كانت المبادرة والتعاون لإحياء الأماكن والشوارع والأحياء التي تهدمت؛ الحل لإعادة الحياة لهذه المناطق المتضررة، وهو ما يحصل حالياً في مدينة "حمص"، التي بدأت أولى تلك المحاولات بتعاون الجميع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تموز 2015، المهندس المعماري " يقظان عودة" وهو من مدينة "حمص"، الذي شرح بداية مفهوم إعادة الإعمار الذي يبدأ من الفرد وليس فقط كشركات بقوله: «مهمتنا كأفراد هي المشاركة بإعادة الإعمار كل في موقعه وضمن اختصاصه؛ فإعادة الإعمار عملية جماعية تحتاج منا وضع المصلحة العامة أولاً، فالإرادة الذاتية أمر أساسي وبديهي وتتطلب وجود الوعي الكافي بالمخاطر الناجمة عن الكوارث والحروب وأهمية معالجتها وتوفير كل ما يلزم لذلك، ومن دون هذه الإرادة لا يمكن إنجاح عملية الإعمار».

مهمتنا كأفراد هي المشاركة بإعادة الإعمار كل في موقعه وضمن اختصاصه؛ فإعادة الإعمار عملية جماعية تحتاج منا وضع المصلحة العامة أولاً، فالإرادة الذاتية أمر أساسي وبديهي وتتطلب وجود الوعي الكافي بالمخاطر الناجمة عن الكوارث والحروب وأهمية معالجتها وتوفير كل ما يلزم لذلك، ومن دون هذه الإرادة لا يمكن إنجاح عملية الإعمار

وهذه العملية تحتاج إلى متطلبات كثيرة حدثنا عنها "عودة" بالقول: «متطلبات إعادة الإعمار تتلخص في توافر الاستقرار اللازم للتركيز على الإعمار على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية... إضافة إلى ذلك فإن عملية إعادة الإعمار تتطلب توافر الموارد اللازمة المادية والبشرية، فهي عملية مكلفة مادياً وتتطلب صبراً وعملاً جاداً، إضافة إلى ضرورة وضع خطط عامة مستقبلية وعلى عدة مستويات، وبالتالي فإن وضع هذه الخطط الاستراتيجية يمثل أولوية لتجنب العمل العشوائي غير المنظم، وإيجاد أفضل السبل لاستغلال الموارد المتوافرة لتحقيق الهدف المنشود».

المهندس وائل الأشقر

كما التقينا المهندس المختص في شؤون إعادة الإعمار "وائل الأشقر"؛ الذي استطاع من خلال دراسته في كلية العمارة بجامعة "البعث" أن يحدثنا عن كيفية مساهمة الفرد في إعادة الإعمار بالقول: «على الصعيد المحلي يمكن لنا كأفراد أن نعمل على إعادة إحياء بعض المناطق وإعادة الحياة إليها عن طريق نشاطات وفعاليات اجتماعية، لكن على الصعيد الإقليمي لا يمكن إلا انتظار وضع خطط ومنهجيات واضحة لعملية إعادة الإعمار خاصة فيما يتعلق بالمناطق والمدن المتضررة جداً، التي تحتاج إلى رؤوس أموال طائلة وشركات متخصصة بالبناء لبدء العمل بها.

نحن كأفراد علينا أن نعمل على إعادة الإعمار كل من موقعه، ونحن بحاجة إلى إعادة إعمار المدن والقرى والمنشآت الأخرى، فالمعلم عليه أن يقوم بتوعية طلابه لأهمية العمل من أجل إعادة إحياء البلد، والموسيقي والفنان عليه أن يحمي التاريخ الفني والإرث الثقافي للمجتمع السوري والحفاظ عليه من التشوه أو الضياع.

المهندس يقظان عودة

والمهندس يعمل على إعادة إعمار وترميم المنشآت من مساكن ومنشآت خدمية وإدارية، وبذلك نستطيع تحقيق معافاة شاملة ومتكاملة لـ"سورية" كمدن ومجتمع.

الجمعيات والمنظمات التطوعية تلعب دوراً مهماً في عملية إعادة الإعمار على المستوى المحلي».

أما عن دور المنظمات التطوعية في إعادة الإعمار، فيضيف: «يجب تأسيس منظمات تطوعية لتوعية السكان على أهمية النشاط المحلي في عملية إعادة الحياة للمناطق المتضررة وتنظيم نشاطات تطوعية في تلك المناطق التي يقوم بها السكان على مستوى كل حي كإزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع ومحاولة القيام ببعض النشاطات الاجتماعية والثقافية في الأحياء المتضررة لإعادة بث الحياة فيها من جديد، أما في الأحياء ذات الحالة الفيزيائية السيئة فعلى هذه الجمعيات أن تقوم باستبيانات لأخذ آراء السكان بأحيائهم قبل الأزمة والأخذ بعين الاعتبار متطلباتهم عند وضع الخطط والمخططات العمرانية والمعمارية الجديدة لهذه الأحياء».