أحلام وردية كانت حاضرة بالرسومات والألوان في المعرض الذي أقامه الفنان التشكيلي "إسماعيل نصرة" في "صالة النهر الخالد" وذلك مساء يوم الثلاثاء23/11/2010.

حيث عرض الفنان عدداً من لوحاته التشكيلية التي رسمها خلال الأعوام الخمسة الماضية، والتي تناولت موضوع المرأة وطموحاتها بقالب فني مختلف من ناحية الألوان وأحجام اللوحات التي تراوحت بين الكبير والصغير.

الحقيقة كل هذا التجديد في لوحات الفنان "نصرة" أعطاها الكثير من الرقة والشفافية الملائمة لموضوع المرأة وأظن أن اللوحات تعبر عما في داخل الفنان من هدوء وتقدير للمرأة وبذلك تكون لوحاته مرآة لما في داخله من عاطفة شفافة

لمعرفة المزيد عن المعرض موقع eHoms التقى الفنان التشكيلي "إسماعيل نصرة" الذي حدثنا عن لوحاته وعن الموضوع الذي تعالجه قائلاً: «المعرض اليوم مؤلف من /30/ لوحة تشكيلية وهي منتقاة من مجموعة كبيرة من الأعمال التشكيلية التي رسمتها بين عامي /2005-2010/ وهي تتناول موضوعاً واحداً وهو المرأة الذي يعتبر للوهلة الأولى أنه موضوع قديم وعادي تناوله كثير من الفنانين، ولكن من يشاهد هذه اللوحات بدقة يجد أنني تناولت موضوع المرأة ولكن بجانب مختلف بعيد عن المألوف، فالمرأة عندي شيء آخر وأنظر لها بعين مختلفة من خلال التجديد في الموضوع والحداثة في الخامات والتقنيات الجديدة وبذلك أكون قد خرجت عن الكلاسيكية في هذا الموضوع لتصبح التقنية التشكيلية موضوعاً بحد ذاتها».

الفنان التشكيلي "اسماعيل نصرة"

وأضاف: «لا يوجد عندي لوحة واقعية أبداً إنما كل اللوحات التشكيلية التي أرسمها هي عبارة عن حالة حلم مجرد، فالمرأة في لوحاتي امرأة حالمة فأنت تراها إما نائمة أو تطل من النافذة أو تنظر للبعيد ولكن بحالة حلم، لأن المرأة الحالمة بنظري أقوى من المرأة الواقعية وهذه هي الحالة التي تسحرني والتي أعرضها في لوحاتي، فالمرأة الحالمة في نظري كالموسيقا واللون لا حدود لها.. أما الرجل فموجود في لوحاتي من خلال الرموز فقط وهو إما تفاحة أو سمكة أو حوت».

لوحات الفنان "نصرة" اختلفت من ناحية الأبعاد فمنها الذي أخذ شكلاً طولانياً ومنها ما تعدد فيها الخامات وعن ذلك قال: «اللوحات جميعها رسمت بالألوان الزيتية على الخشب والقماش، ولكن لكل لوحة سطح خاص كما أن لكل لوحة كادرها الخاص فالسطح فيه شيء من الكولاج وهو يختلف من لوحة إلى أخرى.. كما استخدمت في بعض اللوحات أوراق الجرائد الصفراء واستخدمت أيضاً المسامير وكل هذه الخامات الجديدة المتنوعة أضعها في اللوحة حسب الفكرة التي أطرحها، وببساطة أنا سخرت عدداً من الخامات لكي أعرض وأخدم أفكاري عبر اللوحات وكل هذه الخامات اختيرت بدقة وليس عن عبث.

الفنان التشكيلي "أحمد قنيش"

ففي لوحة (تحلم بالتاج) نرى بنتاً نائمة وهي تحلم بأن تكون ملكة أو أميرة، وهو حلم كل بنت تحب الشهرة لذلك رسمت التاج في أعلى اللوحة، وهذا الحلم موضوع إنساني بحت قابل للتأمل والدراسة».

الفنان التشكيلي "رياض الشعار" من حضور المعرض حدثنا عن رأيه باللوحات قائلاً: «اللافت في هذا المعرض هو حضور المرأة في كل اللوحات فهناك لوحات رسمت فيها عدة وجوه للمرأة ولوحات أخرى طولانية جسدت المرأة الواقفة والتي تتطلع عبر الأقنعة والنوافذ، وهذا يدل أن الفنان "نصرة" تناول موضوع المرأة من شكل مختلف فمعظم الفنانين التشكيليين يجدون في المرأة مادة خصبة للفن التشكيلي ولكن فناننا ابتعد عن هذه الكلاسيكية القديمة.

تحلم بالتاج من اللوحات المعروضة

ومن يراقب اللوحات بدقة يجد نضوجاً تدريجياً عند الفنان من ناحية التقنيات التي تطورت عبر الزمن فالاستخدام المتنوع للأبعاد والإضاءة يضفي شيئاً من الحداثة على اللوحات لم نعهدها أبداً من قبل».

وأضاف: «الحقيقة كل هذا التجديد في لوحات الفنان "نصرة" أعطاها الكثير من الرقة والشفافية الملائمة لموضوع المرأة وأظن أن اللوحات تعبر عما في داخل الفنان من هدوء وتقدير للمرأة وبذلك تكون لوحاته مرآة لما في داخله من عاطفة شفافة».

وعن التقنيات الحديثة والرموز التي تحملها اللوحات حدثنا الفنان التشكيلي "أحمد قنيش" من حضور المعرض فقال: «في هذه اللوحات العديد من التقنيات الجديدة التي لم نجدها من قبل كذلك توجد العديد من الرموز في اللوحات كالعصفور السمكة والقناع، وهذه الرموز مجاورة للموضوع الأساسي وهو المرأة التي نراها منعزلة شاردة وحالمة، وأظن أن الفنان نجح في أن يجعل كل هذه التقنيات والرموز تخدم الفكرة واستطاع بذلك أن يستغل كل مساحة اللوحة فحتى كادر اللوحة جاء خادماً للفكرة وهذا شيء مميز.

الأعمال تحمل الكثير من القيم الوجدانية العميقة والتي تتمثل بالوجوه والأيدي والرموز، فعلى المشاهد أن ينظر للوحة بكامل تفاصيلها لأني وجدت أن كل عناصر اللوحة مترابط بعضها مع بعض.

ولكن على الناظر إلى اللوحات ألا يجعل هذه الرموز تؤثر على فهمه لها بل يجب أن ينظر إليها بشكل عام حتى يفهم مضمونها لأن التركيز فقط على الرموز يجعل المشاهد يبتعد عن فهم الفكرة الأساسية للوحة.. وأعتقد أن الفنان "نصرة" أسس لحالة تشكيلية جديدة تتمثل بجعل المادة تخدم الفكرة».

الجدير ذكره أن الفنان "إسماعيل نصرة" من مواليد مدينة "سلمية" وقد تخرج في "كلية الفنون الجميلة" قسم التصوير عام /1986/ حائز دبلوم الدراسات العليا عام /1998/ نال أربع جوائز في العديد من المسابقات وله أكثر من /40/ معرضاً فردياً ومشتركاً.