"إخوة في الوطن إخوة في الإيمان".. كان عنوان اللقاء الذي جمع سماحة الشيخ الدكتور "أحمد بدر الدين حسون" مفتي الجمهورية مع أهالي بلدة "زيدل" الواقعة إلى الشرق من مدينة "حمص". فبعد الاستقبال الحاشد من أهالي البلدة توجه المطران "مار تيوفيلوس جورج كساب" مطران السريان الكاثوليك في "حمص" بالترحيب بسماحة المفتي، مثنياً على حسن اختياره لموضوع اللقاء، مستشهداً بالكثير من الصور والأمثلة التي تظهر وحدة الإيمان، وروح المحبة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد في سورية، تلك الأرض المقدسة، مهبط الوحي ومهد المسيحية.

بعد ذلك بدأ سماحة مفتي الجمهورية حديثه متسائلاً: «لماذا هذا العنوان؟ "إخوة في الوطن إخوة في الإيمان "، هل نحن محتاجون في سورية إلى هذه المحاضرات واللقاءات في ظل وجود آلاف القنوات التلفزيونية التي يمكن مخاطبة الناس من خلالها؟ فأجاب بأن السعادة تكمن في هذه اللقاءات التي يفتقر لها الغرب لأنها نابعة من القلب. ثم تساءل هل نحن في خطر؟ وهل فكرنا هذا في خطر؟ فأجاب: نعم لأن من لا يعترف بالخطر لا يعترف بالحقيقة، وسبب هذا الخطر أنهم يريدوننا على مقاسات هيّؤوها ويريدوننا جزءاً من عولمة صاغوها».

لماذا هذا العنوان؟ "إخوة في الوطن إخوة في الإيمان "، هل نحن محتاجون في سورية إلى هذه المحاضرات واللقاءات في ظل وجود آلاف القنوات التلفزيونية التي يمكن مخاطبة الناس من خلالها؟ فأجاب بأن السعادة تكمن في هذه اللقاءات التي يفتقر لها الغرب لأنها نابعة من القلب. ثم تساءل هل نحن في خطر؟ وهل فكرنا هذا في خطر؟ فأجاب: نعم لأن من لا يعترف بالخطر لا يعترف بالحقيقة، وسبب هذا الخطر أنهم يريدوننا على مقاسات هيّؤوها ويريدوننا جزءاً من عولمة صاغوها

وتابع: «نحن كقيادات دينية ما زلنا نعترف بسورية التي صاغتها السماء وليست التي وضع خطوط حدودها سياسيون من فرنسا أو من إنكلترا.. سنبقى نقول سورية هي بلاد الشام التي باركتها السماء وقدستها أقدام الأنبياء.

ففي عام /1948/ غرسوا فيها دولة غريبة عنها، بعيدة عن رسالتها فغرسوها على أساس ديني وقالوا إن هذه المنطقة هي للساميين وقرروا أن الساميين فقط هم بنو إسرائيل.. وهنا مكمن الخطورة..

غرسوا هذه الدولة فوجدوا أنها ما أوصلتهم للرسالة بل وحدت العرب من مسلمين ومسيحيين ووحدت أقوام هذه المنطقة بكل فئاتهم من كلدان وآشوريين وأكراد وسريان وكل من داخل هذه العائلة الإنسانية وما استطاعوا أن يوقعوا بيننا فبدؤوا بإخراج البدع الثقافية التي تحاول النيل من وحدتنا فقالوا "صراع الحضارات" ووقفنا أمامهم وقلنا الحضارات لا تتعدد وإنما الثقافات تتعدد وكلها تصب في مصلحة الحضارة الإنسانية.

من الحضور الرسمي

قالوا إذاً "صراع الأديان" والعجيب أننا جميعاً نعترف بديّان واحد فكيف هذا الديان يعدد الأديان.

فحينما قرأت العهدين القديم والجديد وقرأت القرآن وجدت ثلاث سور متطابقة: وجدت الله كذات مقدسة وأننا نحن نتحد فيه وهو خالق وليس مخلوقاً وذات فاعلة لا يفعل بها أبدا، كما وجدت أننا متفقون بأن الطريق إلى الله هي المحبة، والأمر الآخر المتفقون عليه هو القيم والأخلاق، فما وجدت شريعة سماوية تبيح القتل أو الكذب أو السرقة، أما آخر وأحدث محاولات غزونا من الخارج "العولمة" أي أن يجعلونا جزءاً في رصيدهم وأن نكون تابعين إليهم في كل شيء».

المطران كساب يهدي درع شكر وتقدير لسماحة مفتي الجمهورية

وفي ختام اللقاء تساءل سماحة مفتي الجمهورية: «نحن كإخوة في الإيمان وفي الوطن كيف نقف في وجه كل هذه المصطلحات والبدع الثقافية؟

نقف في وجهها بالإيمان بالعالمية يوم أُحوّلُ جيلي القادم إلى جيل عالمي، حينما نبدأ بثقافة روحية عالمية، بهذه العالمية نبدأ بصد كل الهجمات. من مسجد وكنيسة ومدرسة وأسرة نبدأ بالتحول للعالمية. فهذا الإيمان هو السعادة في الحياة والسمو بعدها، هذا الإيمان الذي هو أملي في ولدي أن يحمل رسالته، هو الذي يحفظ تراث أبي وجدي، هو الذي يعطيني طاقة حتى الاستشهاد، هذا الإيمان حينما يكبر يجعل تربة وطني مقدسة، ستبقى إشراقات أرض النور في بلاد الشام، وسيبقى كل العالم يستمد نوره من أرضنا».

جدير بالذكر أن اللقاء تم برعاية المهندس "محمد إياد غزال" محافظ حمص وبدعوة من سيادة المطران "مار ثيوفيلوس جورج كساب مطران السريان الكاثوليك في "حمص" و"حماة" و"يبرود" و"النبك"، وحضرها السيد محافظ "حمص" وصاحب السيادة الميتروبولوت "جاورجيوس أبو زخم" وعدد من رؤساء الكنائس في "حمص" ورجال الدين المسلمين.