«"حمص" بالنسبة لي جزأ لا يتجزأ من تكويني الاجتماعي والنفسي والوجداني الذي شكل هويتي وأسس مقومات شخصيتي، الحارات القديمة بشوارعها الضيقة وبيوتها الجميلة وطيبة ناسها».

عطر "حمص" يفوح من ذاكرته

بهذه الكلمات عبر البرفسور الحمصي "بسام عويل" مواليد /1962/ المقيم في "بولندا " والذي يدرّس بجامعتها منذ أكثر من (15)عاماً، وهو عالم النفس والباحث السيكولوجي الوحيد من أبناء الجالية السورية في "بولندا" في مدينة "بيدغوشتش" تحديداً وصل لدرجة "بروفسور"، غادر الوطن عام /1992/ حيث ترك ذكرياته التي تحدث بها لموقع eHoms يوم (23/11/2008) وتابع: «كانت حارتنا نسيجا اجتماعيا وروحيا واقتصاديا فريدا في تكوينه يطبع أهلها بخصوصية ويجعل من أبنائها عائلة واحدة، حتى الآن عندما أمر بها أكاد استنشق روائحها عند كل منعطف».

كانت حارتنا نسيجا اجتماعيا وروحيا واقتصاديا فريدا في تكوينه يطبع أهلها بخصوصية ويجعل من أبنائها عائلة واحدة، حتى الآن عندما أمر بها أكاد استنشق روائحها عند كل منعطف

الكشافة كونته وطنيا واجتماعيا

"الكشافة" وهي فرقة نحاسية تقوم بالمخيمات الميدانية جمعت شريحة كبيرة من شبان حي "الحميدية" بـ"حمص" وكان له أثر كبير في حياتهم كما يتضح من حديث الدكتور "بسام" الذي يقول: «مما لا شك فيه أن أيام الكشافة التي ترعرعت في صفوفها لما لولع أبي وتاريخه فيها ترك الكشاف أثر هائلا في تكوني الثقافي والنفسي لما قدم لنا من تربية وطنية واجتماعية متشبعة بالأخلاق وحسن التعامل والقدوة الحسنة طبعا بالإضافة لعدد من الهوايات المتعارف عليها آنذاك، مثل لعب كرة القدم والبينغ بونغ».

تخرج الطالب "بسام" من الثانوية الصناعية ثم معهد نال شهادة متوسط صناعي لكنه ذلك لم يمنعه من نيل شهادة الثانوية الأدبية مترافقة مع حرفة الدهان التي تعلمها في فترة العطلة الصيفية ليعيل نفسه من مردودها.

مع زوجته

حمل حلمه ليصل إلى ما هو أبعد مع دخوله الخدمة الإلزامية أخذ الشاب" بسام" على عاتقه متابعة دراسته أثناء الخدمة وتخرج من كلية التربية جامعة "دمشق" اختصاص "علم نفس" ثم حصل على شهادة الدكتوراه بعلم النفس من الأكاديمية السوفيتية للعلوم التربوية بمعهد علم سيكولوجية" بموسكو" ومع عودته إلى الوطن والتحق بوزارة التربية بدائرة البحوث العلمية والتربوية وفي أحد المؤتمرات العملية في "بولندا" حصل الدكتور"بسام" على عرض للعمل في الجامعة هناك مع إمكانية متابعة التحصيل العلمي والبحث في علم النفس الإكلينيكي وهو ما كان من مترادفا لطموحه فقرر البقاء وحصل على مرتبة البروفسور في علم النفس الإكلينيكي بجامعة "بولندا" مدينة بيدغوشتش، وهو عضو مؤوسس في جمعية المعالجين النفسيين البولنديين، حصل على عدد من شهادات التقدير و الجوائز من الجامعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كان آخرها ميدالية رئاسة المدينة التي يعيش فيها وله عدد من المقالات والكتب في علم النفس.

أوان رد الدين للوطن

سعى البرفسور "بسام" لإقامة علاقات علمية بين جامعة البعث "حمص"وجامعته وعن هذا الموضوع قال: « كان من نتائج هذا التعاون أني دعيت عددا من الدكاترة الجامعيين السوريين في اختصاص التربية وقمان بزيارات متبادلة وأجرينا المباحثات بهدف توقيع اتفاقية للتعاون والقاء بعض المحاضرات بالمناسبة وقريبا سنقوم مع وفد رسمي من الجامعة التي أعمل بها بزيارة "حمص" لتوقيع الاتفاقية التي كانت شغلي الشاغل لسنوات لإفادة "حمص" ورد دينها علي».

مع تلاميذتيه

وأخيرا قال البرفسور "بسام": «لا أخفي غيرتي على الوطن وخاصة طلبة الجامعة في "حمص" وتحديدا كلية التربية ولطالما كان يؤسفني أني بعيد عنهم وأن باستطاعتي مساعدتهم وكل ما أرجوه أن تمكنني الاتفاقية من التقرب إليهم وتقديم ما عندي لهم وفتح المجال أمام كل الطلبة والأساتذة للاستفادة من خبراتنا هنا بتفعيل التبادل العلمي والطلابي من جهة و دعم مشروع قسم اللغة والثقافة العربية عندنا هنا من قبل الاختصاصيين من بلدنا الحبيب».