يحمل طاقةً هائلةً من الحيويّةِ والنشاط، متعدد المواهب من كرة القدم لكرة السلة لألعاب القوى، لينغمس في العمل الإنساني من خلال نادي "السلام" لذوي الاحتياجات الخاصة، ويلتحق بفريق "الهلال الأحمر" ثم فريق "شموع سورية" لأبناء الشهداء والمفقودين، وأخيراً يغدو المدربَ المعتمدَ لنادي "السلام" وحكماً لألعاب القوى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 تشرين الثاني 2019 الرياضي "فارس إبراهيم" ليحدثنا عن مسيرته، قائلاً: « ولدت في مدينة "المالكية" بسبب عمل والدي في حقول "الرميلان"، وفي عام 1989 عادت عائلتي إلى مدينة "حمص" لأتعلمَ في مدارسها، وكون والدي من أبناء الريف، كان مهتماً بالقوة البدنية فهي من علامات الرجولة في نظره، فشجعني لأتمكن من هذه الرياضة، وسجلني عام 1997 في نادي "الكرامة"، لأمارس رياضة كرة القدم، وكان دوره محفزاً من خلال حضوره الدائم للتمرينات، دربني في تلك الفترة الكابتن "سلطان داغستاني" بدايةً، ثم انتقلت للتدريب لدى الكابتن "عمر خليل"، وكنت حينها في فئة الصغار ثم الناشئين، فأحببت أن أجرب رياضة الملاكمة، لأنتقل عام 1987 للتدرُّب لدى الكابتن "أنس المغربل"، حيث شاركت ببطولة على مستوى "حمص"، فأحرزت المركز الثالث، ثم توجهت إلى كرة السلة لدى الكابتن "حسين الرفاعي"، وفي عام 1999/2000 لعبت مع فئة الناشئين دورتين في فريق الكرامة ذهاباً وإياباً، ثمّ انقطعت فترةً من أجل الدراسة، وعندما عدت عام 2001، توجهتُ لألعاب القوى، فكان يدربني الكابتن "رامي الحسامي" وبقيت أمارس اللعبة ثلاث سنوات، حصلت خلالها على بطولة الجمهورية سباق 800 م على مستوى الجمهورية عام 2000، ثم توجهت للرماية ببندقية الهواء، وكان والدي مدرباً وحكم رماية، فحققنا العديد من الإنجازات الجماعية، انضممت مع والدي إلى نادي "السلام" لذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2004، لأكون مساعد مدرب لوالدي الذي كان مدرب ألعاب قوى، بالإضافة للرماية، ولكننا بسبب الأحداث فقدنا الصالة التي كنا نتدرب على الرماية فيها، وفي ظل عدم وجود أسلحة توقفنا عن الرماية، وتوجهنا لألعاب القوى، فحصلت على بطولة الجمهورية في الرماية عام 2007 عن فئة الرجال، وفي عام 2008 حصلت على بطولة الجمهورية برماية بندقية الهواء في "طرطوس"، ارتقيت في عام 2009 لأصبح عضو لجنة فنية للرماية، وحصلت على شهادة تدريب آسيوي بالقوس والسهم، وصرت مدرباً معتمداً بنادي "السلام" للرياضة الخاصة لألعاب القوى، وأنا حكم في ألعاب القوى، أحرزت هذا العام المركز الثاني بالمسابقة الثقافية المركزية، التي أقيمت بمناسبة عيد الرياضة 48».

"فارس إبراهيم" أخ وصديق، وقد ساعدني في تعلم مهارات الدعم النفسي، وأصول التعامل مع الأطفال، كما أنه بطل رياضي حاز على بطولة الجمهورية في رمي بندقية الهواء، وكذلك مدرب ألعاب قوى وكرة السلة في نادي "السلام" لذوي الاحتياجات الخاصة، وعضو مجلس إدارة في النادي، وهو عمل تطوعي مجاني بدافع إنساني، وقد عملت معه لعدة سنوات في مجال الدعم النفسي للأطفال، ويمتلك "فارس" موهبة رسم جميلة، والعمل معه دائماً يعطيك طاقة إيجابية، ولكنه دقيق في العمل ولا يقبل الخطأ، ويفعل كل ما بوسعه لمصلحة العمل، للحصول على أفضل النتائج، وما زلت أحفظ في ذاكرتي بداية انطلاقه مع فريق "شموع سورية" لأبناء الشهداء والمفقودين، حيث كان مسؤول الدعم النفسي لمصلحة منظمة "UNDP"، فقمنا بالتحضير لنشاط كامل في الدعم النفسي خلال وقت قياسي، وكان من أنجح التجارب من حيث التنظيم والتخطيط، وكانت له تجارب في المسرح فقدم العديد من الأعمال أجملها مسرحية "الحرف التائه" وقد طلب منظمو المهرجان من "فارس" هذه المسرحية بالذات لقوتها وعمق تأثيرها في الأطفال، وقد درّب "فارس" على مدار ثلاث سنوات جيلاً من الأطفال الممثلين، يمتلكون مهارة تحتاج لعدة سنوات لإنجازها ومنهم "فرح" و"حيدر العيسى"، حيث كانوا يمتلكون الموهبة التي تحتاج لصقل وتنمية وتوجيهها لمكانها الصحيح

