تستمر فرقة المسرح العمالي بعطائها المسرحي للسنة الخامسة والثلاثين على التوالي, لتصبح الفرقة المسرحية الوحيدة في الوطن العربي الذي تستمر هذه المدة من الزمن متواصلة.

eHoms زارت الفرقة في مقر تدريباتها, حيث ينشغل أعضاء الفرقة بالتحضير لعمل مسرحي جديد بعنوان" الصبر المتحرق" للكاتب التشيكي أنطونيو سكارميتا وإعداد وإخراج فرحان بلبل. المسرحية الجديدة من المفترض تقديمها في المهرجان المسرحي الثاني لإتحاد عمال حمص, والذي سيقام بشهر أيار القادم.

وتتحدث المسرحية بحسب معدها ومخرجها فرحان بلبل عن" قصة حب تربط الإنسان بالعالم المحيط, حيث يتبرعم الحب في العالم الإنساني وليس في عالم الجريمة والقتل, فالحب أحد الأوجه الناصعة للحياة, ولكنه يحتاج لمناخ من العدالة والطهارة, لينتصر لإنسانية الإنسان مع نهاية المسرحية".

وعن الإطار العام للمسرحية وإسقاطاتها على الواقع العربي قال الأستاذ فرحان:" المسرحية كتبت ضمن إطار سياسي عام في دولة التشيلي, حيث جاء انتصار الليندي بفترة رئاسية, ثم انهزامه, وبالتالي يمكن إسقاطها على هزيمة العرب جميعاً, في صراعه مع الاستعمار, والمشاهد يمكنه أن يرى صورة عن الطغيان من الدول الاستعمارية التي لا تحترم سوى مصالحها, وهي مستعدة لقتل الإنسان من أجل هذه المصالح".

والأستاذ فرحان بلبل هو مدير الفرقة التي تحتفل بشهر أيار القادم بميلادها الثلاثين, وعن مسيرتها الطويلة يقول بلبل:" ما تزال الفرقة شابة, رغم أن مديرها عجوز, والسبب هم شباب الفرقة وإصرارهم على تقديم العمل المسرحي بهمة عالية, فما تزال الفرقة مصرة على تقديم الأهداف والأفكار التي نشأت عليها رغم تغير الأساليب والظروف, فالفرقة تمتاز بالحركة كما تمتاز بالثبات, وأما الثبات ففي أهدافها, في حين الحركة في أساليبها الفنية".

فرحان بلبل

وعن بدايات الفرقة قال بلبل:" نشأت الفرقة للدفاع عن الطبقة العاملة ومصالحها, أي الدفاع عن عدالة المجتمع كله, وعن كرامة المواطن العربي, وهذا الهدف هو هدف إنساني ووطني وقومي واجتماعي لذلك سيظل قائداً وهادياً لهذه الفرقة, ورغم أن الزمن تغير وطريقة تناول الإنسان للأفكار وممارسة الحياة قد تغيرت, لذا كان من الواجب على الفرقة أن تواكب هذه التغيرات لتظل مواكبة لجمهورها, والذي يمنح الفرقة هذه القدرة على التغيير هو الأجيال الجديدة التي تنضم للفرقة, وهي اليوم تضم أكثر من /30/ عضواً بين ممثل وفني وإداري".

وعلمت eHoms أن فرقة المسرح العمالي ستكرم أحد أعضائها في المهرجان المسرحي الثاني لاتحاد عمال حمص, الأمر الذي دأبت عليه منذ فترة, حتى أصبح تقليداً سنوياً لديها, الأمر الذي قال عنه الممثل والمخرج عبد القادر الحبال:" ضمن أعراف الفرقة وبشكل دائم تأتي مسألة تكريم أعضاء الفرقة دون التمييز بين الأعضاء, وتم حتى اليوم تكريم / 12/ عضواً منها, وهذا التكريم يمنح الفنان دافعاً للعطاء, فتكريم الفنان بحياته هو الأصل في تكريم الفرقة لأعضائها".