ضمن مهرجان ربيع الطفل المسرحي الخامس الذي تستضيف فعالياته مدينة حمص على خشبة المسرح المدرسي (مسرح الشهيد عبد الرحمن الزهراوي ) في الفترة بين 17/1/2008إلى 26/1/2008 يتم عرض مسرحية الملك فانوس يبحث عن ملبوس من تأليف الكاتب نور الدين الهاشمي وإخراج الفنان تمام العواني.

تروي المسرحية قصة ملك يقع ضحية مؤامرة يحيكها المقربون منه كالمستشارين والوزراء من أجل النيل منه والسيطرة على العرش وحكم المملكة بعد خلعه والسيطرة على كرسي الحكم من بعده، وذلك عندما يعمدوا إلى إلباسه لباسا ً وهميا ً لحضور حفلة عيد ميلاد الأميرة رمانة ابنة الإمبراطور أبو الشوارب ملك إحدى البلاد القوية المجاورة لبلاد الملك، وتنكشف المؤامرة وخداع الوزراء بمساعدة الأطفال الذين أحبوا الملك الصالح، لتثبت مقولة أن الإنسان لا تزينه الملابس، وإنما زينة الإنسان الحقيقية هي الصدق والأمانة والعمل الصالح.

حول هذا العمل المسرحي وأحداثه التقت ehoms الفنان زياد سلمون الذي حدثنا عن الدور الذي يجسده في المسرحية ورأيه بالمهرجان فقال لنا:" دوري في العمل هو الوزير الذي يعمل على خلع الملك من عرشه بالاحتيال عليه عندما أقنعه بلباس وهمي لحضور حفل الإمبراطور ليكون سخرية أمام الناس في المملكة ويتنازل عن السلطة، أما المهرجان هذا العام فهو دون المأمول ودون المستوى المطلوب ورغم أن العروض تُقدم في فترة العطلة الانتصافية وجميع أطفال المدارس يمكنهم الحضور إلا أن ّ الضعف الإعلامي للمهرجان حيث لا يوجد أي إعلان أو منشورات تُشجع الطلاب أو حتى تُعرفهم بالأعمال التي تقدم على خشبة المسرح".أما الفنان محمد عبد الكريم الذي يقوم بدور الوزير دحدوح المُتأثر بآراء وأفكار الوزير ثُعلبان الشريرة التي تهدف للسيطرة على المملكة قال: " قدمنا هذا العرض لأكثر من 70 مرة في المدارس التابعة لوزارة التربية، وقد لاقى هذا العرض الترحيب في أغلب المدارس وكان تفاعل الأطفال مع العمل كبير جدا ً، وكنّا نأمل بأن يكون الحضور الطلابي والجماهيري أكبر لأن الحضور هو الذي يُشجع الممثل ويعطي الدفء للمسرح، وفي الحقيقة إن مهرجان ربيع الطفل في العام الماضي كان له وزن وأهمية أكبر من قبل بحسب رأي جميع المعنييّن والقائمين عليه مما هو عليه العام الحالي.

الآنسة رزان خضور تُجسد دور بدر الزمان في المسرحيّة، وهي ابنة الوزير الحكيم والعادل الذي سجنه الملك ظلما ًوجورا ً، وتحاول أن تتقرب من الملك متنكرة وتكشف له المؤامرات التي تُحاك ضده من أجل مساعدة والدها للخروج من السجن وتبيان الحقيقة التي غفل عنها الملك تقول:" أحب العمل المسرحي الموجّه للأطفال فهو يكشف لي عن الطفلة الصغيرة التي تعيش في داخلي، كما أن التقرب إلى الطفل عمل صعب وسهل في ذات الآونة لأن الطفل حساس ويشعر بالممثل وبطريقة أدائه وإنّ حكم الطفل على الممثل هو من أصعب الأحكام التي يواجهها الممثل في مسيرته على خشبة المسرح، وأنا أدعوا الأطفال إلى حضور المسرحيات التي تُعرض في المهرجان لأنها تنمي خيالهم ومشاعرهم وتفاعلهم الحقيقي لا أن يتسمروا أمام شاشات التلفزيون ويتعرضوا إلى الأفكار التي تأتيهم من البرامج والمسلسلات الغربية والتي غالبا ً تحمل أفكارا ً وقيما ً دخيلة ً لا تناسب أفكارنا وقيمنا التي ترعرعنا ونشأنا عليها".

كما التقينا الممثل وليد غنيم والذي حدثنا عن الدور الذي يجسده في المسرحية فقال: "أجسد دور رسول الإمبراطور إلى ولاية الملك فانوس الذي يخاف دائما ً من قوة مملكة إمبراطورية أبو الشوارب، فاجئني غياب وعزوف الأطفال عن فعاليات هذا العام وأنا أعزو ذلك إلى ضعف الإعلام المرافق لفعاليات المهرجان إضافة إلى الطقس البارد الذي لا يُشجع الأطفال على الخروج من منازلهم".

لم تمنع برودة الجو السيدة أم سامر من الحضور لمتابعة العرض المسرحي مع ولديها سامر وسميّة والتي قالت لنا:" أخبرتني جارتنا عن المسرحيات التي تُعرض على خشبة المسرح فأسرعت لأحضر مع أطفالي إحدى الفعاليات الثقافية في المدينة، قبل أن تبدأ المدارس من جديد ويعود الأطفال إلى كتبهم وامتحاناتهم، وإن هذا العمل جميل وقصته مفيدة ومن ورائها حكمة كبيرة وهي سهلة الوصول إلى عقولهم وهي تُخاطب قلوبهم وعقولهم في آن ٍ واحد".

أما سامر وسمية فقد أحبّا العرض ونقموا على الوزيرين الشريرين ثعلبان ودحدوح لكنهما سألا عن التدفئة في صالة المسرح لأنها كما قالا كانت باردة جدا ً فهل من مجيب عن أسئلتهما .