منذ طفولته كان يكتب الواجبات المنزلية لإخوته الكبار، وذلك لأن خطه في الكتابة جميل.. موهبته هذه دفعته إلى الإبداع لينطلق من ذاته في تعلم فن الخط ثم صقل هذه الموهبة بالتدريب الاكاديمي والاستفادة من نصائح المتخصصين في هذا المجال.

إنه الشاب الخطاط (فادي العويد) من مواليد قرية كفر لاها (غرب حمص) /1979/.

عن بداياته يقول لموقع eHoms " منذ طفولتي كنت أتابع ما يكتب على اللافتات في الشوارع وأدقق بطريقة الكتابة وبأشكال الحروف وبالألوان المستخدمة.. شغفي بالخط رافقني منذ الطفولة وترافق هذا الشغف مع حب الرسم وأعتقد أن هذا يرجع للطبيعة المحيطة في الريف وتشجيع الأصدقاء.. في بلدتي الجميلة كفر لاها بدأت، وباشرت أول تمريناتي الأكاديمية في الخط العربي من كراسة الأستاذ (هاشم البغدادي) وكنت حينها في الصف الثامن حيث اشتريت الكراسة وبدأت التعلم منها، وقد فتحت لي هذه البداية مجالاً لتساؤلات كثيرة عن طريقة كتابة الحروف وموازين الحروف والسطر واللوحة.

في عام /1998/م تعرفت على الأستاذ (عدنان الشيخ عثمان) وبدأت أتردد على مكتبه في حمص وأستمع على توجيهاته ونصائحه في بعض الأعمال التي كنت أنفذها. فأرشدني ونصحني بالتعلم على يد أستاذ مختص فتوجهت إلى معهد الثقافة الشعبية، وتعلمت على يد الأستاذ (محمد فاروق الحداد) واستفدت منه كثيراً وله فضل كبير عليّ"

أما عن قصته مع مزج الرسم والألوان مع الخط العربي فيقول (العويد): "أحب الرسم كثيراً، وأعمل في لوحاتي على المزج ما بين الزخرفة والحروف والرسم والألوان دون المساس بقواعد الخط العربي، والقصة بدأت بعد تخرجي من معهد الثقافة الشعبية حيث لم ينقطع تواصلي مع الأستاذ (عدنان)، وفي أحد الأيام أخبرني أن العين أساسية بالنسبة لعمل الخطاط، من خلال تخزين أكبر عدد من الصور وأشكال الحروف وتوسيع مدارك الخطاط، فأوصاني برسم الخط، الأمر الذي دفعني للالتحاق بمعهد (صبحي شعيب) للفنون التشكيلية في حمص عام /2004/ من أجل صقل موهبة الرسم بما يفيد الخط العربي. وتخرجت عام /2006/ حيث تعلمت تقنيات الرسم بمعظم أنواعها على يد الأستاذ (غسان نعنع) فكانت عملية الرسم بالنسبة لي تمرين للعين الناظرة والتوفيق فيما بينها وما بين اليد المنفذة".

وذكر (العويد) أن هذا النمط الفني الذي يتبعه لاقى إقبالاً وإعجاباً من المتلقين بشكل عام وعن ذلك يقول: "لسهولة فهم اللوحات من قبل الناس غير المختصين.. لكنني لا أبيع أي لوحة من لوحاتي فأنا أعتبرها جزء مني ولي علاقة خاصة مع كل لوحة."

أما عن مشاركاته في المعارض التي تقام فيقول:" شاركت في عدد من المعارض والمسابقات الفنية المنوعة ففي عام /2005/م شاركت في معرض للفنانين بفرع الاتحاد النسائي بحمص، وفي نفس العام شاركت بلوحة في معرض (بينالي الشارقة) في الإمارات

وكان لي عام /2007/م معرض فردي حمل عنوان (حروف وألوان) في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث تميز بطريقة التشكيل ما بين الخط العربي والرسم وهو من أساليب الحداثة التي تعتمد على الألوان وعلى التوفيق ما بين الرسم وما بين العبارة المكتوبة. في العام نفسه كان لي أول مشاركة خارجية في مسابقة الخط الدولية في اسطنبول التي أقامها مركز الأبحاث والثقافة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي

فضلاً عن مشاركتي في عدد من المعارض التشكيلية للهواة في صالة الشعب وفي صالة المركز الثقافي بحمص. كما حصلت على المركز الثالث في مسابقة (عبد الحميد الكاتب) الدولية في الرقة بمساهمتي بالخط الديواني الحلي، وقد اشترك بهذه المسابقة عدد من الخطاطين المحترفين المحليين والعرب. وآخر مشاركاتي هي دراسة فكرية قدمتها لمؤسسة الفكر العربي في بيروت ضمن مسابقة جائزة الإبداع العربي، وقد تم ترشيحي لها عن جمعية الأصالة الثقافية فيما يتعلق بالجانب الفني من المسابقة. وحالياً أعمل في تدريس الخط العربي لصالح جمعية الأصالة في معهد دار الأندلس بحمص."

في ختام اللقاء سألنا الفنان (فادي العويد): ماذا يعني الخط بالنسبة لك وما هي طموحات المستقبلية؟

"أرى أن الخط يشكل جزء لا يتجزأ من التاريخ ومن الحضارة، وهو من الأمور الأساسية التي لا يتخلى عنها في التخطيط للمستقبل.. طموحاتي الوصول إلى مرحلة الإتقان في مجال الخط العربي من خلال اتهام النفس الدائم بالتقصير. وأتمنى أن يكون عملي في هذا المجال ورسالتي التي أؤديها لدفع مسيرة الفن قدماً إلى الأمام سعياً لإتمام هذه الرسالة على أكمل وجه.. لدي اليوم حوالي (50) عمل فني جاهز للعرض وتفكيري بالمشاركة في المعارض والمسابقات الفنية لا يتوقف".