التزم الفنان "فرحان الصباغ" بالعود الشرقي خصوصاً كدليل على انتمائه، فكان واحداً من الذين استطاعوا العزف منفرداً على العود والإيقاع العربي فقط.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 كانون الثاني 2016، السيد "سعيد شمدين" الذي عرف الفنان "فرحان الصباغ" من خلال ذكريات الحارة وتفاصيلها ليحدثنا عنه: «ولد "فرحان الصباغ" عام 1948 في "حمص"، كنت من أبناء جيله، وكنا نسمع موسيقاه ونتحدث عن إنجازاته بيننا في "سورية" وخارجها، إلى أن استقر في أوروبا، حيث اشتهر بقدرته على العزف على آلات إيقاعية عديدة، وتتلمذ إيقاعياً على يد جده الصوفي الذي كان يدير حلقات الذكر، وفي عزف "العود" على يد والده، كما درس في معهد "الخيام" للموسيقا العربية في "حمص" حتى 1966، ثم في معهد "الفنون المسرحية والموسيقا العربية والأوروبية"، وبعده في معهد الموسيقا العربية في "القاهرة" ليغادر إلى أوروبا في 1973 "اليونان" وسجل أول أسطوانة له عام 1981».

مع أنني أصغر منه سنّاً إلا أن كبار الحارة الذين يجتمعون عندي يتحدثون عن فنه الذي أضاف مفهوم الموسيقا الراقية إلى أبناء الحي على مدى السنوات الماضية، وهو ما يتميز به حيّنا من وجوه فنية وموسيقية وأدبية استطاعت نشر الفكر والذوق الفني خصوصاً للجيل الشاب، ومما يذكره كبار السن عنه أنّه كان يقيم سهرات موسيقية لرجال الحارة كل أسبوع تقريباً ويسمع صوت العزف في أنحاء الحارة، حيث يستطيع سماعه أناس كثيرون في محيط جلستهم، وهو ما أضاف سمعة فنية وموسيقية إلى حيّنا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي

ويضيف: «عمل مع المؤسسة العالمية لموسيقا الحضارات التابعة لليونسكو في "برلين"، وقام بجولات موسيقية عديدة في ألمانيا وخارجها في الولايات المتحدة والهند، كما شارك عازفاً في أمسيات شعرية لعدة شعراء منهم: "أدونيس، محمود درويش، ومهدي الجواهري"، وفي 1996 كُرّم في "باكستان" بعد قيادته لفرقة موسيقية من سبع دول لأوبرا مهرجان عالمي اشتركت فيه 42 دولة، وأصدر عدة أسطوانات منفردة في "ألمانيا واليونان وفرنسا" وأخرى مشتركة مع عازفة صينية في "كندا"، كما دعي للاشتراك في مهرجانات خارج "ألمانيا"، إضافة إلى تسجيلات للإذاعة والتلفزة، وعام 1985 حصل على جائزة الارتجال "التقاسيم المنفردة" في مهرجان منظم من "اليونسكو" في "بولونيا" بعنوان: "الارتجالات في الموسيقا"، إضافة إلى الاشتراك في عدة مشاريع مع فرق وعازفين معروفين عالمياً وفي المسارح».

سعيد شمدين

السيد "ماهر السقا" من سكان أحياء "حمص" القديمة، يتحدث عن معرفته بشهرة الفنان "فرحان" بحديثه: «من خلال قراءتي والتعمق عما كنت أسمعه عن هذا الفنان؛ خصوصاً أن التوثيق لم يكن موجوداً بخط مكتوب إنما بشكل عرفي، لذلك من خلال المواقع العالمية والموثوقة يذكر أنه صدرت له أسطوانة في "اليونان" وثانية في "ألمانيا" وثالثة في "فرنسا"، كما عزف منفرداً في أمسيات بباريس، ثم ثلاثة إصدارات مع فرق عالمية مع أفضل عازفة على العود الصيني أنتجت في "كندا"، وآخر أعماله كلها من ألحانه بعنوان: "رحلة مع الروح" سجلت في "كندا" مع عدة تسجيلات للإذاعة والتلفزيون هناك، كما يعد من القلائل في العالم العربي وخارجه الذين يتمكنون منفردين من تقديم حفلة على "العود" والإيقاع العربي فقط، وقد تم ذلك في كل قارات العالم عدا "أستراليا" مع نجاحات مشرفة ليس في الوطن العربي فقط، بل في الخارج بوجه خاص، فرسالته نشر وتعميم آلة العود والإيقاع إضافة إلى التعريف على أرقى ما في حضارتنا الفنية من مضامين جديرة بأن تكون لها صدارة مشرفة في العالم أجمع، وهو للأسف ما لم نلقَ صداه في الوسائل المحلية حينها، فهو يعد قامة فنية حقيقية توضع إلى جانب عظماء الموسيقا في العالم».

"محمد إبراهيم" مختار حي "الخضر" الذي عاش فيه "الصباغ" مدة من الزمن قبل هجرته إلى "ألمانيا"، تحدث عنه قائلاً: «مع أنني أصغر منه سنّاً إلا أن كبار الحارة الذين يجتمعون عندي يتحدثون عن فنه الذي أضاف مفهوم الموسيقا الراقية إلى أبناء الحي على مدى السنوات الماضية، وهو ما يتميز به حيّنا من وجوه فنية وموسيقية وأدبية استطاعت نشر الفكر والذوق الفني خصوصاً للجيل الشاب، ومما يذكره كبار السن عنه أنّه كان يقيم سهرات موسيقية لرجال الحارة كل أسبوع تقريباً ويسمع صوت العزف في أنحاء الحارة، حيث يستطيع سماعه أناس كثيرون في محيط جلستهم، وهو ما أضاف سمعة فنية وموسيقية إلى حيّنا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي».

ماهر السقا
في المتحف الإسلامي "برلين" بحضور رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية رومان هرتسوك