حين التقيته للمرة الأولى بمكتب رئيس جامعة البعث, حيث كان ضمن وفد فرنسي علمي يتحضر لتوقيع اتفاقيات علمية, ويطرح سبل التعاون العلمي مع الجامعة لفتح آفاق علمية جديدة لطلاب الجامعات السورية, وهذا الأمر كان بفضل معارفه في الغربة, عندها علمت فقط أن المغتربين السوريين إن هم أرادوا تسخير غربتهم لصالح التطوير في البلد, تحقق لهم وللبلد منافع لا تحصى.

الدكتور (إليان اللاطي) من قرية حب نمرة في منطقة وادي النضارة, حاز على دبلوم في الصيدلة من جامعة دمشق في العام 1978م، حيث عمل معيداً في كلية الصيدلة بجامعة دمشق حتى نهاية العام 1981م, حين سافر إلى فرنسا وحصل من جامعة باريس 11 على دكتوراه في تحليل المواد الغذائية والأدوية.

الدكتور اللاطي وفي حديثه مع موقع eHoms عن رحلته الاغترابية قال:" أثناء دراستي في باريس وتحضير رسالة الدكتوراه تلقيت عروضاً كثيرة للعمل, وكانت في أغلبها من مراكز أبحاث تتبع للجامعات الفرنسية, وفور حصولي على الدكتوراه ارتبطت بعمل مع أحدها لمدة خمس سنوات, استطعت خلالها الاندماج أكثر في مجالات البحث العلمي وبخاصة في مجال اختصاصي".

الدكتور اللاطي ومع طموح لا يقف عند حد أسس مركز أبحاث علمي في باريس, حيث بدأت رحلة العالمية بالنسبة له, وعن هذه المرحلة يقول :" في العام 1998م أنشأت معهد الدراسات والأبحاث الجلدية والتجميلية بباريس, وقد ابتدأ بموظف واحد, أما اليوم فلدينا / 13/ باحث وموظف, ويقوم المعهد بإجراء تجارب لفحص فاعلية الأدوية الجلدية, ونتعامل اليوم مع عدد كبير من الشركات المصنعة للأدوية في العالم (أمريكا, كندا, بلجيكا, اليابان, دول أمريكا الجنوبية, سويسرا, فرنسا)".

الدكتور اللاطي وخلال حديثه عن سورية تشعر بلهجة العاشق من جهة والفخور بمن يعشق من جهة أخرى, وعنها يقول :"منذ أن سافرت عن سورية لم أقطع علاقتي بها أبداً, بل كنت دوماً من المتابعين لنشاطات المعاهد والجامعات في مجال اختصاصي, وحتى أخبار شركات التجميل السورية, وقد رعيت أكثر من اتفاقية بين جهات فرنسية وسورية, ومع توقيع أية اتفاقية يمكن أن يستفيد الطرف السوري منها أشعر بالفخر والفرح بدعم أي مشروع يعطي انطلاقة للتطور في البلد أو يساهم في التطور الحاصل".

في جامعة الحواش الخاصة حيث وقعت اتفاقية للتعاون العلمي بين الجامعة ومجموعة وادي التجميل الفرنسية, وعدد من مراكز الأبحاث العلمية, لدراسة الغطاء النباتي في سورية, والبحث في إمكانية استخلاص مواد فاعلة في مجال التجميل وصناعة مواد التجميل, كان للدكتور اللاطي الدور الأكبر في ترتيب توقيع هذه الاتفاقية, مؤكداً مرة أخرى الدور المهم للمغتربين السوريين في كونهم سفراء دائمين, ولعل كلمة البروفسور باتريك هيبون مدير معهد IMI المهني والتكنولوجي في فرنسا الذي رافق الدكتور اللاطي إلى سورية خير دليل على ذلك, حين قال لنا:" عرفنا سورية قبل مجيئنا من خلال الدكتور اللاطي, واليوم أشعر أني سوري".