لأول مرة في "حمص" أقيم في "صالة النهر الخالد" المعرض الجوال الذي اشترك فيه أغلب الفنانين التشكيليين السوريين وذلك مساء يوم الجمعة 4/6/2010. "المعرض الجوال" ضم أكثر من /45/ لوحة تشكيلية يحكي معظمها عن تاريخ الفن التشكيلي السوري.

ومن الفنانين المشاركين بالمعرض "بسام جبيلي" و"عبد القادر عزوز" و"عون الدروبي" و"علي العبود" و"عبد الله مراد".

الفنانون التشكيليون كانوا في السابق يشتكون من عدم وجود تواصل فيما بينهم وخاصة مع "وزارة الثقافة" ولكن "المعرض الجوال" سوف يحقق التواصل الذي كانوا يطمحون إليه دائماً..

تميز "المعرض الجوال" بعدد اللوحات المعروضة وبعدد الزوار الذي ضم بعض الفنانين ومحبي الفن التشكيلي، لمعرفة المزيد عن "المعرض الجوال" موقع eSyria التقى الفنان التشكيلي "بسام جبيلي" فقال:

الفنان التشكيلي "بسام جبيلي"

«"المعرض الجوال" هو ظاهرة تشكيلية كنا نفكر بها منذ زمن بعيد، ونحن سعداء اليوم لأنها تحققت بهذا الشكل، وهي من الخطوات الهامة التي حققتها "وزارة الثقافة" بجمع العديد من الفنانين التشكيليين السوريين في معرض تشكيلي واحد، و"وزارة الثقافة" عبر تاريخها الطويل اقتنت وجمعت الكثير من لوحات الفنانين التشكيليين السوريين، ولديها الآن مخزون كبير من اللوحات وحان الوقت لعرضها على الجمهور السوري لكي يتعرفوا على فناني بلدهم. و"المعرض الجوال" هو فرصة ممتازة للتعرف على الفنانين السوريين وتاريخهم في الفن التشكيلي وهو اليوم هو عبارة عن موزاييك تشكيلي، ويعتبر خطوة يجب أن تتكرر في كل عام».

وعن مشاركته بالمعرض قال: «لوحتي تحمل عنوان "العود الأبدي" وهي لوحة رسمتها عام /1993/ وتعتبر من أقدم اللوحات المعروضة اليوم وهي مقتناة من قبل "وزارة الثقافة" وتجسد تقنية بصرية خطية كنت اتبعتها سابقاً، تعتمد على المزاوجة بين خط الأفق والخط المنحني اللذين يعتبران خطين متناقضين. ولكنهما بالحقيقة يكمل أحدهما الآخر.

الأستاذ "أميل فرحة"

"العَود الأبدي" هي علاقة الإنسان مع الطبيعة وخلطهما، لأن الإنسان الموجود بالطبيعة هو دائم الاستمرار فالطبيعة تجدد ذاتها، وهي دائمة التوالد فأنا أردت من هذه اللوحة العودة إلى المنابع الأولى».

وعن فائدة "المعرض الجوال" حدثنا الفنان التشكيلي "عبد القادر عزوز" فقال: «تبرز أهمية "المعرض الجوال" من أهمية اللوحات المعروضة، التي بتنوعها تشكل رؤية واحدة للفن السوري بالإضافة إلى أن هذا المعرض هو بادرة جديدة لوزارة الثقافة وهو الأول من نوعه في "حمص".

السيدة "نبال بكفلوني"

المعرض يفيد في تعريف الناس على الفنانين السوريين المعاصرين كما يلعب دوراً في تعريف الفنانين التشكيليين على بعضهم من خلال أعمالهم، وهنا يبرز دور الصالات الخاصة كصالة النهر الخالد التي تساعد في نشر الثقافة البصرية وتطوير الذائقة الفنية لدى الناس».

وعن اشتراكه في المعرض قال: «"حنين" هو اسم لوحتي المعروضة التي تحوي قسمين هما الموضوع والتشكيل، أما الموضوع فهو الدعوة إلى البساطة من خلال هذين الشخصين اللذين ينظران إلى القرية، أما التشكيل فيبرز باللون البني المحمر، فلون اللوحة الأساسي هو البني ولكن برزت الأشكال من خلال تدرج هذا اللون إلى مئات من الألوان».

وأضاف: «الأعمال المعروضة هامة جداً..أغلب الفنانين أعرفهم معرفة شخصية، ولكن لا يخلو المعرض من بعض اللوحات الهابطة وأظن أنه لا يمكن مقارنة اللوحات مع بعضها لأن كل لوحة تنتمي إلى مدرسة تشكيلية منفردة».

أما الأستاذ "إميل فرحة" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص فقال: «المعرض الجوال هذا المساء بادرة فنية هامة جداً. وعند تجولي في أنحاء المعرض وجدت تنوعاً في المدارس التشكيلية، كالواقعية والتجريدية.

المعرض على مستوى عال جداً من الأكاديمية والاحترافية والفنانين المشاركين هم من أهم وأشهر الفنانين بسورية كالفنانين "بسام جبيلي"، "عبد الله مراد". وأظن أنه من أهم المعارض التي أقيمت في مدينة "حمص" حتى الآن».

وعند سؤالنا له عن وضع الفن التشكيلي في "حمص" قال: «الفن التشكيلي في "حمص" هو حالة ثقافية متجذرة موجودة في المدينة، ولكن أظن أنه بحالة غير جيدة، ونحن نسعى جادين لتحسين هذا الواقع وعندما نقارن الفن التشكيلي في "حمص" بمثيله في مدينة "دمشق" نرى أن هناك فرقاً كبيراً ناتج عن قلة صالات المعرض وقلة المهتمين.. ربما لأن "دمشق" تضم العديد من الدبلوماسيين السفارات والوزارات. وأتمنى أن يتحسن هذا الواقع التشكيلي في "حمص" الذي أظنه قد بدأ بالتحسن نسبياً في السنتين الماضيتين».

أخيراً التقينا منظمة المعرض السيدة "نبال بكفلوني" مديرة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة فقالت:

«"المعرض الجوال" هو عبارة عن معرض تشكيلي يضم عدداً من اللوحات التشكيلية للعديد من الفنانين السوريين، وهو جزء من سلسلة معارض سوف تقام دورياً في المدن السورية. أما معرض اليوم فهو يضم /45/ لوحة تشكيلية مأخوذة من /45/ فنانا تشكيليا سوريا أي لكل فنان في هذا المعرض لوحة، ولكن نحن ركزنا فيه على الفنانين التشكيليين من "حمص" والمعرض سبق عرضه في "دمشق" و"حلب" وسوف يقام بعد "حمص" في "الرقة".

اللوحات المعروضة تمثل واقع الحركة التشكيلية السورية، كما تجمع بين أكثر من مدرسة تشكيلية، ففيها الواقعية الكلاسيكية التجريدية وهي من مقتنيات "وزارة الثقافة" السورية».

وأضافت: «الفنانون التشكيليون كانوا في السابق يشتكون من عدم وجود تواصل فيما بينهم وخاصة مع "وزارة الثقافة" ولكن "المعرض الجوال" سوف يحقق التواصل الذي كانوا يطمحون إليه دائماً..».