عندما وضع الخطوة الأولى له في المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق" كان يستمع لنداء حلمه بتأسيس أوركسترا شرقية خاصة بمدينة "حمص". ولهذا السبب قرر عازف الغيتار الشاب "رامي درويش" تعلم الموسيقا بشكل أكاديمي بـ"دمشق"...

بعد أن تلقى كافة الدروس الممكنة على آلته بمدينته "حمص" التي خرج منها عازف غيتار وعاد إليها بمشروع تشكيل الأوركسترا الشرقية لكن بينهما تفاصيل قصة شاب لا يزال يسير وراء طموحه الموسيقي ولمعرفتها موقع eHoms التقى الفنان "رامي درويش" قائد الأوركسترا الشرقية الذي حدثنا عن بدايته الموسيقية فقال: «تعلمت العزف على الغيتار بشكل فطري وبعمر/16/ سنة بدأت أبحث في الكتب الموسيقية وأتعلم منها العزف ثم دخلت معهد الشبيبة وأصبحت مدرسّاً فيه مما شكل دخلا بسيطا لسد بعض من أجر أستاذي على الغيتار آنذاك الدكتور "مازن قصاب حسن" والذي أجريت عنده بعض الدورات الموسيقية في بداية مشواري الفني».

بعد نيله للشهادة الثانوية عام /1994/ لم يجد الشاب "رامي درويش" الكثير من التشجيع لدراسة الموسيقا في المعهد العالي بـ"دمشق" لصعوبات مادية واجتماعية رغم أنها كانت هدفه الأوحد لذلك قرر دراسة المعهد الزراعي في هذا الوقت كان "رامي" يعمل في الموسيقا كعازف غيتار مع مطربين مثل "علاء زلزلي" و"ميشلين بيطار" و"رامي طراف"، ويدرس في المعهد الزراعي إلى أن تخرج منه عام/1996/ وقرر نهائيا الدراسة في المعهد العالي بعد أن جمع مبلغا صغيرا من عمله ليؤمن السكن ومصاريف العيش خارج مدينته.

رامي درويش قائدا لأوركسترا كلية الموسيقى

عن هذه المرحلة يقول "رامي": «في هذا الوقت تلقيت دعما ماديا ومعنويا من أسرتي وكان عام /1997/ أول عام دراسي لي بالمعهد، إلى جانب الغيتار درست آلة الترومبيت أما التطور الأساسي الذي تلقيته فكان في اختصاص الهارموني والتوزيع على يد المدرسة الروسية "بيلا تاغزينيفا" لم يكن مشروعي أن أصبح عازف غيتار جيد بقدر ما كنت أحلم بتأسيس فرقة، فمنذ أن وضعت الخطوة الأولى لي في المعهد العالي كنت أستمع لنداء حلمي بتأسيس أوركسترا شرقية خاصة بمدينة "حمص"».

وتحقق حلم "رامي" بتأسيس الأوركسترا الشرقية بـ"حمص" في حزيران عام/2003/ بعد أن توقف نهائيا عن العزف في الحفلات التي كان يعزف بها من أجل الدخل المادي فقط على حد تعبيره. جاءت هذه الأوركسترا كما أراد لها تعبيرا عن التراكم الموسيقي الشرقي بداخله وما تعلمه من هارموني وتوزيعات غربية ووجد في موسيقا الرحابنة و سيد درويش وعمر خيرت أفضل ما يمثل نمطه الموسيقي لذلك كان أول برنامج موسيقي له كقائد أوركسترا ببرنامج "رحباني" بامتياز قدمته الأوركسترا الشرقية على مسرح دار الثقافة بـ"حمص" والتي يقول عنها الفنان "رامي": «الأوركسترا كانت تتألف من أكثر من/50/ موسيقي وضمت مجموعة الوتريات ومجموعة النفخ الخشبي والنحاسي والايقاع والكورال إضافة للتخت الشرقي وقدمنا /6/ حفلات على مدى عامين ببرامج شرقية مختلفة مطعمة بالهارموني والتوزيع الأوركسترالي».

لم يكتب لهذه الأوركسترا الاستمرار بسبب عدم وجود ممول لها وكان لـ"رامي" أن بدأ عمله مع كلية التربية الموسيقية التي افتتحت بـ"حمص" عام/2003/ كعضو في الهيئة التعليمية (قائم بالأعمال) والتي أسس فيها الأوركسترا الشرقية أيضا وقدم حفلتين في "المغرب" العربي عام/2005/م. أما عن حلمه فيتحدث الأستاذ "رامي درويش" فيقول: «ما يزال لدي نفس الحلم وهو تأسيس أوركسترا ليس بالضرورة أن أكون أنا قائدها المهم أن نجد لها سبل الاستمرار لأن الاستمرار كما يعلم الجميع أصعب من النجاح».

"رامي" بعيدا عن الموسيقا يهوى الرياضة والميكانيك وكان لديه رغبة شديدة بدراسة الهندسة الميكانيكية لولا أن الموسيقا أخذت وقته بالكامل وهو من مواليد "حمص"/1975/ عضو الهيئة التعليمية (قائم بالأعمال) في كلية التربية الموسيقية في جامعة "البعث". ومؤسس وقائد أوركسترا فرع نقابة الفنانين بـ"حمص"، مؤسس وقائد الأوركسترا الشرقية لكلية التربية الموسيقية وله العديد من المشاركات في الفرقة السيمفونية الوطنية وكورال المعهد العالي للموسيقا داخل سورية وخارجها.