تربية البط مهنة قديمة في منطقة "وادي النضارة"، نظراً للاستفادة من لحمه وبيضه برياً كان أم داجناً، وهذه المهنة حافظ عليها عدد من الأهالي لأهداف مختلفة كما أنها تستلزم شروطاً في التربية لتحقق الغاية المرجوة منها.

مدونة وطن "eSyria" زارت وادي النضارة بتاريخ 8/9/2013 للتعرف أكثر على تربية البط التي تحتاج كما يوضح أحد مربيها الشاب "سعد الشامي" إلى: «حظائر خاصة تستوجب وجود برك مياه صغيرة لكون "البط" طائر مائي يحتاج للسباحة والشرب من مستوعبات ماء ذات عمق معين».

حظائر خاصة تستوجب وجود برك مياه صغيرة لكون "البط" طائر مائي يحتاج للسباحة والشرب من مستوعبات ماء ذات عمق معين

يعتبر "البط" من الطيور الكثيفة التكاثر حيث يتضاعف عدده شهرياً بشكل كبير لذا فإنه يحتاج كما يقول الطبيب البيطري "أدوارعبد الله": «من الناحية العلمية لا يوجد للبط عروق أصيلة وإنما أنواع هجينة مختلفة في أغلب المدن والقرى وعلى الأخص القريبة من مجال السيول أو أقنية الري. لذا فهو يحتاج بيئة معتدلة ويفضل أن يقسم مسكنه إلى ثلاثة أقسام الأول للفراخ والثاني للإناث والثالث للذكور وتبيض الأنثى حوالي مئتين وخمسين بيضة في السنة تبدؤها من شهر كانون الثاني حتى حزيران».

الشاب سعد الشامي

يتميز طائر "البط"، حسبما يقول "سعد الشامي" «بسرعته الكبيرة في النمو وحاجته إلى كميات كبيرة من العلف والماء وخاصة الأعشاب والنباتات الخضراء على الرغم من أنه يستطيع تناول اللحوم وكل أنواع الطعام وحتى بقايا الأكل المنزلي، كما يتميز بقدرته على إنتاج أعداد كبيرة من البيض ومن ثم توفير طيور لاستثمار لحومها».

ميزات أخرى يتفرد بها "البط" عن باقي أنواع الدواجن، يوضحها "سعد" بالقول: «طير مقاوم للأمراض، لا ينفق بسهولة، يستطيع التأقلم في بيئة وجوده بشرط أن تكون ذات مناخ معتدل ومسطحات مائية، كما يمكن الاستفادة من بقايا البط التي تسمى "الزرق" في تغذية الأسماك، طبعاً هذا ما يفسر تواجد بعض من طيور "البط" في مزارع تربية الأسماك».

السيد لويس ابراهيم

كما يحتوي "البط" على مواد مفيدة يوضحها الطبيب البيطري "أدوار عبد الله": «تستخدم بقايا طائر "البط" كالريش في صنع الوسائد إضافة لاستخدام عبوات من دهن "البط" الغني بالبروتين فالبعض يستخدمه في فصل الشتاء تحديداً للحصول على مزيد من الطاقة للجسم».

تترافق هذه الميزات بصعوبات عديدة تدفع بعض مربي "البط" إلى تخفيف وتقليص أعدادها يقول "الشامي": «الأعداد الكبيرة التي يتكاثر بها "البط" تتحول إلى مشكلة نتيجة احتياجه لكميات أكبر من العلف ومساحات أوسع وحتى مسطحات مائية أكبر لضرورة السباحة، الأهم من ذلك الضوضاء الكبيرة التي تحدثها طيور "البط" نتيجة صوتها العالي الذي يدفع المالك للبحث عن مكان بعيد عن البيوت لتلافي الإزعاج، أما الصعوبة الأخرى فتتمثل في كون "البط" طائر لا يعرف الشبع لذلك على المربي تحديد وجبات ثابتة له خلال اليوم.

لحم البط.

ويمكن بيعه بأسعار معقولة وجيدة للبيوت أو المطاعم».

يوجد العديد من مفضلي لحم "البط" وبيضه ومنهم السيد "لويس إبراهيم" الذي اعتاد على شرائه وتحضيره ويقول: «للبط لحم لذيذ ذو طعم مميز فهو دسم وقاس نوعاً ما، وقد اعتدت منذ كنت صغيراً على تناوله خاصة في رحلات الصيد مع الأصدقاء، كان بطاً برياً، أما الآن فأقوم بشرائه بين الفترة والأخرى، يحتاج لحمه لطريقة معينة في التحضير تعتمد على الطهو مدة طويلة حتى يذوب الدهن السميك الموجود عليه حيث يتم نقعه بمزيج الماء والخل والملح ومن ثم يشوى على النار بعد صنع شقوق في جلده الغني بالدهن».