(السيد الرئيس "بشار الأسد".. ثوابت الرؤيا وآفاق المستقبل)، عنوان المحاضرة التي ألقتها الدكتورة "بثينة شعبان" مستشارة رئاسة الجمهورية لشؤون السياسة والإعلام، مساء (19/11/2009) في فندق "سفير حمص"، ضمن فعاليات مهرجان "حمص" السنوي لعام /2009/.

ابتدأت الدكتورة "شعبان" محاضرتها بالقول: «من السهل علينا بعد ما وصلت إليه سورية من كرامة سياسية وإعلامية بأنظار العالم أن نتحدث عن صوابية رؤية الرئيس "بشار الأسد"، ولكن لم يكن من السهل على كافة المحليين السياسيين أن يروا ما تعرضت له سورية منذ عام 2004 من مخططات وما هي المخارج التي يمكن التفكير بها لمواجهة هذه المآزق الإقليمية والدولية».

سعدنا اليوم بالاستماع لهذه المحاضرة الغنية بكل ما جاء فيها من طروحات وتحليلات وآراء سياسية، تعرض صوابية موقف سورية وحكمة الرئيس "بشار الأسد"، وأهم ما لفت نظري في المحاضرة هو موضوع المقاومة الذي أؤمن فيه وأؤمن بأنه جوهر قضية العالم العربي، وقوّة العرب

وأضافت الدكتورة شعبان بأن: « قول الدكتور "بشار الأسد" أمام اللجنة المركزية للحزب منذ أسابيع يوضح الحالة تماماً، في أن كل ما نراه اليوم وما يصفونه بانتصارات لسورية، ومن تبدل إيجابي لصالح سورية، مرجعه القرار السياسي الذي اتخذه السيد الرئيس في عام /2005/، والذي أشار إليه في خطابه الشهير الذي ألقاه في جامعة "دمشق"، وتأكيده بأن المقاومة أقل ثمناً من الاستسلام وأن سوريا الله حاميها».

جانب من الحضور

وتابعت مستشارة رئاسة الجمهورية لشؤون السياسية والإعلام قائلة: «إن القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس لم يكن قراراً سهلا، ولم يكن حتى واضحا للآخرين لأن الجميع كان يرسل رسائل لسورية من باب الود، ويتساءلون هل أنتم قادرون على مواجهة أميركا؟. ولكن بعد مرور هذه الفترة على القرار التاريخي، لابد من الإشارة بأن السيد الرئيس بنى قراره التاريخي على أمرين: الأول رؤيته السياسية ليس فقط لما يجري بالعراق والمنطقة، بل للصراع التاريخي بين الاستعمار والشعوب المناهضة له ومطالبتها بالحرية، والأمر الثاني هو ثقته بالشعب السوري والعربي، وثقته بأنه مهما بلغت مدة الظلم لابد للشعوب أن تنتصر فالتاريخ يثبت أن الشعوب لا تسكت على ضين ولن تحني رأسها للاستعمار. فوضع السيد الرئيس عوامل النجاح لهذه الرؤية وأولها علاقته مع تركيا بكل حكمة وبعد نظر».

وعن موضوع المفاوضات الغير مباشرة بين سورية وإسرائيل أوضحت الدكتورة شعبان بأنه: «حينما بدأت المفاوضات الغير مباشرة في تركيا وبدأ الإعلام الغربي بالترويج بأن ثمن السلام مع سورية هو فك تحالفها مع إيران وتخليها عن المقاومة، فقام السيد الرئيس بزيارة هامة لإيران دحضت كل هذه المزاعم الإعلامية، التي بدأت تصحح رؤيتها وتتساءل عن سبب دخول إسرائيل للمفاوضات، لأن الرئيس "بشار الأسد" هو من جنى النجاح في هذه المفاوضات وليس إسرائيل».

م. "غزال" يهدي د. "شعبان" درع مدينة "حمص"

وأضافت الدكتورة "شعبان": «الرئيس "الأسد" مدرك تماما رغم المفاوضات الغير مباشرة بأن سورية لن تخسر، لأن الذي يتمسك بحقوقه وثوابته، ولو فاوض لسنوات لن يستطيع أحد التأثير عليه، فسورية لن تتنازل عن أي حق لها، بل على العكس المفاوضات كان لها صدى إيجابياً في مختلف أرجاء العالم بأن سورية تريد السلام، واستطاع الرئيس "الأسد" قلب الطاولة أمام الإسرائيليين وبرهن بأن إسرائيل هي العقبة أمام السلام».

