يُعتبر النحات نبيه الحسن من أهم النحاتين الحماصنة والسوريين له العديد من الأعمال النحتية التي شارك بها في معارض مختلفة كما أنه من المساهمين في إدراج فن جديد يدمج بين اللوحة والمنحوتة حيث تكون الرسوم نافرة.

قضيته في النحت الإنسان والعمارة وقضية التداخل بينهما.موقع eHoms قام بجولة في بيت هذا الفنان واسترجعنا شريط ذكرياته وحدثنا طويلاً عن الوسط الفني في حمص خصوصًا فيما يتعلق بفن النحت.

الفنان نبيه الحسن هو ابن عائلة حمصية متوسطة، وكان في طفولته متعلقًا بشكل كبير بالرسم وصناعة الأشكال والتماثيل من الطين والأسلاك والمعادن عن هذه الفترة حدثنا قائلا : " كنت مهوسًا بالعمل في المنزل ترافق هذا الأمر مع متابعة حصص المواد الفنية في المدرسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية حيث تعلمت على يدين الأستاذ (معتصم دالاتي) وكان عندي حلم أن أصبح نحاتا مثل مايكل أنجلو".

الفنان نبيه وبعد أن نال الشهادة الثانوية تقدم لكلية الفنون الجميلة وبعد اجتيازه لكافة اختبارات النحت والرسم توقف الأمر عند شرط درجات المجموع فلم يتمكن بالدخول إلى الكلية فعوض عنها بمعهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية الذي تخرج منه عام (1974)م.

ومنذ تخرجه وحتى عام (2003)م عمل مدرسًا للرسم في عدد من إعداديات حمص لم يدخر فيها جهدًا ذهنيًا أوفكريًا إلا ومنحه لطالبه وذلك لتنمية الحسن الفني التشكيلي لديهم على حد تعبيره.

يقول الفنان نبيه: " النحت هو أول الفنون حيث رافق الإنسان البدائي في أدواته وأعماله فاللإنسان الأول كان يرسم وينحت ويحاول تصوير ما يظهر أمامه وكان يصنع أدوات الطعام والزراعة مثلاً من الخشب من خلال النحت أيضا لذلك حاوت أن أركز في عملي التدريسي أن أمنح الطلاب ثقافة تاريخية وعصرية في آن معًا في محاولة للفت انتباه الجميع إلى آثار منطقتنا الغنية. فبلاد الرافدين وبلاد الشام تمتلك ذخيرة فنية كبيرة سواء من حيث الطبيعة أو الإنسان وعلينا كفنانين تشكيلين ونحاتين توثيقها وتصويرها. إذن الطين هو مادة الأنسان الأول ويوجد في مدينتنا حمص العديد من الآثار الطينية أو بيوت اللبن خصوصًا في المناطق الريفية مثل المشرفة وصدد مثلا. "

أما عن المواضيع التي تشغله والقضية التي يتناولها دائما في منحوتاته فأجاب قائلا: " همي هو الإنسان فالإنسان هو الذي خرق المادة وهو الذي يصنع الحضارة والإبداع أحاول تصوير الأجساد وهي تخترق العمارة ففن العمارة هو هاجسي أريد أن أهمس لك هنا بأنني لازلت أحلم بدراسة هندسة العمارة. أنحت العمارة العربية وليست العمارة التي تأتينا من الغرب فأكثر أبنيتنا هي مستوردة من الخارج. أما المادة التي أستخدمها في النحت هي الخشب غالبا لأن هناك علاقة مريحة جدًا بين الخشب والأسنان غير أنني أنحت بالجبصين والحجر أحيانًا.أحب تصوير الرؤوس والأجساد والآلات الموسيقية المتداخلة معها".

شارك الفنان نبيه بعدد كبير من المعارض سواء مع طلابه أو مع فنانين حماصنة باتوا قلائل وطلبت منه أن يشرح لي أسباب عدم وجود عدد معقول من النحاتين أسوة بالرسامين في حمص فقال: "أدوات النحت ومتطلباته كثيرة لذلك لا يتجه الشباب في أول تذوقهم للفن إلى النحت كما أن المكان الذي سينحت به الفنان يمثل بحد ذاته مشكلة فأنا هنا أنحت مثلا في بيتي ومع عائلتي أحيانًا أتشرد على الشرفة وبالشتاء أضطر للتوقف. كل هذه الأسباب تجعل من النحاتين مادة نادرة ويقدروا بالعشرات في حمص.

قلت للفنان نبيه هل أنت مع اللوحات المنسوخة وهل تعتبر الناقل في النحت فنان؟

"في البداية لابد من التقليد حتى تختمر برأس النحات بعض المواضيع لكن لايجب أن يستمر معه هذا الموضوع لأن كل فنان لابد أن يكون له هوية خاصة ومستقلة بعنوانها وافكارها وثقافتها في النهاية أنا أرى منحوتة تدل على نحاتها وليس على نحات أخر ."

كيف يختار النحات فكرته هلى تكون واضحة في ذهنه أم تتشكل أثناء النحت؟

"كان مايكل أنجلو يقول بأنه يرى المنحوتة جاهزة أمامه قبل أن يضرب بها أي ضربة كان يقول أنه فقط يحتاج لإزالة القشورعنها. لكن أحيانا والنحات يؤسس فكرته يخرج ما يدعه يغير قليلا بالفكرة أو يضيف إليها أنا شخصيا أتبع الطريقتين الفكرة الواضحة بذهني أنحتها دون أي تغيير وأحيانا أترك نفسي تكتشف شيئا ما جديد أثناء النحت".

لم تتوقف الموسيقا المرافقة لحديثنا أبدا ...خطر في بالي أن اسأل النحات نبيه هل هناك طقوس موسيقية أو أجواء يهيئها للنحت فأجاب قائلاً: "ليس دائما أستمع للموسيقا هناك حالات تركيز شديد تحتاج من النحات أن يستثمر كل طاقاته في ما بين يديه وأحيانا هو بحاجة لسماع الموسيقا الكلاسيكية أنا شخصيا استمع لفيروز ووديع الصافي وموسيقا لنصير شما ومنير بشير أثناء العمل وأحيانا لا أستتمع إلى لصوت أدوات النحت ".

أخيرا قلت للفنان نبيه أخبرني عن أمنياتك فقال: " أتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر بالنحت وأن يستفيد النحاتون من الأماكن الأثرية في سورية وتتعزز ثقافة ارتياد المعارض عند الناس واقتناء المنحوتات واللوحات".