بنشاطها الشامل وعملها الدؤوب، استطاعت أن تشغل منصب أول رئيسة مدينة في سورية. المهندسة "لينا الرفاعي" رئيسة مجلس مدينة "حمص" السابقة، المشهود لها بذوقها الرفيع، وقدرتها على تجسيد أفكارها والتصاميم الفنية الرائعة في الكثير من المشاريع الهندسية التي نفذتها، وقد فازت بالعديد من الجوائز والمسابقات المعمارية والتخطيطية على مستوى المحافظة والقطر، وأبرزها مبنى دار المسنين في بلدة "تلبيسة" التابع لجمعية البر والخدمات الاجتماعية بـ"حمص"....

ومدينة سياحية في بلدة "عمار الحصن" لجمعية "الصداقة" (إحدى الجمعيات السياحية)، ومدينة سياحية أخرى على البحر، إضافة إلى دراستها للمرحلة الأولى وجزء من المرحلة الثانية لمدينة المعارض بـ"حمص" (قيد الإنشاء).

تم تشكيل هذه اللجنة بموجب أمر إداري صدر عن السيد "محمد إياد غزال" محافظ "حمص"، وضمت مجموعة من المهندسين المعماريين، يعملون بكل جد ونشاط، ويقدمون من خبراتهم الفنية المتواضعة ما يستطيعون تقديمه، وما يطلب منهم ليكونوا عوناً للسيد المحافظ في تطوير مشاريع المحافظة على اختلافها

عن كيفية وصولها إلى رئاسة مجلس مدينة "حمص"، وأهم المبادرات والإنجازات التي قامت بها خلال تسلمها المجلس، حدثتنا المهندسة "الرفاعي" خلال لقائنا معها في مكتبها فقالت: «تخرجت عام /1974/ من كلية الهندسة المعمارية في جامعة "دمشق"، وبعد عمل دؤوب في مجال الهندسة المعمارية، والعمل النقابي، والعمل الطوعي الاجتماعي، لمدة استمرت ثلاثين عاماً دون انقطاع، شاءت الظروف أن أحصل على ثاني أعلى الأصوات للقائمة المستقلة في انتخابات الإدارة المحلية لمجلس مدينة "حمص"، وبتنافس شديد وشريف بين المرشحين نجحت في انتخابات المكتب التنفيذي لمجلس المدينة.

خلال عملها في مجلس مدينة "حمص"

وبعد سنتين من العمل بكل جدية ونشاط في المكتب التنفيذي صدر المرسوم الجمهوري رقم /288/ تاريخ (10/7/2005) القاضي بتكليفي رئيساً لمجلس مدينة "حمص"، وكان ذلك لأول مرة في سورية أن تشغل امرأة هذا المنصب، وكنت حينها واحدة من ست سيدات يشغلن هذا المنصب في العالم، وفق دراسة قام بها أحد خبراء المفوضية الأوربية».

وتابعت قائلة: «لقد اندفعت بكل ما أملك من طاقة وخبرة لخدمة المدينة في جميع المجالات الإدارية والفنية والاستثمارية، وهنا لا بد أن أشير إلى أن إدارة وترؤس مجلس مدينة لمركز محافظة هو من أصعب المناصب في مفاصل الدولة، وبخاصة أنه يمكن تصنيف هذه المؤسسة من الكيانات المترهلة والتي بحاجة إلى التطوير والإصلاح. في معظم المجالات وفقاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية في تطوير الكادر وتأهيله باستمرار، وهذا ما كنت قد عملت عليه».

خلال مشاركتها في افتتاح معرض الصناعات اليدوية بجمعية البر

وعن أهم الأعمال التي قامت بها، والإجراءات التي اتخذتها في المجلس خلال فترة ترؤسها له قالت: «بالنسبة للإصلاح الإداري وتبسيط الإجراءات، ومكافحة الفساد، فقد قمت بالعديد من الإجراءات كان آخرها إنشاء صالة الجمهور، التي تعتبر الحجر الأساس للإصلاح الإداري وتبسيط الإجراءات، وهي بحاجة إلى تطوير مستمر للوصول إلى الأهداف المنشودة اعتماداً على المعلوماتية وتكنولوجية المعلومات.