وعن عمله على الصعيد الإنساني، قال: «تطوعت بداية مع فريق "شموع سورية" لرعاية أبناء الشهداء والمخطوفين في مجال الدعم النفسي منذ لحظات تأسيسه الأولى عام 2013، وكان دوري تدريب الأطفال على المسرح وتعليمهم "الأروغامي" وهي طريقة يابانية في لف الورق، وكنت أجري لهم مسابقات بشكل دوري ألعاب صغيرة، بالإضافة لدوري كمسؤول عن فريق الدعم النفسي، بهدف تحسين نفسية الأطفال ومساعدتهم على التأقلم مع ظروف حياتهم الجديدة، في ظل غياب الأب أو الأم، فقدمنا العديد من العروض التي كان تقام بذكرى تأسيس الفريق، ومنها: مسرحية "الحرف التائه" وهي من تأليفي وإخراجي على مسرح دار الثقافة في "حمص" عام 2014، بحضور وزيرة الثقافة "لبانة مشوح"، وكان أعضاء الفرقة من أبناء الشهداء والمفقودين، واستمر عملي معهم حتى نهاية 2016، وبالتزامن مع هذا كنت أعمل مع كنيسة "القديس رومانس المرنم" وكان دوري ثانوي مع الأب "أثناسيوس" في مساعدة الفقراء وتوزيع الإعانات وتلبية احتياجاتهم، والعمليات المستعجلة، ولم أتردد بالتنسيق مع جمعية "دير المخلص" لزيارة الأشخاص الذين يحتاجون العكاز أو فرشات الهواء أو (أوكر)، بهدف الوصول للناس الذين يحتاجون للمساعدة، وذلك من خلال الدكتورة "مي جورج" وهي أخصائية معالجة فيزيائية، وتطوعت في "الهلال الأحمر" من عام 2013 حتى 2018، فكنت قائد فريق الدعم النفسي الجوال في حي "الزهراء"، من خلال مشروع "الأماكن صديقة الأطفال"، ومن المحطات البارزة في مسيرة حياتي بانوراما صور الشهداء، حيث قمت بجمع صور الشهداء من خلال زيارة منازل الشهداء في الحي».

أثناء وجوده مع فريق نادي السلام

وتناول صديقه في العمل الإنساني "أحمد العلي" مسيرته وتجربته التي خاضها معه، قائلاً: «"فارس إبراهيم" أخ وصديق، وقد ساعدني في تعلم مهارات الدعم النفسي، وأصول التعامل مع الأطفال، كما أنه بطل رياضي حاز على بطولة الجمهورية في رمي بندقية الهواء، وكذلك مدرب ألعاب قوى وكرة السلة في نادي "السلام" لذوي الاحتياجات الخاصة، وعضو مجلس إدارة في النادي، وهو عمل تطوعي مجاني بدافع إنساني، وقد عملت معه لعدة سنوات في مجال الدعم النفسي للأطفال، ويمتلك "فارس" موهبة رسم جميلة، والعمل معه دائماً يعطيك طاقة إيجابية، ولكنه دقيق في العمل ولا يقبل الخطأ، ويفعل كل ما بوسعه لمصلحة العمل، للحصول على أفضل النتائج، وما زلت أحفظ في ذاكرتي بداية انطلاقه مع فريق "شموع سورية" لأبناء الشهداء والمفقودين، حيث كان مسؤول الدعم النفسي لمصلحة منظمة "UNDP"، فقمنا بالتحضير لنشاط كامل في الدعم النفسي خلال وقت قياسي، وكان من أنجح التجارب من حيث التنظيم والتخطيط، وكانت له تجارب في المسرح فقدم العديد من الأعمال أجملها مسرحية "الحرف التائه" وقد طلب منظمو المهرجان من "فارس" هذه المسرحية بالذات لقوتها وعمق تأثيرها في الأطفال، وقد درّب "فارس" على مدار ثلاث سنوات جيلاً من الأطفال الممثلين، يمتلكون مهارة تحتاج لعدة سنوات لإنجازها ومنهم "فرح" و"حيدر العيسى"، حيث كانوا يمتلكون الموهبة التي تحتاج لصقل وتنمية وتوجيهها لمكانها الصحيح».

يذكر أنّ "فارس إبراهيم" من مواليد محافظة "الحسكة" "المالكية" عام 1985م، مقيم ويعمل في "حمص"، درس معهد إعداد مدرسين قسم رسم، وله العديد من المشاركات في معارض الهواة.

رفيق كفاحه ومسيرته أحمد العلي
أثناء إعطائه التوجيهات لأحد أفراد الفريق