يعتبر طائر"الحبش" أو "الديك الرومي" من أفخر أنواع الطيور في العالم فهو إلى جانب لحمه اللذيذ، مصدراً للريش أيضاً، وهو على تأقلمه مع معظم البيئات وإمكانية تربيته فيها، إلا أن استثماره مازال مقتصراً على بعض المناطق وبعض المهتمين، وفي منطقة "وادي النضارة" بدأ الاهتمام بتربية هذا النوع من الطيور في عدة مزارع خاصة ومصغرة نوعاً ما.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "عيسى مريش" أحد مالكي طيور "الحبش" بتاريخ 5/6/2013 وأجرت معه حديثاً عن اهتمامه بهذا النوع من الطيور ويقول: «عنيت حديثاً باقتناء مجموعة مؤلفة من أحد عشر طيراً من طيور "الحبش" وقمت بشرائها كفراخ صغيرة كبرت مع الوقت والجيد في هذا النوع من الطيور أنه كثير البيض ويرغب به الكثيرون للذة لحمه ولا سيما أن وزنه قد يصل إلى اثني عشر كيلوغراماً وهو مناسب جداً لموائد الأعياد والأعراس وبالأخص فترة الميلاد ورأس السنة وهي أكثر فترة يطلب فيها سواء بريشه أو بعد نزع الريش الذي له فوائد أخرى أيضاً».

يتميز "الديك الرومي" بريشه القاسي والطويل الذي لا يمكن نزعه عن كطريق آلة نزع الريش الخاصة بالدجاج لكونه قاسياً قوياً ولعدم وجود آلة خاصة بذلك في المنطقة، فيقوم مالكو وباعة "الحبش" بنزعه يدوياً بعد نقعه لمدة تزيد على أربع وعشرين ساعة في ماء وخل أو بالماء الساخن ثم تجمع كمية الريش وتباع ليصنع منها عدة أشياء مفيدة مثل مراوح الشواء اليدوية

يجمع الريش بعد نزعه يدوياً لبيعه للراغبين أيضاً وعن ذلك يضيف:« يتميز "الديك الرومي" بريشه القاسي والطويل الذي لا يمكن نزعه عن كطريق آلة نزع الريش الخاصة بالدجاج لكونه قاسياً قوياً ولعدم وجود آلة خاصة بذلك في المنطقة، فيقوم مالكو وباعة "الحبش" بنزعه يدوياً بعد نقعه لمدة تزيد على أربع وعشرين ساعة في ماء وخل أو بالماء الساخن ثم تجمع كمية الريش وتباع ليصنع منها عدة أشياء مفيدة مثل مراوح الشواء اليدوية».

السيد عيسى مريش

تستلزم تربية "الديك الرومي" عدة خطوات دقيقة تختلف كلياً عن باقي أنواع الطيور وذلك لضمان أكبر قدر من الإنتاج وعن ذلك يتابع: «يفضل الزبون انتقاء الطير ذي الصدر العريض والعميق لوجود كمية أكبر من اللحم فيه وننصحه عادة بانتقاء الطير الحديث أي الذي لم يتجاوز عامه الأول، أما بالنسبة لمن يربي الطيور فنحاول انتقاء الطيور الأكثر إنتاجاً للبيض وذلك حسب النوع ويربى في حظائر تشبه حظائر الدجاج العادي إلا أنها أكبر حجماً ومسدودة من جهات ثلاث ومفتوحة من الرابعة على مكان فسيح كمرعى خاص والأغلب يكون في فناء المنزل، ونطعمها الحبوب وفتات الخبز أو ما يتبقى من طعام المنزل وتضم مجموعتي ديكاً رومياً واحداً وعشر إناث».

ولمعرفة المزيد عن تربية "الديك الرومي" وسبل العناية به يتحدث الطبيب البيطري "ادوار عبد الله": «من الناحية الاقتصادية يعتبر "الحبش" مصدراً هاماً للبروتين، ومنافساً للحوم والدجاج، أما من الناحية العملية فإن تربيته جديدة نوعاً ما على مجتمعنا، فهو مشهور في دول أوروبا وأميركا وله عدة عروق أشهرها (الهولندي الأبيض، البلتشفيك الأبيض، البوريون الأحمر، الأمباير الأبيض)، والأكثر انتشاراً في العالم هو البوريون، ويجب الانتباه عند اختيار النوع لخاصية الحجم وشكل الجسم وسرعة النمو ولدى طهوه يجب الانتباه أيضاً لصفات اللحم كالطعم والطراوة، إضافة لخاصية مهمة جداً وهي الإنتاج العالي للبيض إلا أنه يرقد على البيض الخاص به بنسبة مئة بالمئة وأنثى "الحبش" تضع بيضها في عامها الأول بنسبة أكبر ومن ثم تقل الإنتاجية وذلك بعكس حجم البيضة الذي يزداد مع كبر سن الدجاجة».

الدكتور ادوار عبدالله

تبلغ مدة التفقيس لدى "الديك الرومي" حوالي ثمانية وعشرين يوماً ويجب الاعتناء بدرجة الحرارة والإضاءة وتقليب البيض أثناء الرقاد ويتابع: «تختلف مدة حضانة الفراخ بعد فقسها حسب الظروف الطبيعية وفي بلادنا تستمر ما بين ثلاثة إلى ستة أسابيع، ويبلغ وزن الذكر البالغ ضعفي الأنثى، وتمتلك بعض الأنواع جلداً يتدلى من الرأس ويمتد أسفل العنق يتمدد عند هيجانه ويمكن أن يتغير لونه، وتستطيع أكل الحبوب وأي شيء أخضر، إضافة إلى أنها سريعة لا يمكنها الطيران ويجب إبقائها ضمن سياج لأنها قد تكون عدوانية، أما إذا وجد في البراري فيعتقد أنه يتسلق بعض الأشجار الصغيرة وينام بين أغصانها ليحمي نفسه».

يتمتع ذكر "الديك الرومي" بصوت لطيف ومميز بعكس إناثه، ولكن هذا الصوت ليس له أهمية عند محبي لحمه.

الجدير بالذكر أن أصل "الديك الرومي" من "الأمريكيتين" ويعيش ضمن الغابات وكان أول من دجّنه ورباه من أجل الغذاء هم "المكسيكيون" قبل أربعة آلاف سنة.