اعتبر نفسه سفيراً لوطنه الأم بعد أن حقق نجاحاً كبيراً في "فرنسا" فكان كالسنونو الذي يعود إلى وطنه وبلده "حمص" سنوياً، إنه المغترب الدكتور "جورج وردة" الذي يعيش في فرنسا منذ حوالي عشرة أعوام فهو الآن مدرس أصيل في جامعة "سرغي بينتواز" الفرنسية بكلية الهندسة المدنية.

موقع eHoms التقى الدكتور "جورج وردة" القادم من "باريس" لزيارة الوطن وجامعاته فكان هذا الحوار:

  • بعد سنوات من الدراسة في "فرنسا" هل يمكن أن تحدثنا عن مشوارك الدراسي في "فرنسا" وكيف فكرت بمد جسور التواصل مع "الجامعات السورية"؟
  • الدكتور جورج وردة

    ** أنا أعيش في العاصمة "باريس" وأتيح لي بعد سنوات من الدراسة أن أحضّر للدكتوراه على حساب "الجامعة الفرنسية" حسب نظام الجامعات هناك فحصلت على درجة الدكتوراه عام/2005/ وقد أعجب الفرنسيون بالرسالة التي قدمتها وبدأت بعدها بالتدريس في "جامعة تولوز" عام /2006/ ثم انتقلت للتدريس في جامعة "سرغي بينتواز" بمدينة "باريس" وأنا الآن مدرّس أصيل فيها على ملاك "وزارة التعليم العالي" الفرنسية وأعمل بشكل متواصل كمدرب وأستاذ في جامعة "سرغي بينتواز" لذلك أنا أحتك بالطلاب الفرنسيين.

    وفي الجامعات الفرنسية عدد لا بأس به من الطلاب العرب من سورية وتونس والمغرب. وبكوني مدرساً أصيلاً أنا مطلع تماماً على التطور العلمي الكبير في "الجامعات الفرنسية" وخاصة في الجوانب العملية وهذا الواقع جعلني دائم التفكير بالطلاب السوريين الذين يودون متابعة دراستهم العليا ولكن لا يستطيعون المجيء إلى "فرنسا" ورأيت أن من الضروري نقل "الخبرات الفرنسية" إلى "الطالب السوري"».

  • عرفنا أن لكم تعاوناً علمياً حديثاً مع الجامعات السورية وخاصة مع "جامعة البعث" فقد أتيتم إليها هذا الصيف وبحثتم مع رئيسها الدكتور "عامر فاخوري" عدة مشاريع علمية هل يمكن أن تحدثنا عن ذلك؟
  • ** في السنوات القليلة الماضية رغبت أن يكون هناك تعاون علمي هندسي بين سورية وفرنسا لأن كثيراً من طلابنا في "حمص" وأخص منهم أبناء القرى كـ"صدد" يرغبون بالتعرف على الأساليب الفرنسية الهندسية وهم لا يستطيعون السفر إلى "فرنسا" لأسباب عدة، فطرحت هذا الموضوع أولاً على إدارة الجامعة في "باريس" فرحبوا بهذا لأن السورين في فرنسا معروفون، ثم أجريت عدة اتصالات مع أساتذة أعرفهم في سورية لأن لدي أصدقاء مدرسون في كل الجامعات السورية وأنا دائم التواصل معهم هؤلاء رتبوا الزيارة إلى الجامعات السورية ومنها "جامعة البعث".

    في زيارتي الأخيرة إلى "حمص" زرت الدكتور "عامر فاخوري" وبحثنا سبل التعاون العلمي السوري الفرنسي وقد أعجب الدكتور "فاخوري" بالأفكار التي عرضتها خلال الاجتماع معه وخاصة فكرة "الماجستيرات الهندسية المشتركة" لما فيها من فائدة للطرفين السوري والفرنسي في نقل وتبادل الخبرات العلمية.

    يمكن أن يكون هناك اتفاقية قادمة مع الجانب الفرنسي قريباً وسأعمل على تحضيرها فور عودتي إلى "باريس" لأن وجود اتفاقية يسهل كثيراً من الأمور وخاصة البحث العلمي المشترك.

    خلال زيارتي إلى "جامعة البعث" اطلعت على "المركز الفرنكوفوني" الموجود فيها والذي تم افتتاحه منذ أشهر قليلة إنه مركز متطور جداً وهو خطوة هامة نحو علاقات علمية مشتركة مع "فرنسا" فهو يؤمن التواصل البحثي مع "الجامعات الفرنسية" سيكون هناك تعاون معه بشكل كبير على مستوى البحث العلمي الأكاديمي وغيره. يحتاج طلاب "كليات الهندسة المدنية" في سورية إلى دراسات عمليّة ميدانية بشكل أكبر وهذا ما سأحضر له مع الجانب الفرنسي من أجل الطلاب غير القادرين على السفر إلى خارج سورية.

    بلدنا سورية بلد رائع جداً والمناخ ملائم لمزيد من التطور وخاصة العلمي وأصبح هناك وسائل كثيرة للتواصل إضافة إلى التشجيع الكبير من قبل الجامعات السورية والفرنسية لذلك نحن نطمح لتعاون أكبر لكي يستفيد أولاً الطلاب في سورية ولكي نقدم لسورية كل ما نستطيع لكي تصل جامعاتها إلى مستوى الجامعات العالمية.

    من الجدير بالذكر أن الدكتور "جورج وردة"من مواليد قرية "صدد"- "حمص" خريج جامعة دمشق، درس الهندسة المدنية (إختصاص إنشائي).