لا يقتصر دور مهرجان الثقافة الموسيقية بـ"حمص"، على تقديم وجبات موسيقية يومية، على مدى عشرة أيام من كل عام، بل يساهم بإفساح المجال أمام الفرق الشابة والهاوية لتقديم أفكارها الموسيقية وبرامجها على خشبة مسرح "الزهراوي"، الذي احتضن بـ"حمص" آلاف الأمسيات الموسيقية، ومن هذه الفرق التي ظهرت لأول مرة في المهرجان السادس عشر عام/2009/، كانت فرقة "فيروزة" للموسيقا العربية، التي أحيت حفلها الأول ضمن فعاليات المهرجان في 2/5/2009.

موقع eHoms التقى الفنان "صلاح درغلي" قائد الفرقة ليحدثنا عن فكرة إنشائها والخط الموسيقي الذي تتبعه فقال: «تأسست الفرقة عام /2007/، بجهود مجموعة من العازفين والفنانين من القرية، كانت الفكرة أن يكون هناك فرقة موسيقية للقرية، تشارك باسمها وتحيّ المهرجانات بداخلها، خصوصا أن القرية تضم عددا كبيرا من العازفين الموزعين على فرق في مدينة "حمص"، فقلنا لماذا لا يكون لدينا فرقة تمثل القرية ونجمع هؤلاء العازفين؟ معظمنا من الهواة، اجتمعنا على حب الموسيقا، وكانت الفرقة بدعم من المجلس البلدي للقرية، بدأت الفرقة تقدم البرامج الفنية منذ تأسيسها، والحمد الله الجميع كان متحمسا من أهالي القرية وضيوفها».

نحن نعيش بزمن تضيع فيه الموسيقا الحقيقية، ويُستعاض عن صوت الآلة الحقيقي بصوت كهربائي مثلا، يأتي الأورغ ليقدم صوت 5/6 آلات موسيقية، أصبحنا نحّنُ لسماع صوت (البزق والعود والناي) في الفرق الموسيقية، لذلك كنا واضحين منذ البداية بتقديم الموسيقا على أصولها، ونتيح المجال لعازفي الصولو، إضافة لوجود كتلة الكمنجات وكتلة الصوت من خلال الكورال، التي تقدم الأغاني القديمة

كان أول حفل لفرقة "فيروزة" في شهر أيار من عام /2007/، حيث قدمت برنامجا تراثيا ووطنيا، وكان عدد الموسيقيين والمغنيين آنذاك /16/ فناناً، ثم بدأت الفرقة تحيي العديد من الحفلات والأمسيات وبدأ أهالي القرية يشجعون أبناءهم على الانتساب لها، في 28/3/2009 قدمت الفرقة أمسية غنائية في قرية "قطينة" بالتعاون مع المركز الثقافي فيها، وقد كانت انطلاقتها الأولى خارج "فيروزة"، مؤخرا قدمت الفرقة برنامجا جديدا لها في مهرجان الثقافة الموسيقية السادس عشر بـ"حمص"، ضم عددا من المقطوعات للأخوين "رحباني" وقطع من التراث مثل "يا زائري في الضحى"، وقدمت أغنية خاصة فيها مهداة لـ"فيروزة".

صبايا الكورال

يتحدث الفنان "درغلي" عن التوجه الموسيقي للفرقة فيقول: «نحن نعيش بزمن تضيع فيه الموسيقا الحقيقية، ويُستعاض عن صوت الآلة الحقيقي بصوت كهربائي مثلا، يأتي الأورغ ليقدم صوت 5/6 آلات موسيقية، أصبحنا نحّنُ لسماع صوت (البزق والعود والناي) في الفرق الموسيقية، لذلك كنا واضحين منذ البداية بتقديم الموسيقا على أصولها، ونتيح المجال لعازفي الصولو، إضافة لوجود كتلة الكمنجات وكتلة الصوت من خلال الكورال، التي تقدم الأغاني القديمة».

يؤكد الأستاذ "صلاح" في كل حفلة أن فرقته ليست محترفة وجميع العازفين من الهواة، وقد وصل عدد أعضاء الفرقة في آخر أمسية لها إلى /24/ عازفاً ومغنياً، ويقول الفنان "صلاح" إن العدد يتضاعف في حال عاد العازفون المغتربون، وذلك ما يتمناه كي تكون الفرقة أوركسترا كاملة تقدم برامج في كافة أنحاء سورية كما لديه طموح لكتابة برنامج خاص بالفرقة.

الفنان صلاح درغلي
الصوليست كريستين عساف