«إن منطقتنا العربية هي من أكثر المناطق المستهدفة إعلاميا وسياسيا لكني أؤكد لكم أن جميع المشاريع الإعلامية من البريطانية إلى الفرنسية والأمريكية فشلت فشلا ذريعا لأن المواطن العربي أصبح أذكى من ذي قبل ويدرك تماما أن هذه المحطات التي تستهدف عروبتنا في طريقها للإقفال».

بهذه الكلمات افتتح الإعلامي الدكتور "فيصل القاسم" محاضرته في مهرجان "القلعة الوادي" ضمن الملتقى الإعلامي الذي تجري فعالياته في جامعة "الوادي" وذلك مساء 21/7/2008م

من خلال تطوير إعلامنا وفصل الهوة بين الإعلام الرسمي والشعوب العربية فعندما يرى المواطن أن إعلامه يخدمه فإنه يتحصن ضد القنوات الغازية

"القاسم" تناول في محاضرته شجون الإعلام العربي والناطق بالعربية وتحدث عن قناة "الجزيرة" التي يعمل بها مقدماً لبرنامج "الاتجاه المعاكس" حيث قال: «استطاعت "الجزيرة" أن تسحب البساط من الإعلام العابر للحدود وكانت أول وسيلة إعلامية تجذب العرب من المحيط إلى الخليج وكانت بحق صوت ضمير العرب واستطاعت أن تكوّن رأياً عاماً عربياً». وأكد "القاسم": «إن هذا لا يعني أننا ربحنا المعركة أو وصلنا إلى نهاية المشوار لأن الوضع أخطر بكثير واليوم تصرف على جريدة أمريكية واحدة ميزانية تعادل ميزانية ثلاث وزارت إعلام في الوطن العربي ونحن الآن بأمس الحاجة للارتقاء بالإعلام المحلي والوطني».

محافظ حمص يسأل

وطالب الدكتور "فيصل" الإعلام المحلي أن يكون قريباً من هموم المواطنين حيث قال: «بإمكان إعلامنا أن يعطي انطباعا جيدا لدى المواطنين عندما يتحدث عن همومهم ومعاناتهم خصوصا فيما يتعلق بموضوع الغذاء لأنه الهم الأول حالياً والفساد أيضاً لأن الوطني هو من يحارب الفساد ويشير إليه».

ثم فتح الدكتور "فيصل" باب الحوار والمناقشة مع الحضور وطرحت إحدى الصحفيات سؤالا حول الضغوطات التي تتعرض لها "الجزيرة" منها الأميركية والعربية فأجاب "القاسم": «إنها ضغوطات كبيرة فالرئيس الأمريكي "بوش" كان ينوي ضرب مكتب "الجزيرة" وبالنسبة للضغوطات العربية فحدّث ولا حرج من إغلاق وتوقيف وغير ذلك..». وردّاً على سؤال حول أسباب نجاح "الجزيرة" مقارنة مع بقية المحطات أجاب "القاسم": «الإمكانيات الكبيرة لا تخلق بالضرورة إعلاماً قوياً لكن لمساحة الحرية التي أخذتها "الجزيرة" سبب رئيسي لنجاحها والرؤية الإعلامية الجريئة». وفي هذا السياق أضاف "القاسم": «إن الطمع في الحرية الإعلامية ليس خطيئة فإن أعطوك متراً في الصحافة خذ مترين. إن الإعلام هو أخطر سلاح لتوجيه الشعوب وأنا مع اتصالنا مع العالم من خلال لغته ولكن علينا أن نتصل أولاً مع شعوبنا ونعالج همومها ونحقق طموحاتها».

مع مراسل اي حمص

وفي نهاية المحاضرة كان فضول الصحفيين كبيراً لإلقاء المزيد من الأسئلة والضوء على تجربة الدكتور "فيصل" الغنية. موقع eHoms طرح سؤلا على الدكتور "فيصل" قبل بدء الحوار حول أهداف الغزو الإعلامي على منطقتنا فأجاب: «إن هذه الهجمة تعود إلى أهمية هذه المنطقة استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا وهي مهمة كونها مهد الحضارات والديانات بالإضافة إلى النفط، فلا يمكن فصل هذا الأخير عن السياسة والاقتصاد».

أما عن كيفية ردنا على هذه الهجمة قال: «من خلال تطوير إعلامنا وفصل الهوة بين الإعلام الرسمي والشعوب العربية فعندما يرى المواطن أن إعلامه يخدمه فإنه يتحصن ضد القنوات الغازية».

ووعد الدكتور "فيصل قاسم" أن يخصص وقتاً من إجازته في بلده سورية لمحاورة الصحفيين في "حمص" وذلك في جلسة خاصة.

والجدير بالذكر أن د. "فيصل قاسم"، من مواليد "السويداء"، يحمل بكالوريوس آداب- قسم اللغة الانكليزية- جامعة "دمشق"، حائز على دكتوراه في الأدب الإنكليزي قسم الدراما جامعة "هل" البريطانية، مقدم نشرات إخبارية في تلفزيون (BBC)، مراسل لإذاعة الإمارات في "لندن"، معد ومقدم برامج في قناة (mbc)، يكتب في عدد من الدوريات والمجلات العربية والسورية والعالمية، التحق في قناة "الجزيرة" منذ 15/9/1996م، مذيع ومعد ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس منذ عام /1997/م.