أحبّت "سماح معروف" القصص القصيرة المتنوّعة منذ طفولتها المبكرة، وكان للتاريخ نكهةٌ خاصةٌ في خيالها وعقلها التواق للمعرفة، وهو ما جعل قرارها واضحاً في الالتحاق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 24 شباط 2020 التقت "سماح معروف" لتتحدث عن بداياتها مع المعرفة، فقالت: «كانت طفولتي هادئة، وجميلة، ولطالما كان الهاجس العلمي مسيطر على المنزل، فقد زرع فينا والداي حبّ العلم والتميز.

بعد حصولي على الماجستير قمت بالتدريس لمدة ثلاث سنوات في جامعة "البعث"، وأسعى للاستمرار في مسيرتي التدريسية بانتظار الإعلان عن مسابقة لأعضاء الهيئة التدريسية للحصول على فرصتي. كما أرى ضرورة تدريس الدراسات العليا لكل الاختصاصات في كل المحافظات ليتمكن من لديه رغبة علمية كبيرة وغير قادر على السفر خارج محافظته من تحقيق حلمه

درست المرحلتين الابتدائية، والإعدادية في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، ولاحقاً أكملت دراستي الثانوية والجامعية في مدينة "حمص"، وتخرجت عام 2008 من جامعة "البعث" كلية الآداب، بعدها في عام 2012 انتقلت إلى مدينة "دمشق" لأتابع طموحي في الدراسات العليا، واخترت الاختصاص الحديث والمعاصر في قسم التاريخ، وحصلت على شهادة الماجستير عام 2014، لأبدأ بعدها بمرحلة الدكتوراه، ولكن في نهاية عام 2015 صدر قرار بإيقاف تسجيل الدكتوراه لأعود لها بعد فترة، وأحصل على شهادتها عام 2019 بدرجة امتياز، وقد عالجت في رسالتي التدخلات الدولية في "لبنان" أثناء فترة الحرب الأهلية، وهو عمل علمي مفيد جداً لمن سيأتي بعدي من الطلاب ليكملوا ما بدأته، وينجزوا ما لم يكتمل إنجازه بعد، خاصة فيما يؤثر في بلدي "سورية". فالإنجازات العلمية هي مسيرة مستمرة ومتكاملة ولا حدود لها، وكانت رسالتي إحدى المحاولات العلمية لفهم الواقع وتحليله في تلك الفترة».

مع الدكتور حسام النايف

وعن نشاطاتها قبل وبعد المرحلة الجامعية، تابعت: «ما قبل المرحلة الجامعية كنت أشارك دائماً في الإذاعة المدرسية، مجلة الحائط، وأي نشاط علمي واجتماعي، وأبدع بشهادة المدرسين وزملائي الذين يصفوني بصاحبة الشخصية التي تجمع بين الثقة بنفسها والقوة والنشاط.

في المرحلة الجامعية لم أتوقف عن النشاط حيث كنت أجد المتعة في هذه الأنشطة التي أقوم بها، وأمارسها بحب وشغف وبطلب من زملائي كنت أقوم بعمل مجموعات للدراسة حيث كنت أشرح لهم بعض الدروس بطريقة مبسطة، ومحببة، فأحبوا شرحي وأسلوبي، وفي كل مرة كان ينضم إلينا المزيد من الطلاب الجدد.

أما في مرحلة الدراسات العليا، ولا سيّما عام 2018 فشاركت زملائي في الاتحاد الوطني لطلبة "سورية" فرع "دمشق" في نشاطهم والمساهمة في إعادة إعمار "سورية"، فقد قمنا بعمل دؤوب لإعادة الحياة لتلك المناطق المدمرة من خلال إعادة إعمار، وصيانة بعض المدارس والأماكن العامة، حتى أنني أصبحت على دراية كافية باستخدام الطلاء ودهن الجدران.

كنا نذهب وزملائي إلى تلك المناطق سعيدين جداً بأننا نساهم ولو بشيءٍ بسيط في إعمار بلدنا، ومن بين المناطق التي ساهمنا في العمل بها "زملكا"، "عين ترما"، و"حرستا"».

عن مشاريعها تتابع: «بعد حصولي على الماجستير قمت بالتدريس لمدة ثلاث سنوات في جامعة "البعث"، وأسعى للاستمرار في مسيرتي التدريسية بانتظار الإعلان عن مسابقة لأعضاء الهيئة التدريسية للحصول على فرصتي.

كما أرى ضرورة تدريس الدراسات العليا لكل الاختصاصات في كل المحافظات ليتمكن من لديه رغبة علمية كبيرة وغير قادر على السفر خارج محافظته من تحقيق حلمه».

الأستاذ الدكتور "حسام جميل النايف" قال عنها: «عملت "سماح" تحت إشرافي في مرحلة الدكتوراه، وخلال عملها كانت مثال الباحثة المجدة، حيث تميزت بالقدرة على التحليل والنقد، والتعامل مع منهج البحث العلمي بجدية ومثابرة، كانت تنتقل باستخدام المناهج التاريخية من المنهج التحليلي إلى الوصفي بسهولة وسلاسة، فأتى عملها متميزاً نادر الأخطاء، فاستحقت درجة الدكتوراه بالتاريخ المعاصر والحديث بامتياز.

كانت سماح طالبة طموحة، وتسعى لتحقيق أفضل النتائج، ولا تستكين لأي أمر صعب، تحب العمل، وتتعاون مع الجميع لإنجازه بكل أناقة وهو ما أكسبها ثقة الجميع واحترامهم».

يذكر أنّ "سماح معروف" من مواليد مدينة "حمص" 1986 حاصلة على دكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ اختصاص تاريخ حديث ومعاصر بدرجة امتياز.