أصبح "محمد إبراهيم" حالة فريدة بين نظرائه من مخاتير أحياء مدينة "حمص" بوجه عام، فعمره الصغير نسبياً لهذا المكان أوصله إلى قلوب الناس عبر تفاعله معهم، ومع احتياجاتهم بطريقة فعّالة وعصريّة.

مدونة وطن "eSyria" التقت المختار "محمد إبراهيم" مختار حي "الخضر" في "حمص" ليحدثنا عن نفسه بالقول: «ولدت في حي "المزة" في "دمشق" عام 1965، وتربيت في حي "الخضر" في مدينة "حمص" منذ الطفولة، وحصلت لاحقاً على شهادة من معهد الكهرباء، ومن ثم تسلمت منصب المختار منذ عدة سنوات في هذا الحي الذي تربطني به علاقة روحية، فهو يتمثل بنموذجه المترابط اجتماعياً بكافة فئاته منذ مئة عام وحتى الآن، وقد رشحني الأهالي لتسلم المخترة في الحي عام 2011، وحتى اليوم أمارس عملي هذا، وقد عانينا من ظروف صعبة على مستوى الخدمات، فكان الحل ذاتياً وبجهود شخصية بالتعاون مع وجهاء الحي للنهوض بالواقع الذي نعانيه، فالمختار السابق كان من مواليد 1939، وهو منصب فخري ليس أكثر، لذلك عملت على تحويله إلى منصب فعّال له واجبات وحقوق من حيث تأمين كافة المستلزمات المطلوبة، ويعد المختار شيخ الحارة عرفياً كلمته واحدة وتسمع من قبل الجميع، وعمله مواكبة أبناء الحي وطلباتهم، وخصوصاً في السنوات الأخيرة؛ حيث كان هناك عائلات قدمت إلى الحي فوقع عليّ ضغط كبير من خلال تأمين السكن، وإعادة فتح عدة مدارس كانت قد أغلقت، وذلك من خلال متابعتي للأهل في المنازل وعلى مسؤوليتي تكفلت بعودة الأطفال إلى المدارس، واليوم يوجد في كل صف 50 طالباً تقريباً».

الجميع يطلقون عليه "أبو النور"، وهو اسم على مسمى، وأهم نقطة لدى أي مختار هو دعم أبناء الحي له كي يكون عوناً حقيقياً لهم، فهذا المنصب هو فخريّ فقط، لكن غيرة أبناء الحي على حياتهم تجعل للمختار أهمية، فهم من قاموا بطلب "أبو النور" بالاسم ودعموه خلال السنوات الماضية نظراً لصدقه معهم وغيرته على مصالحهم، فمثلاً كل مدة يحضر أدوية ومستلزمات صحية على حسابه الخاص لكافة المرضى والمحتاجين في الحي، فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة في الحي، إضافة إلى إنشائه مسابقات وألعاب للأطفال في المدارس وتشجيعهم على التعليم

وتابع قائلاً: «يضاف إلى أن حيّ "الخضر" اجتماعي حقيقي تجد فيه شخصاً لديه "ربطة خبز" مثلاً فيقوم بإعطاء جاره منها، لذلك لا يوجد عائلة تنام جائعة، وهنا تكمن أهمية الوعي لدى السكان ومحافظتهم على العادات والتقاليد، ولذلك تلاحظ أن الضغط على الحي كان إيجابياً من خلال التفاف أبنائه حوله، ومؤخراً افتتحنا مستوصفاً ميدانياً متكاملاً فيه كل الخدمات الطبية للأطفال والنساء والرجال، ويضاهي المستوصفات الكبرى؛ حيث يأتي الناس إليه من أحياء "حمص" جميعها تقريباً، وأصبح لدينا مؤخراً فائض في الخدمات نظراً للالتزام من قبل الجميع والمواظبة على احترام القوانين وأخذ كل شخص حاجته فقط».

محمد سعيد شمدين

"تمام السقا" من أبناء الحي قال عن معرفته بالمختار: «إحدى القصص التي أذكرها للمختار أن زوجتي كانت تلد في الساعة الثالثة صباحاً فطلبت حضوره وفعلاً أتى فوراً مع طاقم طبي، وقام بمساعدتي، وهو أيضاً يعلم احتياجات كل عائلة من مستلزمات ومساعدات كأنه أب لجميع أيناء الحي أو أخ كبير لهم، فالمستوصف الذي أمّنه بخدماته المتكاملة أضاف قيمة كبيرة وراحة لأبناء الحي والأحياء جميعها من "كرم الشامي" و"باب السباع" وغيرها، إضافة إلى تقديم الأدوية مجاناً لجميع المرضى، فهو بذلك قام بتغيير المفهوم حول المختار الذي هو منصب فخري عادة، ليصبح منصباً يفيد جميع أبناء المدينة».

"محمد سعيد شمدين" من وجهاء الحي تحدث عن تجربة حي "الخضر" خلال سنوات بوجود "أبو النور" كمختار لهم بقوله: «الجميع يطلقون عليه "أبو النور"، وهو اسم على مسمى، وأهم نقطة لدى أي مختار هو دعم أبناء الحي له كي يكون عوناً حقيقياً لهم، فهذا المنصب هو فخريّ فقط، لكن غيرة أبناء الحي على حياتهم تجعل للمختار أهمية، فهم من قاموا بطلب "أبو النور" بالاسم ودعموه خلال السنوات الماضية نظراً لصدقه معهم وغيرته على مصالحهم، فمثلاً كل مدة يحضر أدوية ومستلزمات صحية على حسابه الخاص لكافة المرضى والمحتاجين في الحي، فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة في الحي، إضافة إلى إنشائه مسابقات وألعاب للأطفال في المدارس وتشجيعهم على التعليم».

تمام السقا