ألقى المخرج الأستاذ فرحان بلبل محاضرة بعنوان "الرقابة في المسرح العربي"، وذلك تلبية لدعوة من فرع اتحاد الكتّاب العرب بالمحافظة.

بدأ الأستاذ فرحان بلبل محاضرته بتعريفه لمفهوم الرقابة وما يشكله هذا المفهوم من هاجس يؤرق ويقض مضجع الكتّاب المسرحيين منذ بداية المسرح حتى اليوم، لأن الرقابة كما صورها تشكل طرف الصراع والعقدة الأساسية بين الحاكم والمحكوم، لأن المسرح يستطيع تجميع وتوحيد الرأي العام في منطقة معينة وتحت سقف واحد ووراء هدف ما لتوجيهه نحو التحرك الاجتماعي ليكون قوة فاعلة قادرة على التغيير، ومن هنا برز خصوم المسرح ومقاوميه من رجال السياسة إلى أصحاب التزمت الديني والمذهبي مقابل رجال المال الذين يمولون رجال المسرح وحملاته.

كما تحدث عن الرقابة على المسرح العربي في جميع الأقطار العربية والمعاناة التي كابدها رجال المسرح في كلٍ من ليبيا والجزائر والأردن ولبنان، وأبرز دور المسرح في التحرك الذي أدى للصدام بين الشعب المصري وسلطات الاحتلال بعد عرض مسرحية "دنشواي" للمؤلف المصري حسن مرعي، ومسرحية "السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم" للكاتب فرح أنطوان.

كما ظهر دور الرقابة على المسرح السوري حيث كان النص يعود إلى مؤلفه وقد دخل عليه الكثير من التعديل وتم حذف كثير من الجمل والمشاهد التي لا تناسب السلطة والتي كان ينتبه إلى رعاية مصالحها قسم مختص في الرقابة على المسرح يدعى قلم الرقيب.

أما بعد الاستقلال فقد أكد بلبل على بقاء المسرح تحت عين الرقابة وذلك لأن الأنظمة العربية، إما جعلت المسرح رسميا ً ويُدعم ماليا ً وتقنيا ً من قِبل السلطات الحاكمة، وهذا الدعم طبعا ً لا يفلت من الرقابة، أو جعلت المسرح نشاط مرتبط بالمنظمات الشعبية والتجمعات الفنية كالأندية الثقافيّة ومنظمات العمال والطلاب.

ونوّه إلى أن المسرح اليوم لم يعد يخضع إلى تلك الرقابة التي كان يعاني منها في الماضي لأن المسرحيين اليوم اتجهوا نحو الشكلانية فهجروا المسرح ولم يعد هناك سبب لرقابة السلطة، وأكد إلى أهمية ازدهار المسرح وعودة الحياة إلى خشبته وتجسيد حركته بحريّة كبيرة، وأن هذه الحريّة لا تعطى وإنما تُنتزع انتزاعا ًلأن الحريّة هي التي تعطي الإبداع للمسرح.

من الجدير بالذكر أن فرحان بلبل فرحان بلبل واحد من أهم عشرة مسرحيين في العالم (كما أعتبره مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي) عام 1995 الذي كرمّه ضمن عشرة من أهم المسرحيين في العالم. ولد عام 1937 في مدينة حمص التي تركها للدراسة إلى دمشق حيث نال إجازة في اللغة العربية (1960) ثم درس الشريعة، ليعود إلى حمص ويبدأ العمل المسرحي بمسرحية (الجدران القرمزية) التي أخرجها المصري محمود حمدي وعرضت للمرة الأولى عام 1968 في دار سينما الزهراء بحمص.(العيون ذات الاتساع الضيق) كانت الخطوة التالية وعليها نال أولى جوائزه المسرحية إثر اشتراكه بها في مهرجان الهواة الأول في سورية ونال عليها جائزة (أفضل نص).