"نتكلم بأجسادنا فاسمعونا بأعينكم" هو شعار فرقة "داليدا شو"، «الفرقة الاحترافية الأولى للرقص القائمة على أساس أكاديمي متخصص في مدينة "حمص"».على حد قول مدير الفرقة "باسل الحافظ".

تأسست الفرقة عام /2008/ من قبل الخبيرة البيلاروسية "داليدا" وزوجها السيد "باسل" الذي التقاه eHoms بتاريخ 18/ 1/ 2010 فتحدّث بداية عن نشأة الفرقة بالقول:

"حمص" قادرة على إخراج فرقة محترفة ذات مواصفات عالمية واحترافية، براقصين حماصنة يستطيعون تمثيلها على مستوى سورية في الوقت الحاضر وعلى مستوى العالم في المستقبل

«إلى جانب كونها مؤسسة فنية ثقافية خاصّة لها أهدافها ومنهجها الخاص، تتميز فرقتنا باعتمادها تدريب الرقص على أساس علمي ومتخصص، وقامت الفرقة في "حمص" بدعم كامل من السيد المحافظ "محمد إياد غزال" الذي قدّم لنا كافة التسهيلات لانطلاق الفرقة واستمرارها من دعم معنوي، وتأمين القاعات الكبيرة الموجودة في مدينة "حمص" للتدريب مثل صالة "سامي الدروبي" ومسرح "الزهراوي" إضافةً للصالة الرياضية لتكون تحت تصرّف الفرقة للقيام بالتدريبات اللازمة».

مدربة الرقص البيلاروسية "داليدا"

ضمت فرقة "داليدا" في بدايتها راقصاً واحداً وراقصة واحدة فقط، ومن ثمّ اتسعت الفرقة بعد توجيه مجلس المحافظة كتاباً لمديرية التربية اعتبر الفرقة–داليدا شو- فرقة المحافظة، لتقوم مديرية التربية بتوزيع بروشورات على المدارس لإعلام من يرغب بالانضمام للفرقة، إضافة ً إلى أنّ الكثيرين ممن رأوا عروض الفرقة أحبوا الاشتراك فيها، وأصبحت تضمّ حوالي العشرين راقصاً وراقصة، ويضيف السيد "باسل": «أول مشاركة لنا كانت في مهرجان "تدمر" براقص واحد هو "محمد صطوف" وراقصة الباليه "كنانة الشيخ عثمان"، وتم تقديم العرض بعد عشرين يوماً من التدريب فقط، ومن ثمّ قدمنا عرضاً آخر في مهرجان "القلعة والوادي"بعد اتساع الفرقة، وذلك في مدرج جامعة "الحواش"، حيث جمع العرض صوراً مختلفة لرقصات من ثقافات العالم مثل "زوربا"، و"الفراعنة"، ورقصات من "اليونان"، ومن "التراث الأوكراني"، إضافة إلى رقص الباليه والرقص المعاصر، كان الهدف منه أن ندع الجمهور يرانا من خلال عرض متنوع أساسه الرقص التعبيري، وحالياً نعمل على التحضير لمهرجان "القلعة والوادي" المقبل في عرض بعنوان "روميو وجولييت"».

على الرغم من مشاركات الفرقة السابقة الذكر إلا أنّه لم تتح لها الفرصة لتقدم عرضاً على مسارح داخل المدينة وعن ذلك يكمل السيد "باسل":

"محمد صطوف" و"كنانة الشيخ عثمان"

«نحاول دائماً أن نقدّم عرضاً متكاملاً له نوعية معينة تختلف عما يقدّم في المهرجانات المقامة في "حمص"، لكن وللأسف مدينة "حمص" لا تحتوي على أية صالة مجهزة كمسرح خاص بالرقص التعبيري أو برقص الباليه أو أي نوع من أنواع الرقص».

يحاول الكادر الأساسي في فرقة "داليدا" المحافظة على سوية مرتفعة وعمل مهني سواء أكان في اختيار الراقصين المبتدئين أو في نوعية العروض، وهذا ضمن منهج تقرره السيدة "داليدا" مدربة الرقص والمسؤولة عن تصميم العروض، وهي خريجة "المعهد العالي البيلاروسي" باختصاص "تصميم وتدريب لوحات باليه"، وهي حائزة على جائزة راقصة الباليه الأولى على مستوى دول "الاتحاد السوفيتي" السابق سنة /2005/، وعلى شهادة في ذات المجال، وهي الآن خبيرة في المعهد العالي للباليه في "دمشق" وتقول: «أنا في سورية من عام

إحدى اللوحات الراقصة لفرقة "داليدا"

/2007/، وجدت أن الشعب السوري بطبيعته يحبّ الفنون ومن ضمنها الرقص، فلم أجد صعوبة في إنشاء مدرسة للرقص، وإنما في تحويلها إلى أكاديمية، وفي "حمص" مكان إقامتي لا يوجد أية مراكز مختصة بالباليه، ولكن الأمر المحفز هو اندفاع الشباب للرقص، وأنّهم بحاجة ماسة إلى فرقة أكاديمية تقدّم الرقص بهذه الطريقة، خاصة في الوقت الحالي، حيث أنّ اهتمام سورية بالثقافات الأخرى أصبح واسعاً، وبالتالي هي فرصة لنا كي نري الطرق الصحيحة لرقص الباليه، وللمسرح الراقص، فضلاً عن حماية هذه الفنون من المتطفلين عليها».