كما باشرت خلال عملي بالمجلس بتطبيق مبدأ اللامركزية في الإدارة، فكان أن أوجدنا بلدية لحي "الوعر"، تخدم المنطقة، دون الحاجة لمراجعة مجلس المدينة في المركز، ووضعت خطة للتوسع في تطبيق هذا المبدأ على كافة الأحياء لتسهيل إجراءات المعاملات على المواطن من جهة والتخفيف على المركز من جهة ثانية. بالإضافة إلى العديد من الأعمال والإجراءات لزيادة استثمارات المدينة وتأمين موارد دائمة لها.

تكريمها من النادي السوري لترفيه المسنين.. آذار /2009/

أما بالنسبة لتطوير المخطط التنظيمي والاهتمام بجمالية المدينة، فقد تعاقدنا مع جهات دارسة لقديم دراسة تحليلية للمخطط التنظيمي للمدينة ومن ثم تقييمه ووضع الحلول المناسبة لتطويره كما وتم التعاقد على دراسة مناطق سكنية لتوسع المدينة شرقاً وغرباً وجنوباً، وتم استلام تنظيم مناطق المخالفات.

وعملت أيضاً على تنفيذ الكثير من الاستملاكات الضرورية لتنفيذ المخطط التنظيمي مثل منطقة حول القلعة، وغرب الجامعة وإعادة تأهيل بعض لشوارع الحيوية مثل "شارع الغوطة"، وإنشاء شارعي "نزار قباني" و"بدر الدين الحامد"».

وباعتبار المهندسة "لينا الرفاعي" مكلفة حالياً برئاسة لجنة المتميزين من المهندسين والمكاتب الهندسية في "حمص"، سألناها، ما هي هذه اللجنة وما طبيعة عملها؟

فأجابت: «تم تشكيل هذه اللجنة بموجب أمر إداري صدر عن السيد "محمد إياد غزال" محافظ "حمص"، وضمت مجموعة من المهندسين المعماريين، يعملون بكل جد ونشاط، ويقدمون من خبراتهم الفنية المتواضعة ما يستطيعون تقديمه، وما يطلب منهم ليكونوا عوناً للسيد المحافظ في تطوير مشاريع المحافظة على اختلافها».

وعن مساهمتها الفاعلة في العمل الطوعي والمشاريع الخيرية والإنسانية، تحدثت المهندسة "الرفاعي": «تطوعت في فرع "حمص" لمنظمة الهلال الأحمر عام /1982/ وأصبحت عضواً في مجلس إدارة الفرع عام /1986/، واستمريت في عضوية مجلس الإدارة حتى عام /2006/. مثلت فرع "حمص" في المنظمة الأم بـ"دمشق" وشاركت بعدة مؤتمرات داخل وخارج القطر، كما شغلت منصب رئيس اللجنة النسائية في الفرع لمدة تزيد عن عشر سنوات، فضلاً عن عملي الطوعي كخبير هندسي لجميع مشاريع فرع الهلال الأحمر الهندسية».

وعن أعمالها الحالية ومشاريعها المستقبلية ذكرت المهندسة "لينا الرفاعي": «لقد توجهت الدولة إلى إشراك القطاع الخاص والمستثمرين العرب والأجانب بدعم مشاريعها كمشاريع الإسكان والتنظيم العمراني، فصدر قرار السيد وزير الإدارة المحلية رقم (16) لعام /2007/ بالسماح بإنشاء الضواحي السكنية بشروط معينة، وصدر قانون التطوير العقاري بتشكيل هيئة تدرس المشاريع المقدمة في هذا المجال، وبناء عليه أدرس حالياً إمكانية إقامة ضاحية سكنية تؤمن السكن لشرائح مختلفة من المواطنين، فسأقوم بالدراسات لهذا المشروع، والمشاركة بالتمويل، ثم وضع الاستراتيجية للبناء».