كانت العطلة الانتصافية هذا العام فرصة لمجموعة من شابات معهد "الفنون النسوية" "بحمص"، لتعلّم مهارات وخبرات جديدة في مجالات عملية يحبونها، كالخياطة وتنسيق الزهور والحلاقة والتجميل وغيرها، وذلك من خلال التزامهم بالتدريب في ورش عمل متنوعة، قام بتنظيمها "مشروع شباب" بالتنسيق مع عدد من أصحاب الفعاليات المعنية في "حمص".

وللمزيد عن هذا الموضوع eHoms التقى المشرفة على هؤلاء الشابات السيدة "إيمان الرفاعي" إحدى المتطوعات في مشروع "شباب" والمدرّسة في معهد "الفنون النسوية"، التي تحدثت عن هذه التجربة قائلة: «فكرة إقامة مثل هذه الورش التدريبية لشابات المعهد هي اجتهاد خاص مني، طرحتها أمام القائمين على مشروع "شباب" وعلى أصحاب الفعاليات المهنية، فلاقت قبولاً وترحيباً كبيرين، لأنني وجددت عدداً من طالباتي في المعهد لديهن الحافز والرغبة لتعلم مهارات ومهن يحبونها، يمكن أن تفيدهن في المستقبل، واستطعت خلال مدة وجيزة الاتفاق مع مجموعة من أصحاب الفعاليات المهنية والصناعية في "حمص" للمساعدة في هذا المجال، بهدف تدريب هؤلاء الفتيات، وتهيئتهن للعمل في المستقبل في نفس المجالات التي تعلمنها».

كنت أحب كثيراً مجال تصميم الأزياء، لكنني بعد هذه التجربة في الورشة ازدادت محبتي لهذا المجال، وسأسعى لأن أختص فيه وأن أؤسس مشروعي المستقبلي الخاص

وأضافت: «تم خلال أيام العطلة الانتصافية تدريب خمس وعشرين شابة من المعهد، توزعن على أربع ورش عمل، تنوعت ما بين تنسيق الزهور، والخياطة، والحلاقة النسائية والتجميل، والعمل اليدوي في مجال الشرقيات وأدوات الزينة المنزلية، وابتداءً من الفصل الدراسي الثاني أفكّر بتفعيل ما تعلمته هؤلاء الفتيات، من خلال إقامة قسم خاص في المعهد، نتيح الفرصة فيه لهؤلاء الفتيات لتجسيد ما تعلمنه خلال هذه العطلة على أرض الواقع بخدمات متنوعة تستفيد منها بقية طالبات المعهد وبأجور معقولة».

من القطع التي أنتجتها المتدربات في مشغل "فينيق"

eHoms وخلال جولة على الورش التدريبية يوم الخميس 21/1/2010 استطلع آراء مجموعة من الشابات المتدربات حول هذه التجربة، إضافة لآراء بعض القائمين على التدريب من أصحاب الفعاليات:

البداية كانت في مشغل ومتجر "فينيق" للتحف والشرقيات الكائن في شارع "الغوطة"، حيث التقينا الطالبة "فاطمة دلة" إحدى المشاركات في ورشة التدريب فقالت عن تجربتها: «العمل كان ممتعاً، وبالتأكيد سيفيدنا للمستقبل، فقد تعلمنا من المشرفة "مريم الحاجي" العديد من المهارات اليدوية الجديدة مثل شك الخرز، والاستفادة من فضلات القماش والورق المقوى في صنع لوحات حائطية تزينية، ففي المعهد لم نتلق سوى أفكار نظرية حول هذه الصناعات اليدوية، لكننا من خلال عملنا في هذه التجربة طبقنا الكثير من هذه الأفكار على أرض الواقع، وأحسسنا أننا أنجزنا شيئاً هاماً».

السيد "بشار الأسود" يطلع متدرباته على أحدث الموديلات

من جهتها قالت "منى العز الدين" إحدى المتدربات في مشغل "فينيق": «كانت تجربة مفيدة ومسلية، استطعنا من أشياء بسيطة أن نصنع أشياء أخرى لها قيمتها الجمالية والفنية، إضافة إلى أننا تعلمنا الكثير من النظام، وعدم الهدر، وتكونت لدي من خلال هذه التجربة الكثير من الأفكار المستقبلية لتأسيس مشروعي الخاص».

