بعد انقطاع لأكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة عن المشهد الفني والثقافي شهدت مدينة "حمص" حدثاً ثقافياً فنياً كبيراً، تمثل باحتفالية خاصة لتكريم الراحل "وديع الصافي" في الذكرى السنوية الأولى لرحيله.
مدونة وطن "eSyria" حضرت الاحتفالية مساء الأحد 19 تشرين الأول 2014، في مسرح دار الثقافة، الذي لم يتسع للحضور الرسمي والشعبي الكبير المتشوق لمشاهدة التألق الثقافي والإبداع الفني يعود من جديد إلى مدينة "حمص"، والتقت الآنسة "حلا نقرور" التي قدمت بصوتها المتميز باقة من أغنيات الراحل "الصافي"، فتحدثت عن مشاركتها بالقول: «هذه الاحتفالية تعد أولى الحفلات التي ستقام في "سورية" لتكريم الراحل "وديع الصافي"، وكان مطلعها في مدينة "حمص" لما لها من خصوصية كبيرة بالنسبة لي فأنا ابنة هذه المدينة، وهذا الحدث مميز لدى أهالي "حمص" الكرام بعد غياب تام لكل الفعاليات الثقافية والفنية لأكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، فالجمهور الثقافي الحمصي متشوق لإعادة دخول الفرح إلى قلوبهم، على أمل أن تكون هذه احتفالية رسالة أمل وحب وسلام تصل إلى قلوب الجميع».
تكريم والدي اليوم هو تكريم لعائلتي ولأولادي ولكل شريف في هذا الوطن وكل الأوطان، لم يضع يوماً البوصلة، و"سورية" البلد الأكثر تكريماً وتقديراً لوالدي من كافة البلدان دولة وشعباً، نال فيها التكريم في حياته وبعد وفاته
وعن مشاركتها مع الدكتور "أنطوان وديع الصافي" خلال الحفل قالت الآنسة "حلا": «حضور الدكتور "أنطوان" له وقع كبير، واختيار "حمص" لتكون الانطلاقة في تكريم "الصافي" لم يأت بالمصادفة، فهي معروفة بتقديرها للفن والفنانين، وبأنها منبت الشعر والأدب، فالتكريم بالمحصلة هو من أهالي هذه المدينة العريقة لتلك القامة الفنية الكبيرة التي لطالما أحبت "سورية" وشعبها، واليوم "سورية" تبادله هذا الحب».
من جهته قال الدكتور "أنطوان الصافي" في تصريح للإعلاميين: «تكريم والدي هو تكريمي، ففي "حمص" لنا ذكريات قديمة من أيام "قهوة ديك الجن" التي كنت أرافق والدي إليها في طفولتي، واليوم أرى الحب وأرى تلك الأصالة التي تتميز بها "سورية"، وأكبر إثبات نشهده اليوم أن كل ما حصل في "سورية" هو مستورد وغريب عن أصالتها وثقافتها».
وأضاف: «تكريم والدي اليوم هو تكريم لعائلتي ولأولادي ولكل شريف في هذا الوطن وكل الأوطان، لم يضع يوماً البوصلة، و"سورية" البلد الأكثر تكريماً وتقديراً لوالدي من كافة البلدان دولة وشعباً، نال فيها التكريم في حياته وبعد وفاته».
يذكر أن الحفل أقيم برعاية مؤسسة "الصافي"، وبالتعاون مع جوقة "الطريق"، التابعة لكنيسة "أم الزنار"، وتضمنت الاحتفالية أداء أغنيات ومواويل متنوعة للفنان الراحل؛ شارك فيها مجموعة من شباب وشابات الجوقة، إضافة للأغنيات التي أدّاها الدكتور "أنطوان الصافي" والآنسة "حلا نقرور" من أجمل ما غنى الراحل "الصافي" في حب الوطن، نذكر منها: "يا شام المجد عترابك ركع، وسورية الله حاميها القوة والنخوة عاطيها، وآه يا ابني، وبلدي"، إضافة إلى أغنية جديدة مهداة من أبناء "حمص" لروح الراحل "وديع الصافي" من كلمات الشماس "طوني يعقوب"، وألحان وغناء نجله د. "أنطون الصافي"؛ مطلعها: "إلى جنبات روحك نهدي حبنا، إلى مقامات صوتك نضم صوتنا".
