نفّذَت الطالبات "حلا الغانم"، "دموع رجب"، "ميرنا حلّاق"، و"نيرمين سلّوم"، مشروع دراسة وتنفيذ آلة تسلق الأعمدة الكهربائية والهاتفية بوزن وحجم خفيفين، وذلك لنيل إجازة في هندسة التحكم الآلي والحواسيب في كلية الهمك - جامعة "البعث"، بإشراف الدكتور المهندس "بسيم عمران"، وتمّ تجريب الآلة ووضع الخطط التطويرية لها لتدخل سوق العمل.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 تشرين الأوّل 2020 التقت الطالبات اللّواتي نفذن المشروع، وقالت "ميرنا محي الدين حلاق": «لم نرد أن يكون نموذجاً مصغراً فقط، بل أردناه آلة قابلة للاستخدام والتجريب مباشرةً، لتؤدي مهامّ التسلق على الأعمدة الخشبية والإسمنتية، بدلاً من الرّافعة الكبيرة ذات الحجم الهائل والتي يستغرق نقلها من مكان لآخر زمناً وجهداً كبيرين، ولكن الآلة بحاجة لتطويرات أيضاً كإمدادها بأدوات اتصال بين مستخدم الآلة والشّركة صاحبة العمل، بحيث يتمّ تبادل البيانات عند بدء التنفيذ وإنهاء العمل للانتقال لمهمة جديدة، منعنا من إنجازها التكلفة المادية المرتفعة للقطع الإلكترونية، فبشكلها الأولي أنفقنا ما يقارب 800 ألف ليرة».

لنجعل الآلة تتسلق بانسياب أجرينا دراسة ونظمنا فروقاً واضحة وقاربنا بين آلية تسلق الحيوانات الشّجرية والروبوتات المتسلقة، فأطرناها ضمن بندين وهما آلية التسلق بمرفق ثابت وآلية التسلق بذراع محدودة، وبعمليات حسابية كبيرة للوزن والعطالة وقوّة الاحتكاك بين الآلة والشجرة وقياس الزوايا اللازمة لحركة مرنة للآلة خرجنا بالشّكل الحالي، ومع التطوير سيؤدي الروبوت مهامّ التسلق متغلباً على الحيوانات المتكيفة مع ذلك منذ القدم

وأضافت "حلا غدير الغانم": «عدد الرّافعات المحدود يؤدي إلى هدر وقتٍ كبير، وبالتالي بقاء المواطنين بلا خدمة لوقت أطول، ومن هنا انطلقنا بفكرة الآلة التصميمية، التي لم يسبقنا إليها أحد، فزودناها بعجلات تتحرك على العمود بسلاسة وأدوات تثبيت وأدوات حركة، وما يميزها الوزن الخفيف الذي يتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلو غرام بحيث يسهل على العامل نقلها لمكان العمل، دون الحاجة لسيارة خاصة وتتحمل وزن شخص بين الـ100 والـ130 كيلو، ونتيجة للتجارب المتكررة ذللنا كلّ الثغرات والصعوبات التي واجهتنا».

الآلة بشكلها الأولي

فيما بيّنت "دموع عيسى رجب": «اخترنا المحرك البنزيني للاستخدام لتخفيض التكلفة المادية والوزن بآنٍ معاً، لأنّ المحرك الكهربائي ذو تكلفة مادية أعلى ويجب أن يكون باستطاعة مناسبة لحمل وزن أكثر من 150 كيلو غرام، وبالتالي يحتاج إلى بطارية تؤدي بدورها إلى زيادة وزن آلة التسلق بشكل نسبي، وكلّ ما سبق لا يعني أنّه لم تواجهنا مشاكل وصعوبات نتيجةً للمحرك المستخدم، فهو يحتاج إلى خبرة في الاستخدام، وعامل يقظ لكيفية الصعود والنزول ببطء، فطبيعة عمله تشبه مكابح الدراجة الهوائية، والحركة الفجائية قد تسبب المشاكل، لذا من أحد خططنا التطويرية استبداله بمحرك كهربائي».

وختمت "نيرمين صبري سلوم": «لنجعل الآلة تتسلق بانسياب أجرينا دراسة ونظمنا فروقاً واضحة وقاربنا بين آلية تسلق الحيوانات الشّجرية والروبوتات المتسلقة، فأطرناها ضمن بندين وهما آلية التسلق بمرفق ثابت وآلية التسلق بذراع محدودة، وبعمليات حسابية كبيرة للوزن والعطالة وقوّة الاحتكاك بين الآلة والشجرة وقياس الزوايا اللازمة لحركة مرنة للآلة خرجنا بالشّكل الحالي، ومع التطوير سيؤدي الروبوت مهامّ التسلق متغلباً على الحيوانات المتكيفة مع ذلك منذ القدم».

إحدى الطالبات وهي تقوم بتجريب الآلة

وعن فكرة المشروع وتطويره قال الدكتور المهندس "بسيم عمران" المشرف على المشروع: «عادةً ما نحفز الطلاب لانتقاء مواضيع وأفكار لمشاريع تخرّج أقرب إلى الواقع وقابلة للتنفيذ، فيتصورون الفكرة وفقاً لنموذج مصغر وعليهم أن يتعرفوا على كلّ ما يلمّ بالمشروع مهما كان، طبيّاً، ميكانيكيّاً، أم كهربائيّاً، ومعرفة الحساسات والمتحكمات وعناصر الـPLC اللازمة، وهناك مشاريع مختلفة من حيث المبدأ وجميعها تصبّ ضمن مجال التحكم الآلي والحوسبة، وهذا العام هناك عدة مشاريع جيدة ومرتبطة بالواقع وتحسينه تقنياً، وبما أنّي مشرف على مشاريع كثيرة في قسم هندسة التحكم الآلي والحواسيب أقول إنّ مشروع آلة التسلق من أكثر المشاريع ارتباطاً بحاجيات الواقع، فكل مؤسسة كهرباء أو هاتف في المحافظة تحتاج إلى رافعة وفي حال حدوث عطل في الأرياف فإنه يجب الانتظار لفترة من الوقت لتصل الرافعة من المدينة إلى الريف، فبهذه الآلة يتمكن أي عامل من جرها أو وضعها على دراجة نارية وأخذها لمكان حدوث العطل وتصليحه، ولدينا أفكار جمّة لتطويره فيمكن تجهيزه بنظام تحكم كبير للتحكم الكامل بسرعة الصعود والهبوط وحساسات لحماية العامل من الاصطدام بالأسلاك الكهربائية، لنرفد سوق العمل به ويسجل إنجازاً لمهندسات قسم التحكم الذي يعدُّ من أكثر الأقسام إلماماً ومعاصرةً لكلّ جديد».

جدير بالذكر أنّ "حلا الغانم" و"دموع رجب" من مواليد "حمص" عام 1996، و"ميرنا حلاق" من مواليد "حماه" عام 1996، و"نيرمين سلوم" مواليد "حمص" عام 1994.

أثناء مناقشتهم المشروع