"دور الشباب الجامعي في تعزيز مفاهيم التربية المرورية" عنوان حملته الندوة المرورية الشبابية الأولى التي أقامتها "جامعة البعث"، يوم الأربعاء 28/4/2010 في مدرج كلية الآداب بالتعاون بين كلية التربية و"الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق"، تزامناً مع ذكرى يوم المرور العالمي الذي يحتفل فيه في الرابع من أيار من كل عام.

شارك في الندوة مجموعة من الباحثين والطلاب قدموا خمسة أبحاث علمية حول دور المجتمع الأهلي في تنمية الوعي المروري عند الشباب، وحول الشباب وحوادث الطرق، وحول منظومة الإسعاف السريع، وحول الشباب والدراجات الهوائية، والسلامة المرورية من منظور الشباب.

يأتي هذا النشاط في إطار ربط الجامعة بالمجتمع، وفكرة العمل انطلقت من المشكلات التي تسببها الحوادث المرورية، وبالتالي أهمية الوصول إلى مستوى جيد في موضوع السلامة المرورية، ونحن كجهة تربوية هدفنا العمل على إعداد المعلم وتدريبه ليربي الأجيال فيما يتعلق بمجال التربية المرورية

كما رافق الندوة معرض مروري تضمن مئات الصور والأعمال الفنية والبرامج الإلكترونية التي أنتجها طلاب الكلية، تمحورت حول موضوع السلامة المرورية ودور الشباب في تعزيز التربية المرورية، وتم في افتتاح الندوة تكريم عدد من طلاب كلية التربية المتميزين في الأعمال التي قدموها حول موضوع التربية المرورية تحضيراً لهذه الندوة.

للتعرف أكثر على هذه الندوة وأهميتها والمعرض المرافق eHoms التقى عدداً من الطلاب والباحثين المشاركين فيها فتحدث بداية الطالب "محمدالاسماعيل" من السنة الأولى قسم معلم صف في كلية التربية، رئيس لجنة البحث العلمي التي كلفت بإقامة دراسة لقياس درجة الوعي المروري لدى طلاب الجامعة:

«نحن مجموعة عمل واحدة قمنا بإشراف الدكتور "محمد بيان" بإجراء بحث مروري حول السلامة المرورية ودور الشباب فيها، سعينا من خلالها إلى المساهمة بترسيخ مفاهيم الثقافة المرورية في أخلاق الشباب لأنها تمثل بالنتيجة رقي الشعوب، ولإتمام البحث استعنا بالكثير من المراجع، كما قمنا بتطبيق جانب عملي كان الأهم ببحثنا عبارة عن استبيان شمل عينة ما يقارب 2800 طالب من كافة كليات وأقسام "جامعة البعث"، واستغرق البحث حوالي أربعة أشهر، تركزت الأسئلة حول دور الشباب بالسلامة المرورية والوقوف على الأخطاء المرورية في حال رؤيتها وما مدى التدخل، وسألنا الشباب عن رأيهم بإدخال مادة التربية المرورية ولو بجزء بسيط في المناهج المدرسية، وصلنا إلى أن نسبة 69 بالمئة من الشباب أيدوا نشر الثقافة المرورية في المناهج، وهي نسبة جيدة».

د. "كغدو" يسلم درع الجمعية لنائب رئيس الجامعة د. "علي الجراش"

الطالبة "نادين سعود" من السنة الأولى- كلية التربية باختصاص "معلم صف"، إحدى المشاركات بأعمال المعرض قالت: «شاركت في اختيار عدد كبير من لوحات زملائي التي تم عرضها في المعرض، كما أنني شاركت ببعض الرسومات التي تبرز التجاوزات في قانون السير، وكل لوحة وضعت عليها عبارة توضح التصرف المروري الصحيح لتجنب أي حادث، وباعتبار أن اختصاصنا الدراسي كطلاب متعلق بالأطفال، جاءت معظم رسومات المعرض موجهة بالدرجة الأولى للطفل الصغير قبل الشاب الكبير».

الدكتور "محمد بيان" مدرس مادة التربية الصحية لطلاب السنة الأولى معلم صف تحدث عن هذه الندوة بالقول: «يأتي هذا النشاط في إطار ربط الجامعة بالمجتمع، وفكرة العمل انطلقت من المشكلات التي تسببها الحوادث المرورية، وبالتالي أهمية الوصول إلى مستوى جيد في موضوع السلامة المرورية، ونحن كجهة تربوية هدفنا العمل على إعداد المعلم وتدريبه ليربي الأجيال فيما يتعلق بمجال التربية المرورية».

