تتعلق التقاليد الاجتماعية للأعياد بمفهوم العيد لدى الناس وطبيعة العصر الذي يعيشون فيه، مع احتفاظ بعضهم باستمراريتها الزمنية، ومع تشابهها في مختلف مناطق القطر، تبقى لهذه العادات خصوصيتها في منطقة "وادي النضارة".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 14 كانون الأول من عام 2013 التقت عدداً من أهالي منطقة "وادي النضارة" ممن تحدثوا عن تقاليدهم الخاصة بالعيد وأولهم السيدة "سميحة فرح" من قرية "المزينة": «قديماً كنا نطلق على عيد الميلاد اسم عيد "شمس العدل" ونصوم قبله أربعين يوماً وخلال هذه المدة نبدأ تحضيرات كثيرة أولها تجهيز الملابس للصغار وحياكتها يدوياً، حيث كانت النساء يجتمعن في المساء حول النار بعد انتهاء واجباتهن المنزلية في أحد المنازل ويقمن بحياكة أنواع الملابس الصوفية حسب أعمار أطفالهن بعد أن يناموا، ويحرصن على لفها وإبقائها سرية حتى صباح العيد لكي تكون مفاجأة للأطفال، مع تحضير صرر الحلويات المصنوعة يدوياً من الزبيب والملبن والمحشو بالجوز واللوز المحلى والحمص الحلو أو ما يسمى "القضامة الحلوة"؛ وذلك حسب عدد الأطفال لكي يضعنها أسفل الشجرة التي كانت عبارة عن غصن سرو أو صنوبر مزين بالشموع الصغيرة».

ما زال الكثيرون من الناس يفضلون طبق "الكبة" على غيره من الأطباق وكان معتمداً بشكل رئيسي قديماً لعدة أسباب: أولها أن عدد أفراد العائلة كان كبيراً ويحتاجون إلى طبق يكفيهم ويستطيعون أن يوزعوا منه على العائلة والجيران وحتى الأصدقاء، إضافة إلى دسامته ولذته التي تأتي بعد صيام أربعين يوماً، والسبب الأخير هو اللمة الجميلة أثناء تحضيرها ويرافقها عدة أطباق شتوية كالهريسة واللحم المشوي أما حلويات العيد فكانت -وما تزال- تقتصر على "المبسبس"

إضافة إلى ما سبق فقد اعتاد أهالي المنطقة تحضير "الكبة" كطعام رسمي في العيد وذلك لعدة أسباب وعنها تضيف: «ما زال الكثيرون من الناس يفضلون طبق "الكبة" على غيره من الأطباق وكان معتمداً بشكل رئيسي قديماً لعدة أسباب: أولها أن عدد أفراد العائلة كان كبيراً ويحتاجون إلى طبق يكفيهم ويستطيعون أن يوزعوا منه على العائلة والجيران وحتى الأصدقاء، إضافة إلى دسامته ولذته التي تأتي بعد صيام أربعين يوماً، والسبب الأخير هو اللمة الجميلة أثناء تحضيرها ويرافقها عدة أطباق شتوية كالهريسة واللحم المشوي أما حلويات العيد فكانت -وما تزال- تقتصر على "المبسبس"».

الكاهن غسان حالوت

تغيرت بعض هذه التقاليد وأولها شجرة العيد وآخرها مائدة الطعام، إضافة إلى ظهور "بابا نويل" الذي لم يكن معروفاً قديماً وإنما كانت هدية العيد من قبل "الطفل يسوع" ومع تغير العصر دخلت هذه الإضافات وعن ذلك يتحدث الكاهن "غسان حالوت": «هنالك بعض العادات التي ليس لها أصل ديني مرتبط بالعيد، ولكن تعود الناس ممارستها وهي اجتماعية بحتة، قد تكون مستقاة من الوسط المحلي أو مستوردة ودرج القيام بها مثل شجرة العيد التي كانت في السابق عبارة عن غصن مقطوع من أحد الأحراش المجاورة للقرى أو من حديقة البيت، وتحولت إلى أخرى اصطناعية ملأى بالزينة، إضافة إلى كرنفال العيد الذي كان يجري في القرى أو في الكنائس الكبيرة وأهمها دير "مار جرجس" ويشارك فيه الجميع قبل صلاة العيد التي تقام في ليلة الرابع والعشرين من كانون الأول من كل عام، ولم يكن هنالك "بابا نويل" أو "سانتا كلوز" وغيره وإنما كان المصلون يخرجون من صلاة العيد ليزور بعضهم بعضاً ويقدموا الهدايا التي كانت عبارة عن أطباق محضرة في المنزل ومعظمها من الحلويات والنبيذ والفواكهة الشتوية».

مائدة الميلاد