نحات حمصي يقول عن نفسه إنه مازال مبتدئاً لكن كل منحوتة من منحوتاته تشهد له بعبقرية فنية، بيدين موهوبتين يحاكي الحجر يضفي عليه من روحه فمن قال إن الحجر لا ينطق.

قصي النقري مواليد حمص عام 1983 تخرج في كلية الفنون في دمشق عام 2005، يعتبر واحداً من النحاتين الشباب الذين آمنوا بوحدة الفنون وتكاملها واعتماداً على هذه الرؤيا بنى أفكاره الإبداعية مؤكداً استخدام الخامات المتنوعة وتضمينها الألوان المناسبة عن منحوتاته يقول قصي:" فن النحت بالنسبة لي هو عالمي، فكل دقيقة أنحت فيها أشعر بقربي من الواقع اليومي، أحاول عبر الشخصيات المنحوتة أن أبرز الآلام والتعابير عن الجوانب النفسية والفيزيولوجية التي يعيشها عالمنا البشري".

قصي توصل باهتماماته إلى حلول بحثية متفردة من خلال مادة البوليستر هذه المادة الصناعية على الرغم من رداءتها النوعية في الاستخدامات النحتية، استطاع أن يتغلب على كثير من الصعوبات التي تكتنفها عن طريق خلطها بمواد طبيعية وإضفاء الحرارة الحيوية على الأشكال ما أعطاها بعداً تعبيرياً وإشعاعاً يضعها في مصاف الخامات التقليدية المستخدمة في النحت ( برونز– خشب– حجر ). أعمال قصي جاءت صدى عميقاً للمعاناة الإنسانية فقد تفردت شخوصه بعكس التجارب الحياتية المريرة التي تعيشها البشرية وحدد توجهاته وموقفه الواضح من البرامج التي كرستها نظرية الفن للفن في تأكيدها على الجوانب الجمالية.

مشاركة من معرضه الأخير في صالة الشعب

تميزت أعمال هذا النحات الشاب بالوضوح المنهجي، ولم تخل في بعض جوانبها من التأثر بأعمال النحاتين العالميين الكبار أمثال (جياكوميتي وكورتييه).

نشاطات قصي تشهد له بحيويته الفنية وجديته في احتراف الفن، فهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين فرع دمشق، شارك في معارض فنية كثيرة مثل الملتقى العالمي للنحت (جيم) في اللاذقية عام 2004، وفي معرض الشباب لسنتي 2004-2006، وبالمعارض السنوية التي تقام برعاية وزارة الثقافة عام 2006، إضافة إلى مشاركته في معرض جماعي أقيم لطلاب كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2007، ومعرض جماعي بعنوان (الجولان المحتل عام 2007).

جالساً متربعاً ..متأملاً

كما شارك فناننا الشاب في ملتقى النحت السوري الأول على جرف صخري في برمانة المشايخ بعنوان (بانوراما الشيخ خليل الخطيب 2007)، وكذلك ورشة عمل إعادة التدوير برعاية المعهد الهولندي والمركز البريطاني في دمشق 2007، سينوغرافيا العرض المسرحي ( ثورة القتلى )، مهرجان حمص المسرحي التاسع عشر، ومعرض مقتنيات في وزارة الثقافة.

قصي النقري الموهبة الحمصية الشابة التي تبشر بمستقبل ناجح في عالم التغيرات التي طرأت على التشكيل السوري المعاصر.