رئيس الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق

وأضاف: «النشاط الذي نحن بصدده اليوم تم تقسيمه إلى قسمين: القسم العلمي وهو عبارة عن خمسة أبحاث ستقدم خلال الندوة حول دور الشباب في تعزيز مفاهيم التوعية المرورية، ويترافق مع أعمال المعرض المروري الذي يقدم رسائل توعوية للمعلمين والمتعلمين، فللوحات والأعمال بالمعرض كلها شارك فيها طلاب من كلية التربية معلم صف ورياض أطفال، وعدد الطلاب المشاركين حوالي ستمئة طالب وطالبة، وعدد الأعمال المشاركة تجاوز الألفي عمل وبالتالي واجهنا صعوبة بانتقاء الأعمال الأجدر بالعرض ضمن المعرض اللوحات البروشورات البرامج الحاسوبية الأفلام التسجيلية والأشغال اليدوية».

وتابع: «أهم بحث قدمه طلاب من الكلية حول قياس درجة الوعي المروري لدى طلاب جامعة البعث يعكس الصورة الحقيقية لمستوى الوعي لدى طلاب الجامعة، البحث تم بإشرافي لكن الطلاب قاموا بإعداد أدوات البحث وتفريغ النتائج والوصول إلى مجموعة من النتائج، والذي يمكن أن نشير إليه أن طلاب الجامعة يتمتعوا بدرجة متوسطة من الوعي المروري، وبالتالي يعطينا هذا تساؤلات عن نوعية البرامج والأساليب والطرق التي يجب أن ننفذها لنصل إلى مستوى راق من التربية والتوعية المرورية.

ويمكن أن نقول إن تفعيل هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من تضافر الجهود وما لمسناه من دعم لرئاسة الجامعة وقيادتها السياسية يعطينا حافزاً وتفاؤلاً بالمزيد من العمل في هذا المجال، وتعزز هذه الخطوة بخطوات إجرائية إما من خلال برامج تدريبية للطلاب أو إقامة ندوات أخرى للطلاب حول هذا الموضوع أو مسابقات على مستوى الجامعة لأن عملية التوعية تحتاج لأيام طويلة لتهيئة بيئة صالحة لاتخاذ القرار بما يشكل وعيا مروريا جيد لدى شبابنا».

وعن أهمية الندوة قال الدكتور "محمد اسماعيل" عميد كلية التربية في جامعة البعث: «تكمن أهمية هذه الندوة في أنها تناقش وتبحث في سبل الحفاظ على حياة الطلاب الشباب ورصد أهم السلوكيات الواجب اتباعها في سبيل تعزيز القيم المرورية لديهم، فكلية التربية عملت وما تزال على المساهمة والحرص على التنمية والارتقاء بالسلوك المروري لدى طلابها من خلال تصميم برامج تعليمية حاسوبية، وإعداد المعلمين في مجال التربية المرورية، والقيام بالدراسات والبحوث المرورية».

من جهته قال الدكتور "ستالين كغدو" رئيس الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق الذي شارك بتقديم بحث من أبحاث الندوة: «حسب الإحصائيات المحلية فإن الشباب هو المسبب الأول للحوادث المرورية، وحوالي 60 بالمئة من الحوادث المرورية سببها الشباب، وهي الشريحة الأكثر ضرراً من هذه الحوادث، لذلك يجب علينا التركيز على هذه الفئة لوضعها أمام مسؤولياتها المتعددة للحد من تفاقم مشكلة حوادث الطرق.

نحن كجمعية حاولنا في هذه الندوة التوجه بإرشادات من خلال النشرات التوعوية التي تضم بعض النقاط الهامة والإيجابية الموجهة للسائقين الشباب حول كيفية تجنب الحوادث المرورية أو ما نسميها نحن بالقيادة الدفاعية، كيفية التعامل مع المركبة وكيفية التعامل مع الطريق ومستخدميه، كيف يسلك السلوك الصحيح الذي يجنبه حصول حادث ما أثناء قيادة المركبة، الغاية حماية أنفسنا بالدرجة الأولى وحماية الآخرين. يجب أن نصل إلى درجة من الوعي والإدراك المروري».

أما المهندس "بسام المصلا" رئيس فرع الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق "بحمص"، أحد المشاركين بتقديم بحث من أبحاث الندوة قال: «هذا النشاط التوعوي الذي تقوم فيه الجمعية بالتعاون مع "جامعة البعث" هو الأول على مستوى القطر كنشاط تربوي مروري شبابي، لم تقم ندوة مثل هذه الندوة سابقاً على مستوى سورية، نحن من خلال هذه الندة نتوجه إلى جيل الشباب الأكثر عرضة لحوادث السير، وهم أول وأكثر المتأثرين بحوادث السير، والطالب ليس كائن بمفرده بل هو يقوم بالتواصل مع أسرته وأصدقائه وبالتالي عندما نستطيع أن نغرس فيه قيمة الالتزام الطوعي بقوانين وبأنظمة المرور نكون كجمعية حققنا جانب كبير من الأهداف التي نسعى إليها، شراكتنا مع "جامعة البعث" التي نقدّر لرئاستها تعاونها مع الجمعية ودعمها لأنشطتها التطوعية الاجتماعية».