أحيا مسرحيو "حمص" مساء السبت 27/3/2010 ذكرى عيد المسرح العالمي، في احتفالية نظمها فرع نقابة الفنانين "بحمص"، على مسرح الشهيد "عبد الحميد الزهراوي".

تخلل الاحتفالية التي أهداها المسرحيون إلى روح المؤلف المسرحي الراحل الأستاذ "وليد فاضل" إلقاء كلمة في الراحل قدمها المخرج "ضيف الله مراد"، ثم إلقاء كلمة المسرح العالمي، وتكريم الراحل" فاضل"، حيث قدم الأستاذ "هشام كفارنة" رئيس مكتب الدراما في مجلس نقابة الفنانين درع النقابه لابن الراحل "فاضل".

إذا أردت أن أقول فإنني سوف أستعيد الكلمة الرائعة أو الجوهر الأصلي الذي قدمه ذات يوم الراحل المسرحي الكبير "سعد الله ونوس": إننا محكومون بالأمل، وربما هذا الأمل هو ما يشكل فحوى كل الرسائل التي سوف تكتب فيما بعد ليوم المسرح العالمي بالأعوام المقبلة، بالأمل وحده يحيا الإنسان وأن ينتج إبداعاً سواء على مستوى الشعر أو الرواية أو القصة أو المسرح باعتبارنا نحتفل بيوم المسرح العالمي

ومن ثم قدّم عرضا مسرحيا بعنوان "الزورق في الغابة" من إعداد وإخراج الأستاذ "حسن عكلا".

"كفارنة" يقدم درع النقابة إلى نجل الراحل "وليد فاضل"

عن هذه الاحتفالية تحدث لموقع eHoms الأستاذ "أمين رومية" رئيس فرع نقابة الفنانين "بحمص" قائلاً: «أن يكون للمسرح يوم يحتفل به في العالم بأسره هو إقرار بقدسية هذا الفن الذي حمل عبر تاريخه هموم الناس ومعاناتهم وكان وما زال منبراً للتغيير وإحلال القيم العليا في المجتمع، واهتمام فرع نقابة الفنانين بهذا اليوم هو اهتمام نابع من ضرورة ترسيخه احتفاءً بأهميته وفاعليته الكونية، هذا اليوم يذكرنا بتجذّر قيم الحق والخير والجمال لدى الشعوب العريقة على اختلاف انتماءاتها، كما يذكرنا بدور هذا الفن في مد جسور التواصل والمحبة بين الأفراد والمجتمعات، ويحضنا على المزيد من العطاء والعمل والإبداع».

وأضاف "رومية": «اليوم إذ نشارك المسرحيين في عيدهم نفتقد أحد رموز الحركة المسرحية في سورية والوطن العربي، الذي أغنى المكتبة العربية بنصوص مسرحية عديدة عالجت قضايا وموضوعات مختلفة، إنه الأديب والمؤلف المسرحي الراحل الأستاذ "وليد فاضل" الذي غادر دنيانا منذ أربعين يوماً، فشكل غيابه خسارة كبيرة لكل العاملين في المسرح والوسط والثقافي، ووفاءً منا لعطائه وأعماله الإبداعية نقدم هذه الاحتفالية إلى روحه الطاهرة عربون محبة واحترام، وكلنا أمل بأن يقوم الفنانون بالتعاون مع لجهات الرسمية بتقديم أعماله وتجسيدها على خشبات مسارحنا لأنها أعمال تنبض بالحياة، وتحاكي الراهن الذي نعيشه».

الأساتذة "عكلا" و"رومية" ومدير شركة الأسمدة

كما التقينا مع الأستاذ "محمد بري العواني" مدير المسرح القومي في "حمص" ليحدثنا عن فحوى كلمة المسرح العالمي التي ألقاها خلال الاحتفال فقال: «كتبت هذا العام الممثلة البريطانية "جودي دينش" كلمة المسرح العالمي، ومضمون هذه الكلمة التي توجهت فيها إلى المسرحيين في أنحاء العالم تشكرهم فيها على أداء رسالتهم الإنسانية والاجتماعية والثقافية فيما يتعلق بتنمية الشعوب ثقافياً ومعرفياً، على صغر هذه الرسالة تكمن أهميتها بأنها تعيد روح الحماسة إلى المسرحيين في ظل تراجع المسرح في العالم، للعودة إلى إنتاج عروضهم المسرحية والتوجه بها إلى شعوبهم أو شعوب العالم الأخرى، وبالتالي الكلمة تؤكد على أن الفن بعامة والمسرح بخاصة هو غذاء روحاني ووجداني للمجتمع ومن دونه لا يمكن أن يكون هناك مجتمع بشري بحالة صحية وسليمة».

وسألنا الأستاذ "عواني" عن الكلمة التي يمكن أن يقولها في هذا العيد فأجاب: «إذا أردت أن أقول فإنني سوف أستعيد الكلمة الرائعة أو الجوهر الأصلي الذي قدمه ذات يوم الراحل المسرحي الكبير "سعد الله ونوس": إننا محكومون بالأمل، وربما هذا الأمل هو ما يشكل فحوى كل الرسائل التي سوف تكتب فيما بعد ليوم المسرح العالمي بالأعوام المقبلة، بالأمل وحده يحيا الإنسان وأن ينتج إبداعاً سواء على مستوى الشعر أو الرواية أو القصة أو المسرح باعتبارنا نحتفل بيوم المسرح العالمي».

درع المكرَّم

أما المخرج "حسن عكلا" فحدثنا عن انطباعه بهذه المناسبة والعرض المسرحي الذي تم تقديمه فقال: «في 27 آذار من كل عام يحتفل المسرحيون في كل بقاع الأرض بمناسبة المسرح العالمي، وتلقى على هذه المسارح كلمة يكتبها مسرحي، نحن باعتبارنا من مسرحيي العالم أيضاً نحتفل بهذا العيد شأننا بذلك شأن كل الذين يحبون المسرح ويعشقونه باعتباره رسالة إنسانية سامية.

أما مسرحية "الزورق في الغابة" فقد ارتأى فرع نقابة الفنانين اختيارها لتقدم في هذه الاحتفالية، وهي مسرحية مترجمة عن البلغارية كتبها "نيكولاي خايتوف" وقمت بإعدادها، يقتصر أداؤها على رجل وامرأة، يلعب دوريها الأستاذ "خالد الطالب" والمسرحية "مثال جمول"، سبق أن قدمت هذه المسرحية في الحدائق العامة "بحمص" وفي المواقع الأثرية في الهواء الطلق، كانت تجربة منذ سنوات لأن أحداثها تدور في غابة، وكانت عروضاً جيدة، وارتأينا هذا العام أن نعيد إنتاجها بعد عشر سنوات من عرضها الأول، وذلك على خشبة المسرح، وجمهور "حمص" يعشق ويستحق أن نقدّم له دائماً عروضاً كهذه».