقية"، وفي معظم مراكز محافظة "حمص" الثقافية (مدينة وريفاً)، وكان لدي مجموعة من المشاركات في بعض الأنشطة التي تنظمها جامعة البعث، إضافة إلى مجموعة من الأمسيات الشعرية في المركز الثقافي بـ"مصياف".

*هل ساعدتك دراستك الجامعية في الأدب الإنكليزي بموضوع كتابة الشعر؟

**بالتأكيد فدراستي الجامعية فتحت لي أفقاً جديدة من خلال الاطلاع على ثقافة أخرى أعطتني خيالاً آخر وصوراً جديدة، استعملتها في قصائدي، كما عملت على ترجمة مجموعة من القصائد الإنكليزية بتصرف حافظت فيه على الروح العامة للقصيدة بطريقة القصيدة العربية.

*هل ثمة مشروع إصدار ديوان شعري لقصائدك؟ وما هي طموحاتك في هذا الإطار؟

**حالياً أقوم بتجميع القصائد التي كتبتها وأعمل على تنضيدها من إصدار ديواني الشعري الأول قبل نهاية العام الجاري إنشاء الله والأمر الذي أعمل عليه اليوم متابعة القراءة الجادة والمكثفة ومتابعة اللقاءات الثقافية الهامة في إغناء الذخيرة الأدبية لدي.

وللأسف أعتقد أن مشكلة الشعر في أن جمهوره يتراجع يوماً بعد يوم، والسبب الأهم برأيي أن تنوع وسائل الاتصال الجماهيرية وزحمة الحضارة أدت إلى سرقة الكثير من جمهور الشعر.. أتمنى عودة مكانة الشعر إلى الساحة الثقافية العربية، وعودة الجمهور المحب والذواق للمتابعة هذا النوع الأدبي الأصيل.

وفي ختام اللقاء اقتطفت لنا الشاعرة "عبد الرحمن" من قصيدة (أوطان) ما يلي:

بين صبحين انكسر الضياء عن الدار

وكانت يمامات تلك الديار

تغني رحيل السماوات عنا

وكان أبي يحمل العيد

في راحتيه يصلي

رويدك يا قلب هاهم يمنحون الضياء

لهذا القريب

فاتحة الدمع أنا يا أبي

فلنرتق المسافة بين جرحينا

ولنصلّ سوية

ونعبد خبزنا الشتوي

ونبكي سوية

من الجدير بالذكر أن الشاعرة "غروب عبد الرحمن" خريجة كلية الآداب-قسم اللغة الإنكليزية (جامعة البعث). عملت بعد تخرجها لمدة عامين في ترجمة مجموعة من الدراسات الإسلامية لصالح إحدى دور النشر بـ"دمشق". أصدرت كتاب (قواعد اللغة الإنكليزية) عن "دار الحقائق" للطباعة والنشر /2003/. أصدرت الطبعة الأولى من قاموس "الهدى" (إنكليزي-عربي) لمرحلة التعليم الاساسي-حلقة أولى، عن "دار الحقائق" /2003/. نشرت عدداً من قصائدها الشعرية في صحف: العروبة، تشرين، شرفات الشام، وفي مجلة "كتابات معاصرة" اللبنانية. وحالياً تدرس مادة اللغة الإنكليزية في ريف محافظة "حمص" لطلاب التعليم الأساسي –الحلقة الثانية.