تشتهر منطقة "وادي النضارة" بالمسطحات المائية المتمثلة بالأنهر الصغيرة والكبيرة حيث لعب ذلك دوراً كبيراً في انتشار هواية صيد الأسماك التي تحولت إلى مهنة وباب رزق للكثيرين وخاصة بعد بناء سد "المزينة" واختزانه لكميات كبيرة من المياه والأسماك.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "اسحق حاماتي" الذي يتخذ من صيد السمك هواية له يمارسها في أوقات فراغه ويقول: «بدأت صيد السمك مع بناء سد "المزينة" وذلك في أوقات فراغي سواء بعد عملي في فترة الظهيرة أو في يوم العطلة حيث يجتمع صائدو الأسماك منذ الصباح الباكر أي مع بزوغ الفجر عندما يكون السمك في الطبقات العليا من الماء، والممتع في هذه الهواية هو وجود الأصدقاء وقضاؤهم وقتاً طويلاً في انتظار السمك يفسح المجال لجلسات من السمر والتسلية وإعداد الطعام البسيط المكون من مجموع ما أحضره كل شخص وفي كثير من الأحيان نقوم بحفلات الشواء على النار التي نشعلها بالقرب منا لتقينا من لسعات البرد وتنتهي لمة الصيد بغلة بسيطة أو كثيرة».

في البداية لم أكن أعرف أي شيء عن صيد السمك ولم أكن مهتماً به أصلاً إلى أن ذهبت في إحدى المرات مع صديق لي يصيد السمك وقمت بتجربة رمي الصنارة التي يمتلكها صديقي الذي جهزها لي وفوجئت بأنها من الرمية الأولى حظيت بسمكة ذات وزن كبير، وكنت الوحيد من بين المجموعة الذي حظي بسمكة كبيرة، وذلك بمحض المصادفة وتلك اللحظة كانت بداية تعلقي بهذه الهواية حيث قمت بنفس اليوم بشراء ثلاث صنارات صيد وكامل مستلزمات صيد السمك

تقتصر غلة السمك التي يحضرها السيد "اسحق" على توفير طبق من السمك لعائلته أما السيد "نبيه غزالي" فأهمية السمك بالنسبة له عادة يومية وتقليد لا يمكنه الابتعاد عنه ويقول: «في البداية لم أكن أعرف أي شيء عن صيد السمك ولم أكن مهتماً به أصلاً إلى أن ذهبت في إحدى المرات مع صديق لي يصيد السمك وقمت بتجربة رمي الصنارة التي يمتلكها صديقي الذي جهزها لي وفوجئت بأنها من الرمية الأولى حظيت بسمكة ذات وزن كبير، وكنت الوحيد من بين المجموعة الذي حظي بسمكة كبيرة، وذلك بمحض المصادفة وتلك اللحظة كانت بداية تعلقي بهذه الهواية حيث قمت بنفس اليوم بشراء ثلاث صنارات صيد وكامل مستلزمات صيد السمك».

السيد نبيه غزالة.

ازدياد الثروة السمكية في السد لعب دوراً في ازدياد عدد الصيادين من مختلف قرى الوادي وحتى القرى البعيدة عنه وهذا دفع السيد "نبيه غزالي" إلى افتتاح متجر خاص ببيع أدوات صيد السمك ويزيد: «أصبح صيد السمك هوايتي المفضلة وأمارسه بشكل شبه يومي وأصبح لي اطلاع على كل ما يتعلق بهذه المهنة ومن ثم خطر لي افتتاح متجر لبيع أدوات الصيد مع توافد عدد من الصيادين وازدياد الحاجة لهذه الأدوات ومن ثم بدأت أبحث عن الطرق المثلى للصيد وأفضل أنواع الطعوم والخيوط وكل ما يلزم، خاصة أن الأسماك الموجودة في السد هي أسماك أنهار وبحيرات وتعتمد على الصيد بالصنارة وعلى استخدام نوع من الطعوم يصنعه الصيادون في المنطقة عن طريق مزجهم لقطع من العجين أو الخبز مع مادة دهنية معينة، لضمان التقاط السمكة للطعم، إضافة لأهمية اختيار الوقت والمكان الأفضل لاصطياد كميات الأسماك».

أما السيد "شادي عبدالله" فهو أحد صائدي السمك وبائعيه ويعتمد على صيد السمك كأحد موارد الرزق بالنسبة له ويقول: «يؤمن السد كمية لا بأس بها من الأسماك النهرية أكثرها انتشاراً (الظاظاني، الناصري، النهري الملون) وهي صالحة للأكل وتباع بكثرة في المنطقة ولهذا فإنها مهنة جيدة لمن يتقن صيد السمك وأعتمد عليها كمصدر رزق جيد على الرغم من صعوبات عديدة تواجهني كصياد سمك كما باقي الصيادين، فالصيد في السد صعب نوعاً ما نتيجة وجود الأشجار في الحوض المائي للسد وهذا يجعل خيوط الصنارة تنقطع باستمرار وبالتالي طول المدة اللازمة لانتظار الغلة، إضافة لغلاء أسعار الأدوات الخاصة بصيد السمك مقارنة بأسعار الأسماك ولا سيما أننا في بيئة ريفية لا نستطيع فيها أن نرفع الأسعار وإلا بقيت الغلة لديك ولن يتمكن أحد من شرائها لذلك نحاول إبقاء الأسعار معقولة رغم الغلاء».

صنارات الصيد.

يحاول السيد "شادي" تصريف أسماكه في ذات اليوم الذي يصطادها فيه خاصة في فصل الصيف.

الجدير بالذكر أن الأسماك في سد "المزينة" وجدت نتيجة احتواء حوض السد قبل بنائه على مسمكة قديمة إضافة لوضع بيوض السمك فيه كل عام من قبل الأشخاص الذين يمتلكون الحق في ذلك.