أما صاحبة متجر ومشغل "فينيق" السيدة "رنا غميض" فقالت: «نحن نعمل في مجال الشرقيات والصناعات اليدوية ذات اللمسات الفنية منذ أكثر من عشرين عاماً، ومن مبدأ المساعدة الإنسانية واستمرار العمل وتطويره، لدينا حوالي خمسين فتاة وشاباً يمدوننا بصناعاتهم اليدوية التي ينتجونها في بيوتهم ونعطيهم عليها أجراً، نحب مساعدة الفتيات اللواتي يرغبن بالعمل اليدوي، وهذه تجربتنا الأولى في استضافة فتيات من مشروع "شباب"، وهي تجربة جيدة وخطوة هامة نحو الأمام في حال تطبيقها بشكلها الصحيح وعلى أسس محددة، والأهم بالشباب في عملنا أن يتكون لديهم الرغبة للتعلم، وهي صناعة بسيطة لا تحتاج إلى رأسمال كبير، والسوق بحاجة إليها بشكل كبير».

السيدتان "عساف" و"الرفاعي" مع المتدربتين في صالة الحلاقة

وفي مشغل السيد "بشار الأسود" لصناعة ألبسة السهرة والأعراس للسيدات في حي "الحميدية"، تدربت بعض من فتيات معهد الفنون النسوية على عدد من مهارات الخياطة، تحدث عنها صاحب المشغل الأستاذ "بشار": «هذه أول سنة نخوض مثل هذه التجربة مع خمس فتيات من مشروع "شباب"، لمست رغبتهن الكبيرة بتعلم فنون الخياطة، فقدمنا لهم خلال عدة أيام في ورشتنا المتواضعة فكرة عامة عن خياطة فساتين الأعراس والسهرة، ودربناهن بشكل عملي على القص والحبكة والتطبيق، كانت تجربة جميلة أتمنى أن تتكرر، ورشتنا في الخدمة دائماً ونحن على استعداد للتعاون باستمرار مع مشروع "شباب"، وتقديم كافة تسهيلات التدريب والعمل في هذا المجال».

ومن الفتيات اللواتي يتدربن في ورشة الخياطة تحدثت الشابة "منى غازي" عن تجربتها قائلة: «تعلمنا في هذه الورشة وبسرعة كبيرة الكثير من الأمور الجديدة في مجال الخياطة، فبدأت بخياطة فستان سهرة منذ يومين وسأنجزه بعد ثلاثة أيام، عودتنا هذه التجربة على أهمية الاعتماد على أنفسنا في العمل، بالفصل الثاني لدينا في المعهد مشروع "فساتين سهرة" وبالتأكيد سيفيدني عملي هنا في تحقيق أفضل النتائج، وأتمنى الاستمرار في مجال الخياطة وتصميم الأزياء».

الشابة "دانيا النجار" قالت: «كنت أحب كثيراً مجال تصميم الأزياء، لكنني بعد هذه التجربة في الورشة ازدادت محبتي لهذا المجال، وسأسعى لأن أختص فيه وأن أؤسس مشروعي المستقبلي الخاص».

وفي صالة الحلاقة النسائية "تريندي غيرل" في حي "الإنشاءات" التقينا السيدة "فاتن عبارة" صاحبة الصالة فتحدثت عن هذه التجربة قائلة: «تعتبر هذه التجربة خطوة إيجابية بالنسبة للفتيات الشابات اللواتي يسعين لتعلم مهنة يستفدن منها في حياتهن المستقبلية، ولا تضطرهن للاعتماد على غيرهن في معيشتهن، كان لدينا خلال فترة العطلة شابتان لديهما حب لهذه المهنة، وشغف كبير لتعلمها، ليس فقط في تزيين الشعر بل أيضاً في مجال تجميل المرأة الواسع».

وأضافت "عساف": «لدينا استعداد للتعاون مع كل الجهات المهتمة بتمكين المرأة والشباب، ونقترح أن تكون هناك مراكز تدريبية متخصصة، مجهزة تدرب الراغبين بتعلم مختلف المهن، لكن أن تكون بأجر رمزي».

وفي الصالة التقينا الشابتين المتدربتين "نهى الفحلة" و"مروة الطحلة" وهما في السنة الثانية بمعهد الفنون النسوية، فذكرتا أنهما تحبان مجال تزيين الشعر وعالم التجميل، وقد استفادتا كثيراً من تجربة التدريب في صالة "تريندي غيرل"، وتأملان بتعلّم المزيد في المستقبل والمتابعة في مجال التزيين والتجميل.