أمّا بخصوص اختيار اللوحات الراقصة والعروض تقول "داليدا": «نحاول تقديم العروض المناسبة لسياسة الفرقة، وأنا شخصياً أصمم اللوحات وأوزعها، وهذا من صلب دراستي وعملي الذي أقوم به، إضافة إلى أهمية اختيار اللوحة حسب نوعية الجمهور الذي سيحضر، وحسب المكان والزمان المخصصين للعرض».

ترجع مهمة الإخراج في الفرقة للسيد "باسل"، وهي إحدى المهام الموزعة على طاقم الفرقة، والتي من ضمنها أيضاً اللياقة التي يتولاها المدرب "محمد صطوف" وهو كما سبق وذكرنا الراقص الأول في الفرقة، يتحدث عن هذا الجانب بالقول:

«مسؤوليتي تكمن في رؤية المنتسبين حديثاً ومعرفة مدى لياقتهم المبدئية وملائمة أجسادهم للرقص، وذلك ضمن فترة اختبار تُعتمد أثناء البروفات اليومية، وما فيها من تمارين إحماء وخفة وقوة للعضلات، يجب العمل عليها أثناء الرقص، وعند اختيار الراقصين الجدد نحاول الحفاظ على سوية مرتفعة للراغبين بالانتساب من خلال الإجابة على أسئلة تتضمنها استمارة طلب الانتساب تحاكي العقل والنفسية إلى جانب الجسد، فهناك الكثير ممن ينتسبون لمجرد حب الظهور والشهرة، هذا نبتعد عنه ولا نريده، كما أن أغلب المنتسبين هم طلبة جامعيين أو طلبة مدارس، لذلك نحاول قدر الإمكان التوفيق بين الدراسة والتدريب».

يفضّل "صطوف" الرقص الحديث، على الرقص الكلاسيكي الذي يحمل مغزى معين، وعلى الرغم من كونه مازال طالباً جامعياً فإنه يعتبر الرقص شيئاً أساسياً بالنسبة له لاسيما ضمن فرقة "داليدا".

وإلى جانب مدرب اللياقة هنالك مدرس للموسيقا يشرف على دروس "الصولفيج" لضمان ملائمة الرقصات مع الإيقاع، وهناك مصممة أزياء خاصّة، وأيضاً مسؤول الكادر والأداء المسرحي السيد "إيهاب باكير" الذي تحدث عن تجربته في الفرقة قائلاً: «مهمتي هي إضفاء اللمسة الأخيرة للعرض، كي لا يكون الراقصون كالرجال الآليين، وإنما نعمل معهم على إظهار الإحساس بالرقصة، وما الذي تعنيه بالنسبة للراقصين، والشعور الذي يجب أن يصل للمتفرج من خلال حركة العينين واليدين، أي الحالة النفسية السائدة، وهو في النهاية عمل متكامل، فالمسرح هو أب الفنون ونحن نؤدي على خشبة المسرح وكل مرتبط ببعضه».

أمّا "كنانة الشيخ عثمان" مسؤولة العلاقات العامة وراقصة الباليه الأولى في الفرقة فتقول: «حلمت دائماً بأن أكون راقصة الباليه التي تطير على المسرح، وكان لدي شك في تحقيق هذا الحلم إلى أن انتسبت لفرقة "داليدا"، وأحسست أنني قد بدأت أخطو أولى الخطوات للاحتراف، ولم أجد صعوبة أبداً في كون مجتمع "حمص" مازال محافظاً بعض الشيء، فأنا أنسى كل ما حولي عندما أبدأ بالرقص، إضافة إلى عملي بالفرقة كمسؤولة عن الاطلاع المسبق على أماكن العرض والتجهيزات والعقود التي يتم من خلالها اشتراك الفرقة في المهرجانات والحفلات».

تتحاشى "داليدا شو" الأضواء المبهرة، والأزياء الملفتة، وتحرص على التقيد بالأساسيات الصحيحة للرقص الراقي، سواء على خشبة المسرح أو في الإعلان المسبق للعرض، وعن ذلك يقول مسؤول الإعلام "أحمد العاقل":

«وجودي مع الفرقة يتماشى مع عملي الأساسي كمنتج ومصور، وكانت البداية بتصوير إعلان للفرقة، ومن ثمّ فإن تصميم "البوستر" الخاص بكل عرض يراعى فيه إيصال الفكرة بطريقة جذب لا تكشف أوراق العرض، لتشوّق الجمهور لحضور العرض».

تحاول فرقة "داليدا" كما ذكر لنا مديرها "باسل الحافظ"، إيصال رسالة لجمهور "حمص" الذواق، مفادها أن: «"حمص" قادرة على إخراج فرقة محترفة ذات مواصفات عالمية واحترافية، براقصين حماصنة يستطيعون تمثيلها على مستوى سورية في الوقت الحاضر وعلى مستوى العالم في المستقبل».