بذكاءٍ لافت، غاص في بحور الطبّ والحياة، ليترك بصمةً في علم الفيروسات، وفي المناصب العلمية التي شغلها لسنوات طويلة، موازناً بين العلم والتعلم، ورفد الطلبة بكل أنواع المساعدة الأكاديمية والإنسانية والموسيقية، موقناً أنّ الحياة القصيرة تتسع للأحلام الكبيرة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الدكتور الفنان "وليد عيسى خدام"، بتاريخ 1 حزيران 2020 ليبحر في الذاكرة، ويستحضر معه الماضي والحاضر، حيث قال: «منذ طفولتي حظيت باهتمام أسرتي، والمدرسين في المدرسة، حيث لاحظوا بوادر التميز لدي، حصلت على الثانوية العامة عام 1981، لأدخل كلية الطب البشري في جامعة "دمشق"، ومارست الطب السريري بعدها لعدة سنوات، لأحصل عام 1995 على شهادة الماجستير في الأحياء الدقيقة من جامعة "حلب"، وانخرطت بالعمل المخبري في عدة أماكن داخل القطر وخارجه؛ مثل "السعودية" و"قطر"، ثم عينت بجامعة "البعث"، وبعد حصولي على الدكتوراه في الطب المخبري اختصاص فيروسات من جامعة "دمشق"، وعملت كعضو في الهيئة التدريسية».

بحكم اختصاصي بعلم الفيروسات، كلفت خلال جائحة "كورونا" بالكثير من المهام والمحاضرات الخاصة بالتوعية الصحية، كما كلفت برئاسة لجنة التوعية، سواء من خلال الفضاء الإلكتروني، أو إعداد المنشورات واللافتات في الجامعة، وعقد الاجتماعات بشكل دائم، بخصوص الاقتراحات للتوعية الصحية المجتمعية، بالإضافة لعدد من الندوات والفعاليات

وعن المناصب التي شغلها، ومسيرته المهنية، فقال: «بدأت انطلاقتي المهنية بالعمل المخبري الخاص من عام 1995 وحتى الآن، ومن أبرز المحاور في حياتي استلامي لإدارة المختبر التخصصي العائد لهيئة المختبرات الطبية في "حمص"، ثم عضو اللجنة المركزية للجودة في جامعة "البعث"، وقمت بتأسيس وإدارة مختبر ما قبل الزواج لعدة سنوات، وتسلمت رئاسة اللجنة العلمية في هيئة مخابر التحاليل الطبية من 2010 حتى الآن.

نقيب الفنانين في حمص أمين روميه

في الجامعة استلمت نائب عميد كلية الصيدلة للشؤون العلمية لعدة سنوات، ثم نائب عميد للشؤون الإدارية، ثم تفرغت للعمل كعميد كلية الصيدلة بجامعة "القلمون" لعامين، ثم عميد كلية الصيدلة بجامعة "البعث" عام 2015 لمدة أربع سنوات، حيث تفرغت بشكل كامل من أجل بناء الطالب خلال الأزمة، وكلفت نفسي بمهمة الدعم النفسي للطلبة، وقمت بإعداد فرق فنية للطلاب، وإنشاء فرق إشراف أكاديمي من طلاب الماجستير على طلاب السنوات الدراسية الأدنى، ومتابعة تفاصيل حياتهم الشخصية والعلمية، كما قمت بدعم المواهب الموجودة بكافة المجالات كالموسيقا والرسم، وأقمنا العديد من المهرجانات الطلابية، لإبراز مواهبهم ونشاطاتهم، وغيرها الكثير من الأعمال والدراسات والمؤلفات والمؤتمرات».

وعن دوره خلال انتشار مرض "كورونا"، قال: «بحكم اختصاصي بعلم الفيروسات، كلفت خلال جائحة "كورونا" بالكثير من المهام والمحاضرات الخاصة بالتوعية الصحية، كما كلفت برئاسة لجنة التوعية، سواء من خلال الفضاء الإلكتروني، أو إعداد المنشورات واللافتات في الجامعة، وعقد الاجتماعات بشكل دائم، بخصوص الاقتراحات للتوعية الصحية المجتمعية، بالإضافة لعدد من الندوات والفعاليات».

رئيس جمعية العاديات بحمص نزيه بدور

وتناول نشاطاته الأخرى على الصعيد الشخصي، قائلاً: «ترافق مع دراستي الكثير من الاهتمامات منها الموسيقا حيث تعلمت العزف على الغيتار في سنّ مبكر، لأصبح لاحقاً عضواً في نادي "دار الفنون"، فشاركت بمعظم فعاليات النادي، وفرق فنية أخرى كفرقة نقابة الفنانين في "حمص" لفترة، فكانت الموسيقا تأخذ حيزاً مهماً من حياتي، وداعماً وحافزاً لعملي، ولم أتخلَّ عن اهتماماتي الرياضية التي رافقتني من الطفولة، فكنت ألعب كرة القدم مع فريق الجامعة، ولا أزل أتابع النشاطات الرياضية حتى الآن، بجانب اهتمامي بالخط العربي، حسب ما يسمح به وقت العمل والأسرة».

وتناول تجربته نقيب الفنانين "أمين روميه" فرع "حمص"، قائلاً: «عرفت الدكتور "وليد" صديقاً قديماً منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كان لقائي الأول معه في "دار الفنون"، لتكون لنا مشاركات عديدة بمعظم حفلات النادي، وكان عازف غيتار متميز بإحساسه وبعزفه بروح شرقية، وطريقة تعاطيه مع الحالة والمحافظة على التفاصيل الشرقية، وهي الزخارف التي تميز الموسيقا العربية، كما تميز بارتجاله أثناء العزف والتقاسيم، وهو من الأطباء القلائل الذين يتقنون العزف على آلة موسيقية، ويتذوقون الموسيقا، أدركَ قيمة العلاج بالموسيقا وخصوصاً الأمراض النفسية والعصبية، التي عرفت عبر التاريخ، حيث كلفَ أحد طلابه بكلية الصيدلة، أن يكون موضوع رسالة التخرج "العلاج بالموسيقا"، هو مكسب لمدينة "حمص" سواء بموقعه في كلية الصيدلة، أو بوجوده كعضو في مجلس نقابة الأطباء».

خلال وجود خدام مع فريق الجامعة الرياضي

رئيس جمعية "العاديات" فرع "حمص" الدكتور "نزيه بدور" قال: «الدكتور "وليد" مثال الطبيب والأستاذ الجامعي، الذي لم يغادر ساحة الثقافة والفنون لحظة واحدة، فهو مثقف ومتذوق للآداب والفنون البصرية، وفي الوقت نفسه عازف ومؤلف موسيقيّ على درجة عالية من الحرفية، وربما أضاف ذلك الكثير إلى مهنته الإنسانية كطبيب، ومهنته الأكاديمية كمحاضر، فقد صنعت موهبته الموسيقية ومناقبيته جسوراً مع الطلبة من أطباء وصيادلة المستقبل، وبذلك كان صديقاً وأخاً للطلاب، ولا يفوتني أنه صديق رائع لزملائه أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، وناشط نقابي في نقابة الأطباء، ووصل إلى موقع قيادي فيها، مستحوذاً على ثقة الأطباء في الانتخابات الأخيرة، إنه لشخص مدهش وجدير بعميق الاحترام».

يذكر أنّ الدكتور "وليد خدام" من مواليد "دمشق" عام 1963، مقيم في "حمص"، يدرّس في كلية الصيدلة بجامعة "البعث".