لم تتعد جلستنا الودية مع العم "أبو أنطون" "ابراهيم مقصود" مختار بلدة "صدد" الساعة من الزمن تخللها أكثر من انقطاع والسبب أن الجميع يريد "عمي المختار".

لا يختلف دور المختار في القرى والبلدات عن دوره داخل المدن في الأحياء، من حيث التوقيع على الوثائق الرسمية والأمور الإدارية من شهادات وفاة وسندات إقامة والتعامل مع الجهات الرسمية، ولكن الاختلاف يكمن في علاقة المختار مع أبناء القرية ودوره الاجتماعي هذا ما تحدث عنه المختار "ابراهيم" فقال: «يقوم المختار في القرية بالتعريف بالناس، ولعب دور الوساطة فيما بينهم، بالنسبة لي أنا كنت مغترب خارج القرية، عملت في السعودية لأكثر من /25/ عاما وعدت عام /2004/ في البداية وجدت صعوبة حتى أعدت إلى ذاكراتي الأشخاص، ومع مرور الأيام أصبحت أعرف الجميع».

يُقال أن أهل كل حارة أتوا من مكان، الحارة الشرقية تتميز بشعبيتها وبيوتها القديمة، بينما الغربية هناك أبنية جديدة ورخاء مادي أفضل بقليل عن الشرقية، واهتمام بالعلم

المختار في القرية إضافة لكونه صلة الوصل بين الحكومة وأبناء القرية كما يقول "أبو أنطون"، هو الشخص الذي يتواجد في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية في القرية.

من أفراح القرية

يقول عن ذلك: «أنا أُدّعى إلى جميع الفعاليات، في الأعراس والاحتفالات، هذه ميزة عندنا في "صدد" أنه في الفرح والحزن الضيعة كلها تقف إلى جانب صاحب المناسبة وطبعا على المختار أن لا يغيب عن أي فعالية».

"صدد" القرية القديمة التي يبلغ عدد سكانها في فصل الشتاء حوالي /6/ آلاف، وفي الصيف يفوق /12/ ألف بسبب عودة المغتربين، كما في أغلب القرى هناك حارة شرقية وحارة غربية وهناك فروق بين عادات أهل الحارتيّن يقول عنها المختار: «يُقال أن أهل كل حارة أتوا من مكان، الحارة الشرقية تتميز بشعبيتها وبيوتها القديمة، بينما الغربية هناك أبنية جديدة ورخاء مادي أفضل بقليل عن الشرقية، واهتمام بالعلم».

العم "ابراهيم مقصود" أبو أنطون

ويقول المختار أن هذه الفروق باتت شبه معدومة في الوقت الحالي لأن نهضة القرية ومستوى التعليم أصبح سمة أساسية لأهل "صدد" بسبب غياب الزراعة والصناعة وأي جانب آخر يلهي الابن عن دراسته وتحصيله العلمي، لذلك اتجه الآباء إلى تعليم أبنائهم بشتى الوسائل حسب وصف المختار، إضافة لحب أهالي "صدد" للثقافة والموسيقا، وهو يرى أن مهرجان "صدد العراقة" بدورته الخامسة استطاع أن ينشط القرية ويعطي صورة جميلة عنها.

أخيرا تمنى المختار "أبو أنطون" المولود عام /1949/، أن يُسمح لأهالي القرية بالزراعة ولو على مستوى قليل حسب ما ترى الجهات المعنية.