لم تترك سنوات الجفاف مكاناً في محافظة "الحسكة" إلا وتركت بصمتها عليه، حتى الرمال لم تتحمل هذه السنين العجاف، فقررت أن تبحث لها عن موطن قدم في الأماكن المجاورة، إلا إنها حيثما حلت لم تكن ضيفاً مرحباً فيه، فحتى القطار لم يسلم مما خلفته الرمال.

موقع eHasakeh زار المناطق الساخنة التي تعطل حركة القطار والتقى المهندس "شيخموس المحمد علي" مدير فرع هيئة تنمية البادية للوقوف على آخر الإجراءات المتخذة لوقف زحف الرمال حيث قال: «نظراً لحصول تراكمات على الخط الحديدي ضمن المحافظة عند النقاط الكيلومترية 376 حتى 379، أقيم مشروع لتثبيت الكثبان الرملية المتحركة ومنع زحفها وتراكمها على الخط الحديدي، وذلك من خلال استزراع الغراس الرعوية على طرفي الخط الحديدي، وقد تم زراعة 350,000 غرسة في محمية "الزعيلي" في عامي 2003 – 2004 م، ونظراً لوجود مساحات بينية خالية يمكن أن تسمح للرمال بالحركة تم ترقيع الموقع بـ 5000 غرسة عام 2008 م، وفي عام 2009 م تم زراعة 35,000 غرسة».

أثبت هذا المشرع نجاحه حيث ساهم في تسهيل الحركة على السكة الحديدية، وعليه فقد تم اقتراح إنشاء مشاريع أخرى لتثبيت الرمال في بعض البؤر التي تساهم تشكّل الرمال وزحفها على الطرق العامة لحد من تأثيرها على حركة سير الآليات والقطارات وحتى على صحة السكان

يضيف "العلي": «تم زراعة الموقع بعدة أنواع من الغراس الرعوية القادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية مثل / الرغل الأمريكي– القطف الملحي– الروثا /، وقد بلغت كامل المساحة المزروعة حوالي 720 هكتارا بكلفة وصلت إلى 6,500,000 ليرة سورية بالتعاون مع مديرية السكك الحديدية، كما تم تنفيذ خمسة سواتر ترابية على طرفي السكة الحديدية يبلغ طول الساتر الواحد من 2,5 – 3 كيلومترات بارتفاع 2 متر، إضافة إلى تحديد المشروع بالكامل بساتر ترابي».

تثبيت الكثبان الرملية

يختم "العلي": «أثبت هذا المشرع نجاحه حيث ساهم في تسهيل الحركة على السكة الحديدية، وعليه فقد تم اقتراح إنشاء مشاريع أخرى لتثبيت الرمال في بعض البؤر التي تساهم تشكّل الرمال وزحفها على الطرق العامة لحد من تأثيرها على حركة سير الآليات والقطارات وحتى على صحة السكان».

المهندس "تركي عزيز" مدير السكك الحديد في المحافظة يقول: «تعتبر ظاهرة زحف الرمال وتراكمها على طرفي الخط الحديدي الممتدة من "الحسكة" وحتى "دير الزور" من أهم العوامل التي تعيق تسيير قطارات ترين سيت، لأنها تؤثر على أمان سير القطار وقد تتسبب بخسائر مادية وأحياناً بشرية، حيث ساهمت سنوات الجفاف الأخيرة في انحسار الغطاء النباتي وتدهوره الأمر الذي شكل عبئاً إضافياً على كاهل المؤسسة».

تنتهي الرمال مع بداية المحمية

يضيف "عزيز": «لقد أعاقت الرمال المتراكمة على الخط الحديدي تسيير قطار الترين سيت الحديث بين "الحسكة" و"دير الزور"، وذلك لأن محركات القطارات تتوضع أسفل العربات، وأثناء مرور القطارات في المناطق الرملية تتأثر محركات الديزل من خلال تجمع حبيبات الرمل في الفلاتر، وينتج عن هذه العملية ضعف في أداء المجموعات أثناء الحركة، كما تؤثر الرمال على القطارات القديمة المستخدمة حالياً من خلال إغلاق الخط أمام حركة القطارات، وتكمن خطورة زحف الرمال في عدم معرفة وقت التراكم الأمر الذي يفاجئ السائق وهذا يسبب حالات جنوح وخروج القطارات عن مسارها، كما تلوث حركة الرمال الهواء وهذا يؤثر على الرؤية خصوصاً المحطات الممتدة على طول الخط».

وعن الإجراءات التي تم اتخاذها يختم "عزيز": «تم حفر خنادق بطول 164 كيلو متراً وإنشاء سواتر ترابية بهدف إيقاف زحف الرمال، كما تم عزل 95,000م3 من الرمال المتراكمة على الخط، كما يتم عزل الرمال بشكل دوري بواسطة آليات سككية خاصة وذلك حسب الحاجة، وقد أثبتت المحميات نجاحها في صد الرمال والتقليل من زحفها باتجاه السكة، وذلك من خلال تثبيت الكثبان الرملية خلف الغراس الرعوية، وما زال العمل جارياً لاحتواء هذه المشكلة في المستقبل المنظور».

السواتر الترابية تمنع زحف الرمال إلى السكة