طوّر الدكتور "محمد عماد الدروبي" اختراعه في عالم زراعة الأسنان، والمتمثل في ابتكار أدوات تناسب جميع أنواع "الزرعات"، الذي من شأنه اختصار الوقت والجهد والتكلفة، حيث بدأ العمل به قبل سنوات عديدة، وتابع مهمته العلمية سنة بعد أخرى، وحصل إلى اليوم على أكثر من 20 جائزة عربية ودولية.

الدكتور "محمد عماد الدروبي" المقيم حالياً في "الشارقة" في "الإمارات العربية المتحدة"، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 كانون الأول 2017، بعد فوزه بجائزة ذهبية في "كوريا الجنوبية"، ويقول: «بدأت الدراسة لإعداد هذا الاختراع عام 2000، وتمت دراسته وإثباته علمياً بواسطة جامعتي "طنطا" و"عين شمس" المصريتين عام 2004، وحصلت على براءة الاختراع عام 2005».

بدأت الدراسة لإعداد هذا الاختراع عام 2000، وتمت دراسته وإثباته علمياً بواسطة جامعتي "طنطا" و"عين شمس" المصريتين عام 2004، وحصلت على براءة الاختراع عام 2005

وتابع: «الجدير بالذكر، أنني ومنذ عام 2005 وإلى اليوم أعمل على تطوير الاختراع كل عام، وأشارك بالتطوير في المحافل الدولية، وقد حصلت على جوائز عديدة، منها: ذهبية "الوايبو"، و"جنيف"، وكأس "جينيس أوروبا"، وبناء على ابتكاري تم منحي دكتوراه فخرية من جامعة "جنيسز" المصرية، وذهبيات المعرض الدولي في "كوريا الجنوبية" من عام 2008 حتى عام 2017 سنوياً، والمركز الثاني لجائزة "صنع في العالم العربي"، وذهبية معرض المخترعين في "الكويت"، وذهبية "الباسل" في "سورية"، وفي عام 2017 حصلت على ذهبيات معارض الاختراع العالمي في "الهند"، و"تايوان"، و"الصين"، و"بولونيا"».

الأدوات المبتكرة والمطورة لزراعة الأسنان

وعن آلية هذا الاختراع، تحدث قائلاً: «في عالم زراعة الأسنان هناك مئات الشركات المصنعة لـ"الزرعات" السنّية، وكل شركة تنتج أدواتها الخاصة، ولإتمام عملية الزرع يفترض وجود هذه الأدوات؛ وهي غالية الثمن، وكل نوع من "الزرعات" السنّية يحتاج إلى أداة خاصة بها. أما بالنسبة للأدوات التي صنعتها، فهي تناسب جميع أنواع "الزرعات"، بصرف النظر عن الشركة المصنعة.

وفي أنظمة الزرع، لا بد من استعمال "موتور" جراحة خاصاً، وهو باهظ الثمن، وذو حجم كبير، ويتطلب استعماله خبرة وكفاءة؛ فقد يسبب تهشيم عظم الفك وأذية للأماكن التشريحية. وقد طورت قبضة تركب على كرسي الأسنان العادي ذات سرعة بطيئة مع عزم كاف لتقوم بعمل الحفر اللازم الأولي للبدء بزراعة الأسنان، وتكلفتها بسيطة، تستخدم لزراعة الأسنان بكل أمان وسهولة، وهي فعالة فقط مع العظم الإسفنجي؛ لذا لا تؤثر أبداً في القشرة العظمية التي تكون على تماس مع الأماكن التشريحية، وتعمل على برد العظم الإسفنجي وتكديسه على جدران الحفرة المشكلة، مع الاحتفاظ بعظم الفك الذاتي، ورفع مستوى عظم الفك إلى مستوى أفضل».

الدكتور "الدروبي" مع عدد من أطباء الأسنان

وأضاف: «ما دامت الطريقة التقليدية تعتمد الحفر لإدخال "الزرعة"، فهذا يعني تفريغ عظم الفك بحجم "الزرعة" مع إضاعة هذا العظم، لكنني استطعت وبثقب مقداره 1.5ملم تثبيت الزرعة في عظم الفك، وهذا من شأنه تخفيف مشاق العمل الجراحي ومضاعفاته على المريض، هذا الاختراع خفض تكلفة عملية الزرع كثيراً؛ إذ يمكن لأي مريض إجراء الزرع ضمن إمكانيات مادية مقبولة».

وعن العمليات التي أجريت باستخدام هذا الاختراع، تابع: «حتى تاريخه أجريت أكثر من 35 ألف "زرعة" باستخدام التقنية الجديدة التي ابتكرتها، وقد لاقت رواجاً واستحساناً أكثر من المتوقع في بلدان كثيرة، وحالياً يتدرب على استخدامه أكثر من 1000 طبيب من جنسيات مختلفة، وقمت أيضاً بإجراء عمليات متقدمة لإجراء رفع لقعر الجيب الفكي في حال كان عظم الفك محدوداً تحته، وهذه العمليات تتطلب خبرة جراحية متقدمة، ولدي أدوات مبتكرة تقوم برفع الجيب من خلال تكديس العظم الإسفنجي المبرود من دون إجراء أي عمل جراحي».

الدكتور "أحمد عقلة" جراح وطبيب أسنان من "دمشق"، تحدث عن ابتكار الدكتور "محمد الدروبي" بالقول: «لا شك أن الدكتور "محمد" مبدع في عمله، بدليل الابتكار المميز في مجال زراعة الأسنان، وأنا أستخدمه في عيادتي حالياً؛ فهي تقنية تمكن من زراعة السن خلال عشر دقائق من دون ألم ومن دون جراحة، ويمكن للطبيب العادي استخدامها والتمكن من إجراء عملية الزرع. تقنية متكاملة بدءاً من الزرعة إلى الأدوات الخاصة بالزرعة؛ قبضة تركب على كرسي الأسنان العادي؛ أدواتها توضع في علبة جيب صغيرة؛ وهذا دليل إبداع وتميّز؛ فعملية زرع في غضون 5 أو 10 دقائق إنجاز يخفف على المريض التعب، ويخفف خطر التلوث والمضاعفات بعد العمل الجراحي، فالتخدير الموضعي مكان "الزرعة" يكفي».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "محمد عماد الدروبي" من مواليد محافظة "حمص" عام 1959، وحاصل على العديد من براءات الاختراع في طب الأسنان، وهي: الموسعات في زراعة الأسنان، والشبكة التيتانية لتعويض نقص عظم الفك فوق القناة العصبية في الفك السفلي، الأباتمنت متعددة الاتجاهات، ودعامة السيليكون في زراعة الأسنان.