من أكثر الناس شعبية في قريته، محبوب من الصغير والكبير، فمن خلال (44) سنة من تسلمه مهمة المخترة وترؤسه عدد من الجمعيات والنوادي الاجتماعية الخيرية قّدم لقريته الكثير، بكل محبة وإخلاص وتفان في العمل.

وبالرغم من أنه ترك التعليم في المدرسة الابتدائية من الصف الرابع الابتدائي، إلا أنه اجتهد بشكل شخصي واعتمد على التثقيف الذاتي تعلّم من مدرسة الحياة الكثير، حتى استطاع كسب ثقة ومحبة الناس من حوله.

أتمنى لهذه القرية أن تنعم بالسلام الدائم، وأن تسودها المحبة المتبادلة بين الناس بعيداً عن التعصب والعنف لأن الإنسان خلق للسلام ولعيش المحبة

إنه مختار قرية "زيدل" الحالي السيد "فاضل مطانس ضاحي"

المختار "فاضل ضاحي"

eHoms زاره في منزله بقرية "زيدل" ليحدثنا عن تجربته الشخصية، وأبرز المحطات التي عاشها خلال مسيرة حياته.

يقول السيد "ضاحي" بداية: «أنا من مواليد "زيدل" عام /1933/، بالاشتراك مع مجموعة من الأصدقاء أسسنا جمعية (قلب يسوع الأقدس) في القرية عام /1948/، وتم انتخابي رئيساً لها على مدى ثلاث، وهي جمعية خيرية أهلية دينية، النقطة الأبرز في الموضوع هي أن وجودي في هذه الجمعية أثر فيّ كثيراً، وكانت برأيي سبباً أساسياً في تكوين شخصيتي، لأنني عندما انتخبت لترؤسها كنت بالكاد أستطيع فك الحرف كما يقولون، فكيف سأترأس هذه الجمعية، وأتولى مهمة النصح والإرشاد للأعضاء؟.. مما دفعني للبدء بمطالعة شتى أنواع الكتب والروايات لتوسيع معارفي وزيادة ثقافتي».

السيد "ضاحي" أيام الشباب

وكما أخبرنا السيد "ضاحي" أن حبه كان كبيراً للمسرح، فخاض تجربة متميزة فيه، عنها يتحدث: «في مطلع مرحلة الشباب كان لدي شغف بالمسرح، فقد شاركت بالتمثيل في حوالي (40) عرض مسرحي، آخرها كان في مسرح سينما الأوبر بـ"حمص" عام /1952/ من خلال نادي (يقظة الريف الفني الثقافي) الذي أسسته مع مجموعة من شباب القرية، لكنه لم يستمر طويلاً، وكان من أبرز من درّب فيه "مظهر طليمات"، و"أحمد نورس السواح" من "حمص"».

وأضاف: «مثلنا الكثير من الروايات العالمية في عام /1952/، ومن المسرحيات التي مثلت فيها وأخذت دور البطولة مسرحية (سيف العدالة)، ومسرحية (شعلة من الصحراء) التي كتبت عنها العديد من الصحف والمجلات العربية آنذاك».

مع المهندس "غزال" محافظ "حمص"

وتابع السيد "ضاحي" الحديث عن تجربته الشخصية وأبرز المهام التي تقلدها قبل تسلمه مهمة مختار "زيدل" فقال: «بعد انتهائي من الخدمة الإلزامية ترأست لفترة جمعية "سيدة النجاة"، ثم "الجمعية الفلاحية في القرية". وكنت قد التحقت بصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عم /1949/ واشتغلت لصالحه حتى عام /1957/ عندها نلت شرف العضوية العاملة ومارست النشاط الحزبي قبل وخلال وبعد الثورة، وفي عام /1979/ انتخبت لأكون عضواً في المؤتمر القطري السابع، وخلالها حصل لي الشرف بأن ألتقي الرئيس الخالد "حافظ الأسد" أكثر من مرة».

وعن انتخابه كمختار لقرية "زيدل" تحدث السيد "ضاحي": «في عام /1965/صرت مختاراً لقرية "زيدل" وإلى اليوم الحالي، أحببت عملي وأخلصت له. عندما تسلمت المخترة لم يكن في "زيدل" لا شوارع معبدة ولا كهرباء ولا هاتف، كانت تنقصها الكثير من الخدمات، وبعد سنوات من العمل والجهد مع أهالي القرية أدخلت الكهرباء إلى "زيدل" عام /1972/ ثم الهاتف، والخدمات الأخرى تباعاً، إلى أن وصلت "زيدل" لما هي عليه اليوم، قرية نموذجية بشهادة الكثيرين من الناس».

وتابع يقول: «من أهم أسباب استمراري في العمل كمختار المرحومة زوجتي التي انتقلت منذ ثلاث سنوات إلى الأخدار السماوية. كانت دائماً معي تساندني وتشجعني خطوة بخطوة وتدفعني إلى الأمام». وعن خلاصة تجربته الشخصية يقول المختار "فاضل ضاحي": «لقد تعلمت من خلال تجربتي الشخصية أن الحياة بحد ذاتها مدرسة ننهل منها كل العلوم، وأن الإنسان المعطاء والصادق مع نفسه ومع الآخرين يستطيع أن ينال ما يريد حتى دون أن يدخل الجامعة أو المدرسة، ويستطيع أن يكوّن شخصية مرموقة في مجتمعه».

وتابع: «أنا عشت مثل حياة النساك، حياة بسيطة جداً التزمت بما ألقي علي من مهام تجاه أسرتي وقريتي وعائلتي، وكنت أدرك دائماً أن سمعتي من سمعة أهالي القرية، أعمال الإنسان هي زوادته للحية الآخرة، الإنسان عليه أن يتمم ما وجد لأجله أي أن يؤدي الرسالة التي ولد من أجلها».

وختم بالقول: «أتمنى لهذه القرية أن تنعم بالسلام الدائم، وأن تسودها المحبة المتبادلة بين الناس بعيداً عن التعصب والعنف لأن الإنسان خلق للسلام ولعيش المحبة».

الجدير ذكره أن السيد "فاضل ضاحي" بالإضافة لعمله كمختار، انتخب أيضاً كعضو لمجلس قرية "زيدل" لثلاث دورات، وهو حالياً عضو مجلس قرية. لديه أربعة أولاد وثلاث بنات (فيصل، وجهاد، وزياد، وعائدة، وجيهان، وعماد) ولديه حالياً عشرة أحفاد.