وأكدت مستشارة رئاسة الجمهورية بأن «هناك الكثير من العوامل التي بدأت تغيّر نظرة العالم إلى إسرائيل نذكر منها مقاطعة البعض في الغرب للبضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات إضافة لرمي رئيس إسرائيل بالبيض ومقاطعة محاضرين إسرائيليين في الولايات المتحدة، فهذا التحول بالرأي العام العالمي عن إسرائيل ولو كان في بدايته، يعتبر تحولاً هاماً جدا ولم يكن موجودا سابقا، حيث كان العرب سابقا متهمين فيأخذون موقف المدافع دائما. لكن الرئيس "الأسد" أخذ موقف المبادر بالنسبة للمقاومة، ولتركيا وإيران، فركز الرئيس "الأسد" بصوابية رؤيته على الانفتاح الإقليمي والتمسك بالثوابت والصداقة مع إيران والأهم هو دعم المقاومة».

وبالنسبة للمقاومة أشارت الدكتورة "بثينة" بأن: «سورية تدعم وتؤيد الخط المقاوم، مع المطالبة بالسلام العادل والشامل، فالرئيس "الأسد" يؤكد دوما بأننا لا نريد سلاما من الاستسلام أو من موقف ضعيف، لذا المقاومة ضرورية من أجل السلام، وهذا المنطق لم يكن معروفا في الغرب منذ خمس سنوات، لأن الغرب يصفون المقاومة بأنها إرهاب ودعم سورية للمقاومة جعل العالم يتحمل مسؤوليته بأن يعيد الحقوق كاملة للشعب العربي بالمفاوضات وإذا لم يتم ذلك فالمقاومة حق لكل شعوب».

وتابعت الدكتورة "شعبان" قائلة: «بلغت صوابية رؤية الرئيس الأسد ذروتها في كلمته بتركيا منذ أسبوعين، وهي الكلمة التي أراد السيد "حسن نصر الله" تعميمها على كل الدول العربية والإسلامية، لأنها لخصت صوابية رؤية الرئيس "الأسد" وآلية عمل تطبيق هذه الرؤية، فليس سهلا على قائد عربي أن يقول للعالم: "نحن نفخر بالمقاومة"، وقال أيضاً: إذا لم تؤدي المفاوضات إلى سلام فالمقاومة هي خيارنا».

وعن زيارة الرئيس الأسد الأخيرة لفرنسا أكدت "شعبان" أن: «الرئيس الفرنسي اعتبر خلال الزيارة بأن المسار السوري مهم وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتيناهو" يريد التفاوض من دون شروط، فأجاب الرئيس "الأسد" بأن هذا الكلام غير مقبول، فالذهاب للتفاوض يتم بعد إعطاءنا ضمانات من إسرائيل بإعادة الأرض والحقوق كاملة، ومن ثم نفاوض على السلام.

وأوضحت الدكتورة "بثينة" بأن: «الحق العربي ليس حكرا على العرب فقط، فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية عدالة دولية، كما أن هناك بداية لحركة عالمية مناهضة للصهيونية، فالعالم مليء بالشرفاء، ولكن كان التقصير الكبير من جانب العرب بعدم إيصال صوتهم إلى العالم بالطريقة الصحيحة».

وفي نهاية المحاضرة وتقديراً لها قدم محافظ "حمص" المهندس "محمد إياد غزال" راعي المهرجان درع مدينة "حمص" للدكتورة "بثينة شعبان".

eHoms وفي رصده انطباعات بعض الحضور حول هذه الفعالية التقى السيد "فرحان سحلول" عضو مجلس الشعب فقال: «سعدنا اليوم بالاستماع لهذه المحاضرة الغنية بكل ما جاء فيها من طروحات وتحليلات وآراء سياسية، تعرض صوابية موقف سورية وحكمة الرئيس "بشار الأسد"، وأهم ما لفت نظري في المحاضرة هو موضوع المقاومة الذي أؤمن فيه وأؤمن بأنه جوهر قضية العالم العربي، وقوّة العرب».

من جهتها قالت السيدة "حياة عواد" الصحفية في جريدة "الوحدوي" السورية: «يشهد مهرجان "حمص" هذا العام تميزاً ونجاحاً في اختياره لفعالياته، ومحاضرة اليوم أعتبرها من أهم وابرز فعاليات المهرجان، لأن جميعا كنا بحاجة لأن نتعمق أكثر ونكون قريبين من هذه الرؤى والثوابت الوطنية العظيمة لقيادتنا وقدوتنا الرئيس "بشار الأسد"، حيث خلقت هذه المحاضرة تفاعلاً رائعاً ما بين الحضور وما بين الدكتورة "شعبان" بأسلوب طرحها الجذاب وتسلسل أفكارها».

وأضافت: «عموماً أرى أن مهرجانات "حمص" سواء مهرجاني "تدمر" و"القلعة والوادي" أم هذا المهرجان، أحيت العديد من الجوانب الثقافية والفكرية والفنية التي كانت مهملة إلى حد ما في "حمص" وأعطتها بعداً جديداً، وعلى أكثر من صعيد، شكرنا الأكبر للسيد محافظ "حمص" الذي يرعى هذه المهرجانات ويدعمها ويهتم بها، ولكل القائمين على هذه المهرجانات التي نتمناها أن ترتقي عاماً بعد عام إلى مستوى أفضل».