طبّقت دراستها النّظرية التي تلقتها في قسم هندسة الطّاقة الكهربائية لكليّة الهمك، ومشت بطريقين متوازيين كان الجّامع بينهما جهدها الدّؤوب، فمن اعتلاء عواميد خطوط التّوتر وصيانتها في عدّة مناطق، إلى تصميم برامج إلكترونيّة تنظّم آلية العمل في شركة كهرباء "حمص".

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 9 آب 2020 تواصلت مع المهندسة "صفاء نوفل" العاملة في شركة كهرباء "حمص" وقالت: «تخرجتُ عام 2013 من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الطّاقة الكهربائية، وجاء تعييني في الشركة عام 2014، وبها بدأ مشواري العملي بتطبيق ما تلقيته أثناء الدّراسة، من خلال الفرز بدائرة التّوتر المنخفض ثمّ التّوتر المتوسط لأكون أوّل سيدة تُكلَّف كرئيس شعبة صيانة خطوط التّوتر المتوسط وكمشرفة على "قطينة"، "وادي الذّهب"، "آبل"، "المحطّة"، "شمسين"، و"البياضة"، وإلى جانب هذا كنتُ عضواً بدائرة التّنمية الإدارية من خلال المنظومة الإحصائية (منظومة مخصصّة لإضفاء جانب المعلوماتية على العمل الإداري) وبها صممتُ عدّة برامج وهي: المراسلات لترتيب آليتها مركزياً مع الوزارة وداخلياً بين مكاتب الشّركة، وبرنامج لإعداد كشوفات الشّبكة المخربة وأعمال إعادة الإعمار وهو الأهم لأنّ هناك مناطق عديدة في "حمص" بحاجة إلى تأهيل شبكة الكهرباء بشكل كامل، وحساب حمولات المحطات بشكل يقتصد الوقت والجهد، وتفيد جميعها في سرعة تنفيذ الإعمال وتنظيمها ضمن الشّركة وخارجها».

مهمة رئيس شعبة صيانة خطوط التوتر المتوسط مهمة صعبة وشاقة وخطورتها عالية جداً، فأي إصابة أثناء الصيانة تؤدي إلى تشوهات ولربما تكون قاتلة وفقدنا عمالاً كثر أثناء قيامهم بهذا العمل، ولم يحدث قبل أن تسلمها أنثى، ولكن المهندسة "صفاء" طالبت بها وعملت جاهدة لتحظى بهذه المهمة الصّعبة، دون خوف من عواقبها فهي تخرج مع عمّال الصّيانة وتعمل معهم وتشاركهم خطورة التصليح، وهي مثابرة جداً فصممت برامج بغاية الأهمية للشّركة

وختمت المهندسة "صفاء" حديثها: «صيانة خطوط التّوتر عمل دقيق ويحمل المخاطر ويحتاج إلى تركيز وصفاء ذهن عالٍ، لذا أفرغُ قليلاً من التوتر بالرّسم الخجول وكتابة الخواطر، ومن الجّميل أن تملأ وقتك بكوكبة من الأشياء الهامّة والتي تجعلك ترتقي بين النّاس، ولا أؤمن بأنّ للمرأة حدود في العمل، فهي استطاعت أن تثبت نفسها تاريخيّاً بالقتال والمعارك، والقتال من أصعب الأمور التي يمكن القيام بها، فبالتّالي تستطيع خوض غمار كلّ ميادين العمل، وحظيتُ بتشجيعٍ كبير من المجتمع المدني والمسؤولين عنّي، فكنتُ أخرج مع عمّال الصّيانة دوماً ونعمل معاً حتى في اعتلاء عامود كهرباء وتصليح أعطال ما دمّره الإرهاب، ولم أفكر يوماً أنّها أعمال حكراَ على الرّجل بما يملك من قوّة بدنية، بل وبسبب سوق الشّباب لصفوف الجّيش والاحتياط كان لزاماً على المرأة السّورية أن تتحرر من كل الأعراف وتعمل وتنطلق من موقعها، وأفخر وأنتمي إلى كلّ نموذج من هؤلاء».

أثناء الكشف عن الأعطال

فيما قال المهندس "وسيم لبّاد" رئيس دائرة خطوط التّوتر المتوسط: «مهمة رئيس شعبة صيانة خطوط التوتر المتوسط مهمة صعبة وشاقة وخطورتها عالية جداً، فأي إصابة أثناء الصيانة تؤدي إلى تشوهات ولربما تكون قاتلة وفقدنا عمالاً كثر أثناء قيامهم بهذا العمل، ولم يحدث قبل أن تسلمها أنثى، ولكن المهندسة "صفاء" طالبت بها وعملت جاهدة لتحظى بهذه المهمة الصّعبة، دون خوف من عواقبها فهي تخرج مع عمّال الصّيانة وتعمل معهم وتشاركهم خطورة التصليح، وهي مثابرة جداً فصممت برامج بغاية الأهمية للشّركة».

وبيّن "عدنان حميدي" رئيس ورشة صيانة خطوط التّوتر المتوسط في الشركة: «شغل الصّيانة يحمل طبيعة قاسية جداً، ففي الشّتاء تحدث انزلاقات من الأرض الموحلة عدا عن البرد الشّديد والضّباب الحاجب للرؤية من أعلى أعمدة الكهرباء، وفي الصّيف الحرّ الشّديد، وتتسم خطوط التوتر المتوسط أنها تكون بمناطق شبه غير مأهولة بالسّكان ما يعرضنا لخطر الأفاعي والعقارب والكلاب الضّارية، بالإضافة إلى اضطرارنا غالباً للمشي لمسافات تصل إلى ثلاثة كيلومترات، للتأكد من سلامة مسار الخطّ الكهربائي، وكلّ ما سبق شاركتنا به المهندسة "صفاء" دون خوف ولم يحدث أن تغيبت بسبب ظروف العمل، بل تكون المندفعة الأولى وتتابع جميع أعمال الصّيانة بشغف لتعلم كلّ شيء وإتمام المهام على أكمل وجه».

الجدير بالذكر أنّ المهندسة "صفاء نوفل" من مواليد "حمص" عام 1987.