لم يعد خافياً على أحد أن حضارة العالم اليوم تقاس بقلة الحوادث ومطابقة الطرق وإجراءات السلامة للمواصفات العالمية، ولكن كل إجراءات السلامة تقف عاجزة بدون جهة تنظم عمل المرور، فهم اليوم يستحقون لقب الجندي المجهول.

في يوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي شهد مسرح ثقافي الحسكة احتفالاً بعيد المرور، وقد رفع هذا العام شعار "من أجل سلامتك أجل مكالمتك".

إن المواطن بوعيه وسلوكه وحسن تعامله مع مرفق المرور وتجسيده الطوعي للقوانين الناظمة، واحترامه لحقوق الآخرين في استخدام الطريق يشكل الدرع الواقي ضد حوادث السير ويسهم في تحقيق السلامة والأمان، ونحن مدعوون اليوم جميعاً لجعل يوم المرور العالمي وأسبوع المرور والسلامة العامة قضية وطنية

السيد "إبراهيم الخليل" نائب رئيس الاتحاد المهني للنقل في سورية ورئيس نقابة عمال وسائقي النقل البري قال: «إن عيد المرور هو عيد عالمي وقد اهتمت به المنظمات العربية والدولية من خلال مؤتمراتها التي اتخذت العديد من القرارات والتوصيات، التي من شأنها إيجاد الوسائل الكفيلة بتخفيف حجم الخسائر المادية والجسدية، وكانت سورية سباقة من بين العديد من الدول للالتزام بالقرارات من خلال تحديث قانون السير».

تكريم طلائع البعث

يضيف "الخليل": «إن رجل المرور والسائق هما ركنان أساسيان من معادلة السلامة المرورية، وعليهما تقع مسؤولية الالتزام بتطبيق وتنفيذ الأنظمة المرورية، كما تقع مهمة نشر الوعي المروري بين صفوف المواطنين والسائقين على الجهات المعنية، وذلك من خلال الندوات واللقاءات المشتركة لتنمية روح التعاون بين رجل المرور والسائق».

ويختم رئيس نقابة عمال وسائقي النقل البري حديثه بالقول: «إن المواطن بوعيه وسلوكه وحسن تعامله مع مرفق المرور وتجسيده الطوعي للقوانين الناظمة، واحترامه لحقوق الآخرين في استخدام الطريق يشكل الدرع الواقي ضد حوادث السير ويسهم في تحقيق السلامة والأمان، ونحن مدعوون اليوم جميعاً لجعل يوم المرور العالمي وأسبوع المرور والسلامة العامة قضية وطنية».

جانب من التكريم

أما العميد "حسين جمعة" رئيس فرع المرور في المحافظة قال: «تعتبر السلامة من أهم المتطلبات التي تطمح إليها المجتمعات في الوقت الحاضر، ويأتي اهتمام منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية نتيجة الدراسة المستفيضة للحوادث، ونتائجها الكارثية على الصعيد المادي والمعنوي، حيث يموت سنوياً حوالي 1.300 مليون شخص جراء الحوادث، بينما يصل عدد الجرحى إلى 50.000.000 إنسان بحسب إحصائيات عام 2008م.

وعلى الصعيد العربي فقد أعلنت المنظمة العربية للسلامة المرورية منذ فترة وجيزة أن حوادث السير تخلف سنوياً حوالي 40.000 قتيل، ومن المؤسف القول أن 60% من هؤلاء الضحايا هم من الشباب، وبحسب الخبراء فإن ارتفاع نسبة الشباب يعود على السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ والتحدث بالهواتف وشرب الكحول وعدم التقيد بربط أحزمة الأمان».

من العرض المسرحي بعيد المرور

أما على الصعيد المحلي يضيف "جمعة": «بعد تطبيق قانون السير المعدل لعام 2008 م وبالمقارنة بين عامي 2008 – 2009 م، نجد أنه تم تسجيل 25930 حادث عام 2008م بينما سجل عام 2009 م29605 حادث، ولكن الفرق هو أن عدد المتوفين في العام الثاني هو أقل بنسبة 10% عن سابقه، وهو انخفاض جيد إذا ما قورن على مستوى العالم، فالعالم يسعى أن تنخفض نسبة الوفيات عام 2015 م إلى 4%، علما أن عدد الجرحى في العالم هو 38 ضعف عدد القتلى، في حين أنه في "سورية" لا يتجاوز خمسة أضعاف عدد القتلى».

"ويختم جمعة": «من خلال ما تم استعراضه يجب على الجميع أن لا يدخر جهداً لرفع سوية السلامة المرورية، فالجهات المختصة تحاول وعلى الدوام وبالتعاون مع الجهات المعنية تأمين كافة مستلزمات السلامة من سيارات إسعاف إلى وحدات لمراقبة الطرق، وهي تعمل دائماً على نشر الوعي والثقافة المرورية بين أوساط المواطنين، آملين أن تبقى أعداد الحوادث والإصابات في تناقص مستمر».

وقد قام الرفيق "محمد داوود السطام" أمين الفرع والرفيق "معذى نجيب سلوم" محافظ "الحسكة" بتكريم بعض عناصر شرطة المرور، وبعض السائقين ولم ينسوا أن يكرموا المسعفين لرفع الروح الإنسانية عند السائقين.

كما التقينا السيد "مصطفى حسن تمو" أحد عناصر الشرطة والذي تم تكريمه على رأس عمله والذي قال: «هذا اليوم هو هام بالنسبة للمواطنين والشرطة على حد سواء، فأنا أشعر بالفخر في هذا اليوم حيث يتذكر العالم أهمية رجل المرور الذي يحمل على عاتقه هم السلامة المرورية، وفي الحقيقة شعوري اليوم لا يوصف كوني من بين المكرمين، فنحن بالمحصلة نقوم بواجبنا ولكن أن يتم تكريمنا ونحن على رأس العمل هذا شيء يرفع من همتنا إلى حد كبير، ولكن ما أريد قوله للأخوة السائقين أن السرعة هي الشبح الأكبر للقيادة، والالتزام بالقوانين يصب في مصلحة المواطن أولاً وأخيراً، وأتمنى السلامة للجميع».

بقي أن نذكر أن الحفل تخلله عرض مسرحي قدمه مجموعة من الطلائعين، تضمن العرض رسائل توعية تحظ المواطنين على حسن التعامل مع قوانين المرور ضماناً للسلامة العامة.