"بسام جبيلي" الفنان التشكيلي النحات والمصور الذي يعطيك انطباعاً يصعب وصفه وحالة روحية عند مقابلته والحديث معه، خاصة ربما لأن لوحاته في المرسم موزعة في كل مكان. هو راهب بامتياز، مرسمه صومعته ولوحاته أيقوناته يسعى دائماً إلى تصوير الجمال بكل جوانبه الحسية واللاحسية. الفنان "بسام" فنان من مواليد مدينة "حمص" عام /1946/ نشأ وترعرع في حي "الحميدية" ذلك الحي العريق الذي أثر بفناننا وأعطاه ذلك الطابع الخاص الرومنسي.

موقع eHoms التقى الفنان التشكيلي "بسام جبيلي" في مرسمه وكان الحديث التالي:

  • إنه "بسام جبيلي"، حكاية "بسام" هي حكاية عاشق لمدينته ومفتون بسحرها الذي لا ينتهي، الفنان "بسام" ماذا يحدثنا عن البدايات؟
  • الفنان التشكيلي بسام جبيلي

    **ولدت في أسرة صغيرة كانت محبة للرسم وللفنون بشكل كبير أمي كانت ترسم عدة لوحات على القماش وكانت تحضر ألوانها في ذلك الحين من لبنان، خالة أمي السيدة "فيكتوريا ناصر" كانت فنانة تشكيلية وهي من أول الفنانات في "حمص" وكانت تأتي لعندنا إلى المنزل لترسم مع أمي.

    أذكر عندما كنت في الخامسة من العمر كنت أهرب من المنزل وأذهب لعند خالة أمي لأن بيتها كان قريباً من منزلنا وأجلس أمامها لساعات وهي ترسم فكنت مندهشاً كيف ترسم لوحاتها وكيف تتشكل الورود والفراشات رويداً رويداً معها هذا أعطاني انطباعاً رائعاً وطبع في نفسي كثيراً من المشاعر التي تؤثر علي حتى الآن رغم مرور هذه السنوات الطويلة تلك الأيام لابد أنها طبعت فكري وأعطتني كثيراً حتى اخترت الفن طريقاً.

    من لوحاته

  • ماذا عن محطات مرحلة الدراسة؟
  • ** في فترة الدراسة الابتدائية نلت عدة جوائز على لوحات من رسمي في مسابقات عدة للرسم على مستوى المدارس الابتدائية في "حمص"، ودرست الإعدادية والثانوية في مدارس المحافظة، وانتقلت إلى مدينة "حلب" وسجلت في كلية الاقتصاد في جامعة "حلب" تخرجت منها عام 1971 في خلال هذه الفترة شاركت بالعديد من المعارض في "حلب" لاسيما المعارض الجامعية وتعرفت على الكثير من الفنانين الزملاء في الجامعة وأقمنا معارض كثيرة من هؤلاء الشاعر "منذر المصري" وهو من "اللاذقية" كانت فترة الدراسة الجامعية فترة مميزة فعلاً.

    لوحة حمص القديمة

  • الفنان هو ابن بيئته، كيف يعرّف الفنان "بسام" الفن؟
  • ** الرسم حالة رائعة للغاية، أنا لا أذكر نفسي إلا وأنا أرسم وهو عادة يعبر عن فكرة معينة وعن حالة روحية خاصة ورغبة كامنة لا محدودة. بالرسم تعبر عن أشياء فكرية وجمالية كبيرة. اللوحة عندي تبدأ من الحلم أو من إحساس غامض فأرسم أولاً على قصاصات ورقية صغيرة لاقتناص الفكرة ما تلبث هذه الفكرة أن تتحول إلى لوحة تشكيلية. علاقتي بالفن هي مثل علاقة أي طفل بالفن لأنه نوع من أنواع تفسير للعالم المحيط وبداية وعي للواقع الذي أعيش فيه.

  • لكل فنان أسلوب ومنهج يتبعه، ما المدرسة التي ينتمي لها الفنان "بسام جبيلي"؟
  • ** لا أظن أن أسلوبي في الرسم أسلوب خاص، فأنا أتبع مدرستي الخاصة في التشكيل وهذا ماسعيت إليه منذ البدايات، لذلك المشاهد للوحاتي يعرف أنها لي مباشرة وهذه ملاحظة الجميع. يتكون أسلوب الفنان بناءً على الخبرات الكثيرة التي عاشها نجاحه وفشله وكل ما اطلع عليه لاسيما على الفن العالمي والمدارس المتعددة للرسم وأيضا الأسلوب مرتبط بالفترات التاريخية التي يتأثر بها الفنان وهي فترات موازية للحركة الاجتماعية، في كل فترة تنشأ مدرسة معينة كل هذه أثر في أسلوبي.

    بالنسبة لي مدرستي مبنية عقلانياً، كل لوحة عندي هي بداية حسية فاللوحة تبنى عبر تراكمات من الحالة الوقتية التي أعيش. أنا بالرسم أنفي الشيء الذي أكتشفه. التأثر عندي ليس تأثراً إيجابياً بل سلبي، أحاول ألا أتأثر بأحد لا أريد أن أخترع المخترع ولا أن أنتج المنتج أعتقد أن القراءة والاطلاع على الفنون والثقافة بشكل عام هي جزء من أي فن أنا أقرأ الأدب التاريخ والميثولوجيا وأهتم بسماع الموسيقى الكلاسيكية التي هي نوع من أنواع التجريد.

    أعمل الآن بعض اللوحات على جهاز الكومبيوتر لأن الكومبيوتر وبرامجه المتعددة فتحت لي آفاقاً ما كنت أحلم بها وخاصة من ناحية الألوان الغير متناهية والتحريك بواسطة الكومبيوتر، هذا شيء جميل لذلك أنا مهتم بالرسم على الكومبيوتر وفيديو التحريك وقد أقمت معرضاً لبعض لوحاتي في هذا المجال في عام /2007/م في صالة "صبحي شعيب" للفنون التشكيلية وهذه تجربة جيدة جداً، المهم هو بناء الصورة واللوحة أمام المشاهد مع الموسيقى بواسطة فن التحريك.

    الجدير ذكره أن الفنان التشكيلي "بسام جبيلي" شارك بعدة معارض فردية ومشتركة وقد التقاه التلفزيون العربي السوري عدة مرات وهو عضو في نقابة الفنون بحمص ويشارك بالمعارض السنوية لوزارة الثقافة ونفابة الفنون منذ عام/ 1972 / له مساهمات صحفية عدة ونشر عدة مقالات وهو عضو في هيئة تحرير مجلة "السنونو" ومسؤول على تصميمها الفني.