استعرضت دكتورة القانون الدولي "ليلى الرحباني" عضو المكتب السياسي للتيار الوطني الحر، واقع الإعلام اللبناني ودوره في النهضة الإعلامية العربية. وتحدثت الدكتورة "الرحباني" خلال محاضرتها بجامعة "الحواش" ضمن فعاليات الملتقى الإعلامي لـ"مهرجان القلعة والوادي" للثقافة والفنون، عن أبرز العوامل التي منعت الإعلام اللبناني من مزيد من التطور فقالت:

«من هذه العوامل التجاذبات والانقسامات السياسية والطائفية، إضافة لقانون الإعلام الصادر أوائل التسعينات بعد اتفاق "الطائف"، هذا القانون الذي قسّم الناس حسب طوائفهم مما أدى إلى تقسيم طائفي في كل وسيلة إعلامية». وأوضحت عضو المكتب السياسي للتيار الوطني الحر، آثر المال السياسي على وسائل الإعلام مما سبب ابتعاد الإعلام رسالته الحقيقة، وخاصة أن الأمر زاد سوء بعد جريمة اغتيال "رفيق الحريري"، حسب قولها. وانتقدت الدكتورة "الرحباني" طغيان البرامج السياسية والترفيهية بالقنوات اللبنانية على حساب البرامج الثقافية والاجتماعية.

من هذه العوامل التجاذبات والانقسامات السياسية والطائفية، إضافة لقانون الإعلام الصادر أوائل التسعينات بعد اتفاق "الطائف"، هذا القانون الذي قسّم الناس حسب طوائفهم مما أدى إلى تقسيم طائفي في كل وسيلة إعلامية

وقدمت خلال محاضرتها عدة نماذج لنشرات أخبار بعض القنوات اللبنانية، والتي تعكس وجهة نظر كل تيار سياسي سواء عبر التسويق والمدح للتيار المالك للقناة أو التشهير بالخصوم السياسيين. كما أعطت الدكتورة "الرحباني" نماذج عن أساليب معالجة الصحف اللبنانية لأبرز الأحداث الكبرى التي مرت على الساحة اللبنانية. واختتمت بالإشارة إلى ابتعاد المنابر الإعلامية عن رسالتها وتحولها إلى محطات دعائية.

الدكتورة "ليلى الرحباني"

وفي القسم الثاني من المحاضرة وضع الإعلامي "غياث سحلول" خلاصة تجربته الإعلامية الطويلة، أمام جمهور القلعة والوادي خلال محاضرته عن العمل الإعلامي الميداني.

المهندس "سحلول" ابن مدينة "حمص" تحدث بداية عن بعض مراحل عمله الإعلامي كمراسل لوكالة الأنباء التركية، وما يتعرض له المراسل الميداني من ضغوط قد تعيق إنجاز العمل. وانتقد الإعلامي "سحلول" قانون المطبوعات، وغياب قضاء مختص بقضايا الإعلام متمنيا أن يكون مشروع قانون الإعلام الجديد متلافيا لكل هذه الثغرات. وحذر الإعلامي "غياث" مما أسماه قنوات "العهر الأخلاقي" التي تنخر العقل، عندما تدخل البيوت دون استئذان فلا يحتاج الأمر إلا لكبسة زر لتكون هذه الفضائيات أمام المتلقي. وأكد على ضرورة تجنب الصحفيين العاملين لجهات خارجية نشر الأخبار المسيئة للبلد بوسائل الإعلام الخارجية . وتطرق في نهاية محاضرته إلى الدور الهام الذي قام به الإعلام العربي أخيرا بكشف جرائم المحتل في كل من غزة والعراق.

المهندس "غياث سلحول"

الدكتور "ليلى الرحباني" صرحت لموقع eHoms أنها مسرورة جداً لزيارة سورية للمرة الثانية حيث قالت: «زرت سوريةعام /2007/ واليوم أعود إليها من خلال "مهرجان القلعة والوادي"، أريد أن أعبر عن سروري البالغ لمشاركتكم الملتقى الإعلامي، وأنا على استعداد أن آتي سنوياً للمشاركة بهذا الملتقى، وفي ورشات عمل عن الإعلام».

وعن رؤيتها للإعلام السوري قالت الدكتورة "ليلى": «في الحقيقة أنا لا أتابع كثيراً الصحف السورية، ولكن أريدأن ألفت انتباهكم إلى نقطة مهمة جدا أنتم كصحفيين مقصرين جداً في لعب دوركم بالترويج لبلادكم الجميلة، سورية أجمل بكثير مما يقال عنها في الخارج، لديكم صور رائعة بحاجة للكتابة عنها».

جانب من الحضور في جامعة الحواش

أما المهندس "غياث سحلول" فقال أنه رغم ولادته بـ"حمص"، إلا أنه مقل في زيارتها واليوم من خلال مشاركته بالملتقى يزور مدينته ويكتشفها من جديد بأجمل مناطق سورية خضرة وجمالا على حد تعبيره وإعلاميا قال المهندس "غياث": «إن سورية لا شك قطعت شوطا كبيرا في تطور أدواتها الإعلامية وأنا متفائل بقفزات نوعية أكبر في السنوات القليلة القادمة، وأن هامش الحريات أصبح اوسع للصحفيين الشباب حاليا مع الاحتفاظ بالقدر الكاف من المسؤولية الوطنية».