امتهن الموسيقا حبّاً وشغفاً، ونقلها للأجيال الهاوية للفنّ، فحققّ حلمه المتواضع ببناء مكتبة موسيقية تكون أرشيفاً للموسيقيين وكلّ من يهوى العزف للمطربين القدامى ومتشبث بالفنّ الأصيل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 8 حزيران 2020 التقت الموسيقي "غسان الرّاعي" حيث قال: «قديماً كان معهد إعداد المدرسين فقط في "دمشق"، وتخرّج منه ثلاثة طلّاب من "حمص" اختصاص موسيقا وكنتُ واحداً منهم، وذلك عام 1975، أخذتُ على عاتقي إتقان الموسيقا مهنةً بإخلاص وحرصٍ على إيصالها دون أن يهدرها الزّمن، وتنقّلتُ مدرساً بين مدارس "حمص" التي جئتُ إليها من قريتي الصّغيرة "المخرم"؛ حاملاً معي كلّ مخزوني الموسيقي، وأوّل حلمٍ سعيت إليه هو أن يكون لي مكتبة مختصّة بالموسيقا، فشرعتُ جاهداً بتدوين رقمي لكلّ الأغاني العريقة ولأكبر المطربين على شكل نوتات موسيقية تضمنُ عزفها على معظم الآلات، وجاء هذا الإصرار من افتقار مرجع موسيقي يمكن الرّجوع إليه ويكون بمتناول الجميع، وخوفاً على حرف بعض الأغاني القديمة عن مسار عزفها الصّحيح، وأنا بصدد إهداء مكتبة "الأسد" مجموعة موسيقية مكوّنة من عشر مدوّنات تحوي أغاني عريقة نادرة».

الموسيقا أعطيتها حقّها وأعطتني حقّي، فالسّعادة تملكني عند سماع كلّ مديح وثناء، إن كان من أهل طالب لديّ لعزف ولدهم بشكل جميل وزمن قصير، وقراءته للنّوط الموسيقية بامتياز، أو لنوطةٍ بحثوا عن علاماتها كثيراً ووجدوها عندي، فلا أكثر روعة من إيصال صوتك لكلّ من تريد فكيف إن كان هذا الصّوت ممزوجاً بنغم الموسيقا ومحاطاً بثقة ومحبة الكثيرين. لديّ أربعة أولاد هم محبّون للفنّ، وعلمتهم العزف على أغلب الآلات أيضاً، لكنّهم أبقوا ذلك من باب الهواية، وشقّوا طريقهم العلميّ بتفوّق بمجال الهندسة والصّيدلة

وأضاف الفنّان "الرّاعي: «عام 1990 كنتُ ناشطاً بشكل كبير على المسارح بمعظم الاحتفاليات الوطنية والاجتماعية بصفة عازف، وأسستُ وبعض رفاقي فرقة فنيّة غايتها الاستفادة من خبرات بعضنا وتقديم المساعدة لكلّ مبتدئ، وفي شباط عام 2020 عاودتُ تأسيس فرقة فنية مكوّنة من طلابي العازفين، وأول حفلاتها كانت على مسرح دار الثّقافة بـ"حمص"، وكم أسعدتني الأصداء الإيجابية عنه، فبه تكلّمت الموسيقا دون غناء، ساعة وربع من الإتقان المحكم من قبل الطّلاب بعزف الأغاني، التي أنشدّها الجّمهور وكان مطرب حفلتنا ونحن من يعزف فقط، فأمست فرقتنا المكوّنة من ثمانية عشر يافعاً تتدربُ بشكلٍ أسبوعيّ في مكتبتنا الموسيقية المتواضعة الكائنة بحي "الزّهراء" لتطوّر قدراتها، وهي مفتوحة لكلّ محبّ للموسيقا يريد أن يصقل معارفه».

من حفلته هذا العام

وختم حديثه بالقول: «الموسيقا أعطيتها حقّها وأعطتني حقّي، فالسّعادة تملكني عند سماع كلّ مديح وثناء، إن كان من أهل طالب لديّ لعزف ولدهم بشكل جميل وزمن قصير، وقراءته للنّوط الموسيقية بامتياز، أو لنوطةٍ بحثوا عن علاماتها كثيراً ووجدوها عندي، فلا أكثر روعة من إيصال صوتك لكلّ من تريد فكيف إن كان هذا الصّوت ممزوجاً بنغم الموسيقا ومحاطاً بثقة ومحبة الكثيرين.

لديّ أربعة أولاد هم محبّون للفنّ، وعلمتهم العزف على أغلب الآلات أيضاً، لكنّهم أبقوا ذلك من باب الهواية، وشقّوا طريقهم العلميّ بتفوّق بمجال الهندسة والصّيدلة».

أثناء تدريبه للأطفال

"محمد الجّاني" مدرّس بكلية الموسيقا جامعة "البعث" قال: «أثناء دراستي كطالب كنّا بحاجة لنوط أغانٍ محددة، وكونها قديمة فهي غير متوافرة على الإنترنت، وإن وجدت فليس بالدّقة المطلوبة، فكما نعرف تصعب كتابة العلامات وتنضيدها إلكترونياً، فوجدت ضالتي في المكتبة الموسيقية للموسيقي "غسان الرّاعي"، حيث إنّه أوّل مدرّس بـ"حمص" اتّبع نهج الموسيقا كمدوّن وعازف ومدرس وقائد فرقة معاً، فرأيتُ نوطه بيد الكثير من الطّلاب أثناء تعييني كمدرس، وعندها اطمأنيت على المحتوى، حيث أصبحت مدوّناته الموسيقية علامة مسجلة خالية من أي شوائب أو منغصات سمعية تحرف الأغنية عن مسارها ولو لأجزاء من الثانية، وهو مشهور بأسلوبه التّعليمي مع مريديه، فلا يعطيهم معلومات جامدة وإنّما يغرس حبّ الموسيقا في نفوسهم أولاً ويحفزهم ويدعم كلّ خطوة لهم، ونقده يكون بشكل متسلسل صريح بعيداً عن التّوبيخ».

الجّدير ذكره أنّ الفنّان "غسان الرّاعي" من مواليد 1954.

ركن مدوناته في المكتبة الموسيقية