لم يكن مفاجئاً فوز "تمام سعيد" بجائزة المركز الثالث للارتجال على العود ضمن "مهرجان ومؤتمر الموسيقا العربي" الثامن عشر الذي جرى في القاهرة منتصف تشرين الثاني عام /2009/.

فهذا العوّاد الشاب ومنذ سنواته الأولى في كلية التربية الموسيقية طرق باب التميز على آلته وبدأ بتشكيل هويته الخاصة بالعزف والتأليف مبكراً.

تأثرت به كثيراً، وبأسلوب الرّيَش وتكنيك العزف التركي، فهو يفاجئك بعلومه الكثيرة على العود وتواضعه وحبه للعطاء

موقع eHoms التقى مدرس آلة العود في كلية التربية الموسيقية "بحمص" "تمام سعيد"، ومدخل حديثنا معه كان فوزه الأخير بالجائزة التي قال عنها: «المؤتمر الموسيقي الثامن عشر يقام على مستوى الوطن العربي سنوياً في مصر، وينقسم برنامجه إلى قسمين، الأول محاضرات وندوات، والثاني عزف وحفلات فنية، أما أنا فكنت واحداً من سبعة متسابقين من الدول العربية لتقاسيم العود الحرة والموزونة، وهي من أصعب ما يكون بالعزف وتعتمد على ذخيرة العازف ومخزونه السمعي».

مع المحاضرين في مؤتمر الموسيقى بمصر

بعد تخرجه من كلية الموسيقى عام /2007/ تلقى "تمام" عدداً من الدروس في آلة العود، على يد الأستاذ "عصام رافع"، وأجرى عدداً من ورش العمل في هذا المجال، كان آخرها في "اسطنبول" عند الأستاذ "يوردال توغان" أحد أشهر العازفين بالعالم ويقول: «تأثرت به كثيراً، وبأسلوب الرّيَش وتكنيك العزف التركي، فهو يفاجئك بعلومه الكثيرة على العود وتواضعه وحبه للعطاء».

عزف "تمام" مع عدد من الفرق الموسيقية الشابة منها فرقة "جسور" الدمشقية في مشروع "حفلات على الطريق"، وفرقة "غير شكل" التي ساهم مع زملاء له من "حمص" بتأسيسها قبل عامين، ويتحدث عنها فيقول: «هذه الفرقة هي مشروعي، نبحث بها عن الشمولية في الموسيقا، ونعزف من مختلف الثقافات، مثلاً الجاز الشرقي، نحاول فيه الدمج وإدخال أبعاد موسيقا الجاز الأصلية مع مقامات عربية».

فرقة "سكتة"

تعدد الثقافات الموسيقية، هي أهم ما يميز هذا العواد الشاب، فتنوع مخزونه السمعي من الخليجي والمصري والتركي والمغربي والأذربيجاني والأرمني، وحديثاً الهندي، انعكس على طريقه عزفه على العود، هذه الآلة التي تغيَّر شكلها بالعزف كثيراً حسب رأي الأستاذ "تمام"، فتحولت من مجرد آلة مرافقة للغناء إلى آلة "صولو" ترافقها الأوركسترا، ويعود ذلك برأيه إلى العازفين الذين طوروا رؤاهم في تقديم العود.

ظهرت معالم التميز مبكراً عند "تمام" فمنذ أن كان طالباً تحرك موسيقياً لتأسيس فرقة من طلاب كلية الموسيقا، هي فرقة "ألوان"، وأحيت فرقته هذه عدداً من الحفلات لاقت نجاحاً كبيراً "بحمص": «لأن تشكيلها الموسيقي كان غريباً نوعاً ما، فضمت إضافة للعود آلات: "الأوكورديون" و"الفويكل" و"البركشن" و"الدرامز" و"الكلارنيت"، وشاركت الفرقة باسم الكلية في أحد مهرجانات الموسيقا العربية "بالقاهرة"».

ومن خلال الفرقة ظهرت أولى محاولاته في تأليف القطع الموسيقية فكتب لها مقطوعات: "حنين" و"فالس الطيور" و"تأملات رقصة شرقية".

كما ساهم بعد تخرجه بتأسيس فرقة "سكتة" لأساتذة الموسيقى في الكلية وأحيوا بعض الحفلات.

تجدر الإشارة إلى أن "تمام" هو الابن الأصغر في عائلة تشترك بحب الموسيقا، فالأب "نزيه" إضافة لكونه "سميّع" من الدرجة الأولى كما يقول الحماصنة، فهو يحمل صوتاً رائعاً كما يصفه "تمّام"، أما "تهامة" إحدى الأخوات، فتخرجت من كلية التربية الموسيقية كمغنية أوبرا وشاركته بعض الحفلات، أما أخوه "عصام" فكان أول من شجعه على العود ودراسته الأكاديمية.

يذكر أن "تمام سعيد" من مواليد /1984/، خريج كلية التربية الموسيقية "جامعة البعث" في الدفعة الأولى عام /2007/، وهو مدرّس في كلية "التربية الموسيقية"، مدرس في مركز الثقافة الفنية "Methods" "بحمص".