"يعيش ويربى بدلالك"، بهذه الجملة يبدأ الحماصنة تهانيهم للمرأة التي ولدت طفلاً جديداً، مرفقة بـ"النقوط"؛ أي هدية للمولود الجديد وتكون قطعة ذهب أو مبلغاً من النقود، بقيت هذه العادة المتوارثة منذ مئات السنين مع الاختلاف بشكل التقديم "النقوط".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2015، المعمّرة "نجاح السلومي" من حي "طريق الشام"، لتحدثنا عن أبرز العادات المتوارثة في استقبال المواليد الجدد، وتقول: «جرت العادة منذ عشرات السنين أن تقوم "الداية" بتوليد الطفل، ليقوم بعدها أهل والد الطفل بتجهيز جلسة للمباركة تحضرها النساء فقط، من خالات وعمّات وقريبات وجارات، وتقوم "الدّاية" بتحميم الطفل الجديد، ثم تقوم الموجودات بـ"تنقيط" الطفل بالمال أو قطعة ذهب بحسب إمكانيات كل شخص وتوضع على "مخدّة" بجانب الطفل، كما تقوم الجدة أو العمة الكبيرة بـ"تنقيط" الدّاية ببعض النقود كهدية لجهودها في هذا اليوم السعيد.

هناك تغير في أسلوب تقديم "النقوط" في العصر الحالي؛ حيث أصبحت قطعة الذهب تأتي بعلبة والمال في ظرف، ولا يشترط عرض "النقوط" على الموجودين كأيام زمان، وأهل والد الطفل يقومون بما يسمّى "مباركة" تحوي شراب اليانسون والكمون الصحيّين من أجل الأم، وحلوى عبارة عن قطعة شوكولا وقطعة حلوى حمصيّة، إضافة إلى "الملبّس"، ويوم ولادة الطفل تُقام "مائدة الخلاص"، وتحوي أكلة "المعلاق والسودة" من أنواع اللحوم، بما تحويه من قيمة غذائية عالية لوالدة الطفل، كي تعود إليها صحتها بأسرع وقت، وتتم دعوة الأهل والمقرّبين فقط

لا فرق بين المولود الذكر والأنثى من ناحية العادات والاهتمام، لكن هناك في بعض الحالات "نقوط" الذكر يكون ضعف الأنثى، باعتباره وارث الاسم والكنية لأهل والد الطفل، أما اهتمام أهل والدة الطفل فيكون باختيار "نقوط" مميز مثل: "آية قرآنية من الذهب"، أو "عين زرقاء" لحماية الطفل من العين بحسب المعتقدات السائدة، وهي هدية لها قيمتها بين الناس».

المعمرة نجاح السلومي

الأديب "محمد خير الكيلاني" مهتم بالشأن الاجتماعي والتراثي لمدينة "حمص"؛ يحدثنا عن أبرز الطقوس المتوارثة كعرف اجتماعي بين السكان بقوله: «تقاليد استقبال المولود تعد من أكثر العادات ثراء وتنوعاً وجمالاً لكونها تحتوي على الكثير من الفرح والأمل، وكان لها أهمية كبيرة لدى الجيل السابق الذي كان يعدّ العدّة لمثل هذا الحدث؛ بل تعم الأفراح في الأسرة كاملة، وبعض الأمور اندثرت في احتفالاتنا بالمولود، وربما نستعين في الاحتفال بأسلوب جديد أفرزته الحضارة والمدنية.

المولود الجديد يتم "تنقيطه" بالذهب أولاً؛ بتعليق نصف ليرة في "الدقّونة" أو "الرشقة"، وفي حال عدم وجود الذهب يلف بـ500 ليرة سورية وتوضع في "اللفلافة"، وهناك عادة "تنقيط" المولود بألبسة ديارة أو طقم، تبعاً للحالة المادية.

محمد خير الكيلاني

و"الديارة" هي عبارة عن "أفرولات" وبيجامات وهدايا تخص الطفل، وتكون هدية من أهل الأم، أما أهل الأب فيحضرون سرير الطفل.

يوثّق أيضاً كعادة في الأكل والشرب لهذه المناسبة صنع مشروب "المغلي" المكون من الماء المغلى مع مزيج السكر والمكسرات والبهارات؛ المشروب الذي توالت الأجيال على تقديمه للمهنّئين الذين يتوافدون إلى منزل الأم الحديثة الولادة، لكن هذا المشروب الحار نسبياً فقد بريقه أمام الطرائق الحديثة والمبتكرة للاحتفال بالمولود الجديد».

ويضيف: «هناك تغير في أسلوب تقديم "النقوط" في العصر الحالي؛ حيث أصبحت قطعة الذهب تأتي بعلبة والمال في ظرف، ولا يشترط عرض "النقوط" على الموجودين كأيام زمان، وأهل والد الطفل يقومون بما يسمّى "مباركة" تحوي شراب اليانسون والكمون الصحيّين من أجل الأم، وحلوى عبارة عن قطعة شوكولا وقطعة حلوى حمصيّة، إضافة إلى "الملبّس"، ويوم ولادة الطفل تُقام "مائدة الخلاص"، وتحوي أكلة "المعلاق والسودة" من أنواع اللحوم، بما تحويه من قيمة غذائية عالية لوالدة الطفل، كي تعود إليها صحتها بأسرع وقت، وتتم دعوة الأهل والمقرّبين فقط».