وجدَ في المسرح كل الفنون التي كان يهواها.الرسم... والرقص ...والغناء.... وحتى الرياضة حيث بدأ كلاعب كرة سلة في منتخب حمص فتعلم المرونة والرشاقة التي سيحتاجها لاحقا في المسرح.

(فادي حناوي) ....هو هذا الشاب المفعم بالفن والذي ترك المسرح على حديثه وفكره الكثير من الاتزان والحساسية التي لا يملكها سوى الأشخاص المحاصرين بالوعي أينما توجهوا ...

يتحدث فادي عن مراهقته فيقول: "في المرحلة الثانوية كنت أحب الرقص وانتسبت لفرقة أحيت بعض الحفلات ترافق ذلك مع لعبي كرة السلة وللطرافة كنت لاعب جيد في منتخب حمص لكن كل ذلك لم يشغلني عن حبي للرسم.. وكتابة الخواطر الذاتية باختصار كان لدي تذوق لجميع هذه الفنون وكما أغلب أبناء جيلي لم يكن هناك شيء واضح. "

من عرض ثورة القتلى

حبه للرسم بدا طاغيا بالفعل لأنه اختار كلية العمارة عام (1997)م لتكون محطته الجامعية ومن المعلوم أن أغلب قاصدي هذا الفرع هم أشخاص موهوبون بالرسم ومتذوقين للموسيقا من الطراز الأول نظرا للساعات الطويلة التي يقضونها في الرسم. حتى هذا الوقت لم يحول فادي الجزء الأكبر من طاقته إلى خشبة المسرح عن هذه الفترة من حياته يتحدث فادي : " استمتعت كثيرا في دراسة العمارة خصوصا في السنوات الأخيرة، لكن في عام (2000)م كان هناك صديق اسمه سلوم سويد يشتغل بالمسرح وبحاجة لممثلين وأنا كان لي هواية خاصة بتقليد الشخصيات والأصوات، استمع لي وقمت بأداء أول عمل مسرحي وكان بعنوان " تجريد " العرض يروي قصة حب بين رسام وفتاة تهجره فيبدأ صراعا مع فراقها الذي وجد امتداده في اللوحات والرسم".

هذه المسرحية أسست لبداية مشروع فرقة مسرحية دائمة مقرها دير الآباء اليسوعيين اشتغلت هذه الفرقة عددا من المسرحيات مع مخرجين ومؤلفين مسرحيين حماصنة مثل بسام مطر وخالد الأكشر يتحدث فادي عن فرقة "جدل" فيقول: "بالنسبة لي المسرح جمعني فبعد التشتت بالهوايات والفنون جاء المسرح ليلملم هواياتي واكتشفت على خشبته أنني استطيع الرقص والغناء وحتى ممارسة الرياضة ضمن التمثيل طبعا. وبالنسبة لفرقة "جدل" فقد وجدت هذا الجو العائلي (الحميمي) لدى الجماعة وكنا بالفعل أسرة واحدة .. بإختصار وجدت في هذا الفريق ما احتاجه من الجماعة."

لاحقا مثل فادي عددا من العروض المسرحية مع "جدل " وهي على التوالي: مسرحية حياة إنسان العرض الأول عام (2001)م قدمت لثلاثة أيام متتالية بحضور جماهيري ضخم لعب فيه فادي دور البطولة وكان العرض ككل نقلة نوعية على الصعيد الشخصي له وللفرقة بشكل عام. عام (2002)م كوميديا هاملت وهو عرض فريد من نوعه تدخل فيه العروض السينمائية كان دور فادي فيه "الملك "، ومسرحية حكاية فرقة عام (2003)م مأخوذة عن نص لهاملت وتتحدث عن حكاية فرقة مسرحية وتحديات الاستمرار.

كما اشتغل فادي مع جدل عددا من مسرحيات الأطفال نذكر منها (الشجرة) (للشاطر مرحى) و(بائعة الشموع ) بين عامي (2005) و(2007)، وأشتغل عام (2007)عملين للكبار وهما ( أخر ليلة ... أول يوم ) إخراج بسام نمرود وثورة القتلى التي قدمت مؤخرا في مهرجان حمص المسرحي للمخرج سامر ابراهيم.

من إحدى البروفات

يقول فادي عن هذه الأعمال: "قد تتفا جئ أن جميع الأدوار التي قدمتها لم أتقاضى أي أجر عليها ما عدا بعض أعمال الأطفال والسبب أننا فرقة غير محترفة وفي الحقيقة موضوع الأجر لم يكن يشغل بالي. التمثيل أضاف إلى شخصيتي الكثير ومنها توظيف الأحاسيس والمشاعر والتركيز ومرونة كبيرة في الشخصية بالإضافة لموضوع مواجهة الجمهور فهو أمر جدا صعب وعلمني المسرح التأمل والتفكير وكيفية استخدام الطاقة والجهد".

بقي أن نقول أن فادي مواليد (1979)م خريج كلية الهندسة المعمارية جامعة البعث في حمص يعمل حاليا في جامعة القلمون رئيس قسم الأنشطة لا يأمل بأكثر من استمرار تجمع جدل الثقافي والبقاء على خشبة المسرح لتقديم العروض.