«أجمل ما في الحياة هو العطاء... وقد أغدق الله عليّ بنعمة وأنا بدوري أعمل لأعطي... وهذا الصوت الذي أمتلكه إنما هو هبة من إلهي، وليس عملي إلا رسالة في تجسيد المحبة والعطاء....». بهذه الكلمات بدأت صاحبة الموهبة الصوتية المميزة "حلا سري نقرور" التي استطاعت بصوتها أن تتسلل....

إلى نفوس كل من يتابع أي حفلة من الحفلات التي تحييها لتقدم أجمل ما يحتويه التراث الشرقي بكل ثقة واقتدار وكل ذلك نتيجة دراستها الموسيقا على أسس علمية صحيحة مصحوبة بتفرد الإحساس. موقع eHoms بتاريخ (19/12/2008) التقى الآنسة "حلا نقرور" وكان اللقاء التالي:

*كيف بدأت "حلا" مشوارها الغنائي؟

**في المدرسة "الابتدائية" ومن خلال النشاطات المدرسية ظهرت موهبتي في الغناء، وقد نلت التشجيع الكامل من الأساتذة ونلت ولسنوات عدة رائدة على القطر ومثلت بلدي في مهرجانات كثيرة على مستوى الطلائع، وفيما بعد ومن خلال الأنشطة الكنسية تفردت بموهبتي ودرست الصولفيج والعزف على العود على أيد مختصة وقمت بعد ذلك بتأسيس كورال خاص بي.

*ما هو نوع الأغنية التي تقدمينها، ولماذا لم تختاري الدراسة الموسيقية في بلدك؟

**لي هدف من الغناء فأنا أسعى للعودة إلى الزمن العتيق بكل جماليته. هذا الفن "الوجداني" كالذي قدمه كبار في مشرقنا من "الرحابنة" وغيرهم، أقدم الغناء الهادف الذي نحن بأمس الحاجة إليه اليوم بعدما أمسى الضجيج والصخب في الفن هو موضة هذا العصر، أحب الغناء الكلاسيكي العاطفي والوطني وأسعى ليكون للكورال ولي أغان خاصة تعبر وتترجم رؤيتي، أما لماذا لم أختر الدراسة في بلدي فهو لأسباب عدة وأهمها أن اختصاصي في الموسيقا الشرقية والغناء الشرقي كان واضحاً منذ البداية وفي المعهد العالي للموسيقا بدمشق كان أكثر الاعتماد على الغناء الكلاسيكي الغربي ولكن ربما اليوم بات هناك تركيز أكثر للغناء الشرقي ودراسته أكاديمياً لذلك كانت دراستي في جامعة الروح القدس – الكسليك في "لبنان" والتي جاءت بمحض الصدفة حيث كنت أدرس "الترتيل البيزنطي" في "دير البلمند الكورة" وهناك نصحني عميد الدير الأب "بولس يازجي" بدراسة الموسيقا وكان هذا.

*ماذا قدمت على مستوى محافظتك وبلدك وخارجها؟

**حالياً أنا مسؤولة عن (60 طفلاً وطفلة) هي جوقة الأطفال التي تقدم أمسيات "موسمية مرتلة" في داخل "حمص" وخارجها، وأيضاً جوقة كنسية للكبار تضم (40) مرتلاً ومرتلة، تقدم أمسيات كثيرة في جميع المحافظات، والجدير ذكره أن الكورال يقدم عمله لمساعدة جمعيات خيرية محتاجة وقد قمت مؤخراً بتأسيس الكورال الشرقي مع الفرقة الموسيقية من خريجي وأساتذة كلية الموسيقا بـ"حمص" بهدف إحياء التراث بتوزيع وروح معاصرة. وقد كرمت مرات عدة ونال الكورال المركز الأول في مسابقة "حمص" الأولى للمدائح والابتهالات والتراتيل، هذا وقد عاد الكورال مؤخراً من رحلة "كنسية" إلى "مصر" في "نيسان" الماضي.

*ما هي أمنياتك ورؤيتك لهذا النوع من الغناء؟

**أتمنى أن نسمع بعمق ونصغي لهذا الفن الجميل وكلي أمل في المتابعة من الجيل القادم والذي يليه، فعلى عاتقنا أن نحافظ على موروثنا ومخزوننا وإحيائه بكل جماليته، فليس أروع من عالم الغناء والموسيقا.

الجدير ذكره أن "حلا سري نقرور" من مواليد "حمص"، تحمل ماجستير في اللغة الإنكليزية، وشهادة في الموسيقا والغناء الشرقي من جامعة "الروح القدس- لبنان".