عندما تقوم بقراءة ملامح كل واحدة على حدة تكتشف تأثير الواحدة على الأخرى وتداخل حياتهما الاجتماعية والعملية، فقررت الخروج عن الأسلوب الكلاسيكي وكتابة مادة واحدة بوجهين، خصوصاً أن لهاتين الفتاتين حكاية مع المغامرة والتحدي تعالوا نقرأ سطورها.

حلا خزام وغزل جنيات بدأت صداقتهما من خلال عملهما في مركز للخدمات الطباعية في حمص وسرعان ما قررتا إقامة مشروع خاص بهما في نفس المجال.عن بداية تأسيس هذا المشروع قالت غزل: " عام /2003/م قررنا أنا وحلا اتخاذ المبادرة وقمنا باستئجار محل في مركز المدينة وبدون إعانة مالية من أحد افتتحنا أول مركز تصميم وخدمات إعلانية طباعية في حمص بإدارة نسائية كاملة".

تابعت حلا قائلة:" الجميع راهنوا على فشلنا والبعض حدد لنا فترة ستة أشهر كي نتوقف عن العمل بسبب صعوبة إدارة هكذا مشروع من قبل فتيات خصوصاً أن مكتبنا في مركز المدينة وتعاملنا مع مختلف شرائح المجتمع وبدأنا العمل بجهازي كمبيوتر وبتشجيع كبير من أهلنا وتعرضنا لمنافسة شديدة ومحاولات عديدة لإفشالنا لكننا وقفنا على أقدامنا وأثبتنا وجودنا، والآن نحن ندير هذا المركز واشترينا مركزاً آخر لتوسيع عملنا".

البعض يقول أن الصداقة تتراجع إن دخل (البزنس) والبعض يقول أن الشراكة لا تدوم، لكن غزل وحلا القادمتين من بيئتين مختلفتين كانتا مثالاً حياً للتعايش والصداقة والعمل عن هذا الموضوع تحدثت غزل: " قد لا تصدق بأننا منذ /5/ سنوات لم نوقع عقداً شراكة رسمي بيننا، نتقاسم رزقتنا بكل محبة حيث لا يوجد أي خلاف مادي ولا عقد سوى العقد الروحي بيننا". وأضافت حلا: " عندما تحتاج إحدانا مبلغاً مادياً فإننا نتعامل كالأخوة تماماً ففكرة (الجيبة الواحدة) هي مبدأنا".

عملهما اليومي يزيد أحياناً عن /10/ ساعات لكن ذلك لايمنعهما من متابعة حياتهماالاجتماعية.عن هذا الأمر تحدثت غزل: " يقال أن مكان المرأة الطبيعي هو المنزل والمطبخ تحديداً لكننا باتخاذنا مبادرة فتح هذا المركز استطعنا أن نشجع العديد من الفتيات على تأسيس مشاريع خاصة بهم، أنا لا أنكر أن وقت العمل كبير ويتطلب جهد فكري وتركيز عالي أمام جهاز الكمبيوتر لكننا نحاول قدر الإمكان أن نتواصل مع المجتمع من خلال الرحلات والسهرات مع الأهل والأصدقاء. الإرادة القوية ليست جديدة على المرأة السورية وحالات التعايش بين كافة الأديان في سورية عديدة".

حلا وغزل عهد الصداقة والعمل

حلا وغزل من خلال عملها وصداقتهما استطاعتا تقديم حالة جديدة من العمل الأنثوي التجاري الناجح وذلك يظهر في تطور خدمات مركز سوبر ديزاين الخاص حيث وصلت مطبوعاته إلى فرنسا وبريطانيا وعدد كبير من الدول العربية، لكن هل تتوقف هذه الصداقة إن توقف العمل عن هذا السؤال أجابت غزل: " قطار الصداقة عندما يسير على أساس المصالح المادية فحسب فإنه سيتوقف يوماً ما في محطة ما لكنه في حالتنا نحن نجلس في مقعد واحد ونسير على أساس المحبة ورابطنا روحي بداية الأمر في هذه الحالة حتى لو توقفت المصالح لا تتوقف الصداقة". كما قالت حلا: " إن النية الصافية تحدد لك أسلوب تعاملك بشكل كبير مع نفسك ومع الآخرين نحن نطمح لاستمرار صداقتنا أولاً بهذه النية وبهذا التوافق وبعدها تأسيس شركة خدمات طباعية وإعلانية على مستوى العالم".